بازگشت

في استشهاده و الرثاء عليه


قبض أبومحمد عليه السلام بسر من رأي يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول [1] سنة ستين و مئتين في خلافة المعتمد و هو ابن ثمان و عشرين سنة.

و دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه عليه السلام بسر من رأي.

(قال شيخنا الطبرسي): ذهب كثير من أصحابنا الي أنه مضي مسموما و كذلك أبوه وجده و جميع الأئمة، عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالشادة و اسناده في ذلك، بما روي عن الصادق عليه السلام: «ما منا الا مقتول أو شهيد».

و (قال الشيخ القمي): و روي عن أبي محمد الحسن بن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: عند وفاته لجنادة بن أبي أمية: «ما منا الا مسموم أو مقتول» [2] .

و كان هو و أبوه وجده، يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا [3] .



[ صفحه 176]



و قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة (ره) كان ولادته في سنة احدي و ثلاثين و مائتين، فيكون عمره تسعا و عشرين سنة.

كان مقامه مع أبيه ثلاثا و عشرين سنة و أشهرا.

و بقي بعد أبيه خمس سنين و شهورا، و قبره بسر من رأي.

(و قيل): مولده سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين.

و قبض بسر من رأي لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين و كان سنه يومئذ ثمان و عشرين سنة [4] .

و كان عليه السلام مرضه الذي توفي فيه أول شهر ربيع الأول، سنة ستين و مائتين، و توفي يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر [5] .

و عمره الشريف تسع و عشرون سنة أو ثمان و عشرون سنة، و كان مقامه مع أبيه ثلاثا و عشرين سنة و أشهرا، و بعد أبيه خمس سنين و ثمانية أشهر و ثلاثة عشر يوما.

و كانت في سني امامته بقية ملك المعتز و في رواية المستعين ثم المعتز أشهرا ثم المهتدي بالله أحد عشر شهرا ثم ملك أحمد الملقب بالمعتمد علي الله ابن جعفر المتوكل و بعد مضي أربع سنين من ملك المعتمد قبض العسكري مسموما و كان المعتمد يؤذيه كثيرا حتي سقاه السم و لما سقي السم مرض مرضا شديدا فبلغ ذلك المعتمد في مرضه قيل له أن ابن الرضا قد اعتل و مرض فأمر الرجل نفرا من المتطببين بالاختلاف اليه و تعاهده صباحا و مساء و بعث خمسة نفر كلهم من ثقاته و خاصته و أمرهم بلزوم دار أبي محمد العسكري و تعرف خبره و حاله فلما كان بعد ذلك بيومين جاء من أخبره بأن العسكري قد ضعف فركب



[ صفحه 177]



المعتمد حتي بكر اليه ثم أمر المتطببين بلزومه و بعث الي قاضي القضاة و عشرة من أصحابه ممن يثق به و أرسلهم الي الحسن العسكري عليه السلام و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك حتي كانت الليلة التي قبض فيها فرأوه و قد اشتد به المرض يغشي عليه ساعة بعد ساعة علموا انه قد قرب به الموت تفرقوا عنه فلم يكن عنده في تلك الليلة الا جاريته صيقل و عقيد الخادم و ولده الحجة (عج) و قد مضي من عمر الحجة في ذلك الوقت خمس سنين و كتب الامام بيده الشريفة في تلك الليلة كتبا كثيرة الي المدينة قال عقيد فدعا عليه السلام بماء قد أغلي بالمصطكي فجئناه به اليه فقال عليه السلام ابدأ بالصلاة جيئوني بماء لأتوضأ به فجئناه به و بسط في حجره المنديل و توضأ ثم صلي صلاة الغداة في فراشه و أخذ القدح ليشرب فأقبل القدم يضرب ثناياه و يده ترتعد فشرب منه جرعة و أخذت صيقل القدح من يده ثم أخذ ولده الحجة و ضمه الي صدره الشريف و جعل يقبله و يودعه و يبكي و يوصيه بوصاياه و سلمه و دائع الامامة ثم سكن أنينه و عرق جبينه و غمض عينيه و مد يديه و رجليه و مضي من ساعته و هو يوم الجمعة مع صلاة الغداة قال الراوي فما طلعت الشمس حتي سمعنا المنادي ينادي ألا مات العسكري فصارت سر من رأي ضجة واحدة و كانت شبيهة بالقيامة و عطلت الأسواق و حضر السلطان الأشراف و بنوهاشم الي جنازته و أخذوا في تجهيزه فلما غسلوه و حنطوه و كفنوه بعث المعتمد الي قاضي القضاة و هو أبوعيسي المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبوعيسي فكشف عن وجهه فعرضه علي بني هاشم و العلويين و الأشراف و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه علي فراشه حضره من خدم أميرالمؤمنين و من ثقاته فلان و فلان و من الأطباء فلان و فلان و من القضاة فلان و فلان ثم غطي وجهه ثم أخذه سليمان بن أبي جعفر فتولي غسله و كفنه و دفنه فلما فرغوا من الصلاة علي سيدنا أبي محمد العسكري حملوه من وسط داره و دفنوه في البيت الذي دفن فيه أبوه علي الهادي عليه السلام.



[ صفحه 178]




پاورقي

[1] و قيل يوم الأحد. و قيل يوم الأربعاء، و علي أي تقدير قيل أنه توفي في غرة الربيع. و الأصح ما ذكره المصنف.

[2] الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 266.

[3] أعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 408.

[4] كشف الغمة للشيخ الاربلي ص 198 - 197 ج 3.

[5] أعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 421.