بازگشت

في علمه بما في نفس (أحمد الاشعري) من السؤال عن الخلف و الامام من بعده و بالمغيبا


(ابن بابويه): عن علي بن عبدالله الوراق، عن سعد بن عبدالله، عن «أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري» قال:

دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده.



[ صفحه 155]



فقال لي عليه السلام مبتدئا: يا أحمد بن اسحاق، ان الله تبارك و تعالي لم يخل الأرض منذ خلق آدم، و لا يخلها الي أن تقوم الساعة من حجة الله علي خلقه.

يرفع البلاء عن أهل الأرض به، و به ينزل الغيث، و به يخرج نبات الأرض.

قال: فقلت له: يابن رسول الله فمن الخليفة و الامام بعدك؟

فنهض عليه السلام مسرعا، فدخل البيت ثم خرج و علي عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين، و قال: يا أحمد بن اسحاق، لولا كرامتك علي الله و علي حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، انه سمي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و كنيه، الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

يا أحمد بن اسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر عليه السلام، و مثله مثل ذي القرنين.

والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها الا من ثبته الله تعالي علي القول بامامتهم، و وفقه للدعاء بتعجيل فرجه.

قال أحمد بن اسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن اليها قلبي؟

فنطق الغلام بلسان عربي «فصيح»، فقال عليه السلام: أنا بقية الله في أرضه، و المنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عني.

قال أحمد: فخرجت مسرورا فرحا، فلما كان من الغد عدت اليه، فقلت له:

يابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت علي، فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين عليهماالسلام؟.



[ صفحه 156]



فقال عليه السلام: طول الغيبة يا أحمد، فقلت له: يابن رسول الله و ان غيبته لتطول؟

قال عليه السلام: اي و ربي حتي يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، فلا يبقي الا من أخذ الله عهده بولايتنا، و كتب في قلبه الايمان، و أيده بروح منه.

يا أحمد بن اسحاق هذا أمر من الله و سر من سر الله، و غيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 572.