بازگشت

في ذهابه الي جرجان من سامراء في يوم...


و في نور الأبصار عن (الخرايج) عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال حججت سنة فدخلت علي أبي محمد عليه السلام بسر من رأي و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال فأردت أن أسأله الي من أدفعه فقال قبل أن أقول ذلك ادفع ما معك الي المبارك خادمي قال ففعلت و خرجت و قلت ان شيعتك بجرجان يقرؤون عليك السلام قال أولست منصرفا بعد فراغك من سفرك قلت بلي قال فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي مائة و سبعين يوما و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال مضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار فاعلمهم اني أوافيهم في ذلك اليوم في آخر النهار و امض راشدا فان الله سيسلمك و يسلم ما معك فتقدم علي أهلك و ولدك و ولد لولدك الشريف بن قسمة الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف و سيبلغ الله به و يكون من أوليائنا فقلت يا ابن رسول الله ان ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني هو من شيعتك كثير المعروف الي أوليائك يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان فقال شكرا لله لأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا و غفر له ذنوبه و رزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له يقول لك الحسن بن علي سم ابنك أحمدا قال فانصرفت من عنده و حججت فسلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر علي ما ذكره عليه السلام و جاءني أصحابنا يهنوني فوعدتهم أن الامام عليه السلام و عدني أن يوافيكم في آخر يومي هذا فتأهبوا لما تحتاجون اليه و أعدوا في مسائلكم و حوائجكم كلها فلما صلوا الظهر



[ صفحه 170]



و العصر اجتمعوا كلهم في داري فوالله ما شعرنا الا و قد وفانا أبومحمد عليه السلام فدخل الينا و نحن مجتمعون فسلم هو أولا علينا فاستقبلناه فقبلنا يده ثم قال اني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن أوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر و العصر بسر من رأي و صرت اليكم لأجدد بكم عهدا و ها أنا قد جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها.

فأول من ابتدأ المسألة (النضر بن جابر) قال يابن رسول الله أن ابني جابرا أصيب ببصره منذ شهر فادع الله له أن يرد عليه بصره و عينيه قال عليه السلام فهاته فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم و أجابهم الي كل ما سألوه حتي قضي حوائج الجميع و دعا لهم بخير فانصرف من يومه ذلك و يظهر من الأخبار و الآثار أن العسكري أبامحمد الحسن عليه السلام قد مضي كرارا الي (جرجان) الي شيعته يقضي لهم حوائجهم و يجيبهم عن مسائلهم و يعين ذا الحاجة منهم و في محل نزوله قد بنوا مسجدا و سموه مسجد الامام (و الجرجان معرب كلاكان و هو الآن معروف بگرگان) و قبل ذلك كانت تسمي باستراباد.

قال المرحوم الشيخ مهدي المازندراني بعد نقله للمعجزة:

أقول و اني قد شاهدتها في أيام مسافرتي الي ايران لزيارة مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام في سنة اثنين و خمسين بعد الألف و ثلثمائة من الهجرة فبعد منصرفي عن الزيارة أخذت الطريق علي (الطبرستان) مع شيخي و معتمدي و شقيقي و ابن عمي العالم الورع التقي الشيخ علي دامت بركاته ابن المرحوم المغفور العالم الرباني و المحقق الصمداني الشيخ عبد الجواد قدس الله روحه و ليس لنا هم و قصد الا زيارة الأرحام و ملاقاة الأصدقاء و الأحباب اجابة لهم و طلبا لمرضاتهم و قربة الي الله تعالي ثم سافرنا من مازندران الي گرگان يعني الاستراباد فوجدناها بلدا معمورا واسعا فيها الأعيان و الأشراف و العلماء و الطلاب و انعقد مجالس



[ صفحه 171]



كثيرة في البلد في كل يوم و ليلة منها في مسجد الامام عليه السلام و كنت أصعد المنبر و أتلو عليهم الآيات و الأخبار و الخطب و المواعظ و الأخبار و الأحاديث ثم أذكر مصائب آل الرسول عليهم الصلاة و السلام و أحمد الله علي أن وفقت بزيارة ذلك المسجد الشريف يعني مسجد الامام الحسن العسكري عليه السلام و تشرفت بالصعود علي المنبر في ذلك المكان المكرم و المجلس مشحون بألوف من العلماء و السادات و الأشراف و الأعيان.



[ صفحه 175]