بازگشت

يراها (ابن داود) و (الطلحي) منه بعد وفاة أبيه


«الحسين بن حمدان الحضيني» باسناده: عن (أحمد بن داود القمي) و (محمد بن عبدالله الطلحي) (ره)، قالا:

حملنا مالا اجتمع من خمس و نذور من عين و ورق و جوهر و حلي و ثياب، من قم و ما يليها، فخرجنا نريد سيدنا أباالحسن علي بن محمد عليهماالسلام.

فلما صرنا الي دسكرة الملك تلقانا رجل راكب علي جمل و نحن في قافلة عظيمة فقصدنا و نحن سائرون في جملة الناس، و هو يعارضنا بجملة حتي وصل الينا و قال: يا أحمد بن داود، و محمد بن عبدالله الطلحي، معي رسالة اليكما.

فقلنا له: ممن يرحمك الله؟ قال: من سيدكما أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام يقول لكما: أنا راحل الي الله في هذه الليلة، فأقيما مكانكما حتي يأتيكما أمر ابني أبي محمد الحسن عليه السلام.

فخشعت قلوبنا و بكت عيوننا و أخفينا ذلك و لم نظهره، و نزلنا بدسكرة الملك و استأجرنا منزلا و أحرزنا ما حملناه فيه و أصبحنا، و الخبر شائع في الدسكرة بوفاة مولانا أبي الحسن عليه السلام، فقلنا: لا اله الا الله، أتري الرسول الذي جاء برسالته أشاع الخبر في الناس.

فلما أن تعالي النهار رأينا قوما من الشيعة علي أشد قلق مما نحن فيه فأخفينا أثر الرسالة و لم نظهره.

فلما جن علينا الليل جلسنا بلا ضوء حزنا علي سيدنا أبي الحسن



[ صفحه 149]



عليه السلام نبكي و نشتكي الي الله فقده، فاذا نحن بيد قد دخلت علينا من الباب، فأضاءت كما يضي ء المصباح، و قائل يقول: «يا أحمد» «يا محمد»، هذا التوقيع فاعملا بما فيه.

فقمنا علي أقدامنا فأخذنا التوقيع، فاذا فيه:

(بسم الله الرحمن الرحيم من الحسن المستكين لله رب العالمين الي شيعة المساكين، أما بعد: فالحمدلله علي ما نزل بنا منه، و نشكر اليكم جميل الصبر عليه، و هو حسبنا في أنفسنا و فيكم و نعم الوكيل، ردوا ما معكم فليس هذا أوان وصوله الينا، فان هذه الطاغية قد بث عسسه و حرسه حولنا، و لو شئنا ما صدكم و أمرنا يرد عليكم، و معكما صرة فيها سبعة عشر دينارا في خرقة حمراء، لأيوب بن سليمان الأبي، فردها عليه، فانه ممتحن بما فعله و هو ممن وقف علي جدي موسي بن جعفر عليهماالسلام، فرد الصرة عليه و لا تخبراه).

فرجعنا الي قم و أقمنا بها سبع ليال فاذا قد جاءنا أمره، قد أنفذنا اليكم ابلا غير ابلكما، فاحملا ما قبلكما عليها و خلياها السبيل فانها واصلة الينا.

قالا: و كانت الابل بغير قائد و لا سائق، توقيع بها الشرح، و هو مثل ذلك التوقيع الذي أوصلته الينا بالدسكرة تلك اليد، فحملناها ما عندنا و استودعناها الله و أطلقناها.

فلما كان من قابل خرجنا نريده عليه السلام، فلما وصلنا الي سر من رأي، دخلنا عليه عليه السلام، فقال لنا: يا أحمد، يا محمد، أدخلا من الباب الذي بجانب الدار فانظرا الي ما حملتماه الينا الابل، فلن نفقد منه شيئا، فدخلنا فاذا نحن بالمتاع كما و عيناه و شددناه لم يتغير منه شي ء، و وجدنا فيه الصرة الحمراء و الدنانير بختمها، و كنا رددناها علي أيوب، فقلنا: انا لله و انا اليه راجعون هذه الصرة أليس قد رددناها علي أيوب، فما نصنع هيهنا؟ فواسوأتاه من سيدنا.



[ صفحه 150]



فصاح بنا عليه السلام من مجلسه: ما لكما سوءة سركما.

فسمعنا الصوت فأنثنينا اليه، فقال: آمن أيوب في وقت رد الصرة عليه، فقبل الله ايمانه و قبلنا هديته، فحمدنا الله و شكرناه علي ذلك [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 581.