بازگشت

باب مكارم اخلاقه، و نوادر احواله، و ما جري بينه و بين خلفاء الجور و غيرهم، و احو


1 - غط: جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن الايادي قال: حدثني أبوجعفر العمري رضي الله عنه أن أبا طاهربن بلبل حج فنظر إلي علي بن جعفر الهماني [1] وهوينفق النفقات العظيمة فلما انصرف كتب بذلك إلي أبي محمد عليه السلام فوقع في رقعته: قد أمرنا له بمائة ألف دينار ثم أمرنا له بمثلها فأبي قبولها إبقاء علينا، ماللناس والد خول في أمرنا، فيما لم ندخلهم فيه؟ [2] .

2 - غط: روي سعد بن عبدالله قال: حدثني جماعة منهم أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري والقاسم بن محمد العباسي ومحمد بن عبيدالله ومحمد بن إبراهيم العمري وغيرهم ممن كان حبس بسبب قتل عبدالله بن محمد العباسي أن أبا محمد عليه السلام وأخاه جعفر ادخلا علهيم ليلا.



[ صفحه 307]



قالوا: كنا ليلة من الليالي جلوسا نتحدث إذ سمعنا حركة باب السجن فراعنا ذلك، وكان أبوهاشم عليلا، فقال لبعضنا: اطلع وانظر ما تري؟ فاطلع إلي موضع الباب فاذا الباب فتح، وإذا هو برجلين قد ادخلا إلي السجن ورد الباب واقفل، فقال: فدنا منهما فقال: من أنتما؟ فقال أحدهما: أناالحسن بن علي وهذا جعفربن علي فقال لهما: جعلني الله فداكما إن رأيتما أن تدخلا البيت وبادر إلينا وإلي أبي هاشم فأعلمنا ودخلا.

فلما نظر إليهما أبوهاشم قام عن مضربة كانت تحته، فقبل وجه أبي محمد عليه السلام وأجلسه عليها، فجلس جعفر قريبا منه، فقال جعفر: واشطناه بأعلي صوته يعني جارية له، فزجره أبومحمد عليه السلام وقال له: اسكت وإنهم رأوا فيه آثار السكر، وأن النوم غلبه وهو جالس معهم، فنام علي تلك الحال [3] .

3 - غط: محمد بن يعقوب قال: خرج إلي العمري في توقيع طويل اختصرناه " ونحن نبرء من ابن هلال لعنه الله وممن لايبرء منه، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه " [4] .

4 - عم [5] شا: ابن قولويه، عن الكليني [6] عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: جلس أبومحمد عليه السلام عند علي بن أوتاش [7] وكان شديد العداوة لال محمد عليهم السلام غليظا علي آل أبي طالب، وقيل له افعل به وافعل، قال: فما أقام إلا يوما حتي وضع خده له، وكان لايرفع بصره إليه إجلالا وإعظاما وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولا فيه [8] .



[ صفحه 308]



5 - عم [9] شا: ابن قولويه، عن الكليني [10] عن علي بن محمد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن أحمد بن محمد قال: كتبت إلي أبي الحسن حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: ياسيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يهددك ويقول: والله لاجلينكم عن جدد الارض فوقع أبومحمد عليه السلام بخطه: ذلك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس، بعد هوان واستخفاف يمربه [11] وكان كما قال عليه السلام [12] .

6 - عم [13] شا: ابن قولويه، عن الكليني [14] عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسي بن جعفر قال: دخل العباسيون، علي صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية علي صالح بن وصيف عند ما حبس أبومحمد عليه السلام فقال له: ضيق عليه ولاتوسع! فقال لهم صالح: ما أصنع به؟ وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة إلي أمر عظيم.

ثم أمر باحضار الموكلين، فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما نقول في رجل يصوم نهاره، ويقوم ليله كله، لايتكلم ولايتشاغل بغير



[ صفحه 309]



العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا مالا نملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين [15] .

7 - عم [16] شا: بهذا الاسناد [17] عن علي بن محمد، عن جماعة من أصحابنا قالوا: سلم أبومحمد عليه السلام إلي نحرير [18] وكان يضيق عليه ويؤذيه، فقالت له امرءته: اتق الله فانك لاتدري من في منزلك؟ وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: والله لا رمينه بين السباع، ثم استأذن في ذلك فأذن له، فرمي به إليها فلم يشكوا في أكلها، فنظروا إلي الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه عليه السلام قائما يصلي وهي حوله، فأمربإخراجه إلي داره [19] .

8 - قب: مرسلا مثله.

ثم قال: وروي أن يحيي بن قتيبة الاشعري أتاه بعد ثلاث مع الاستاذ فوجداه يصلي والاسواد حوله، فدخل الاستاذ الغيل فمزفوه، وأكلوه، وانصرف يحيي في قومه إلي المعتمد، فدخل المعتمد علي العسكري عليه السلام وتضرع إليه و سأل أن يدعوله بالبقاء عشرين سنة في الخلافة، فقال عليه السلام: مدالله في عمرك فاجيب وتوفي بعد عشرين سنة [20] .

9 - قب: من ثقاته: علي بن جعفر قيم لابي الحسن [21] وأبوهاشم داود بن



[ صفحه 310]



القاسم الجعفري، وقد رأي خمسة من الائمة، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، و محمد بن علي بن بلال، وعبدالله بن جعفر الحميري القمي، وأبوعمرو عثمان بن سعيد العمري الزيات والسمان، وإسحاق بن الربيع الكوفي، وأبوالقاسم جابر بن يزيد الفارسي، وإبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم النيسابوري.

ومن وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر، وجعفربن سهيل الصيقل، وقد أدركا أباه وابنه.

ومن أصحابه: محمد بن الحسن الصفار وعبدوس العطار، وسري بن سلامة النيسابوري، وأبوطالب الحسن بن جعفر الفافاي، وأبوالبختري مؤدب ولد الحجاج.

وبابه: الحسين بن روح النيبختي [22] .

وخرج من عند أبي محمد عليه السلام في سنة خمس وخمسين كتابا ترجمته " رسالة المنقبة " [23] يشتمل علي أكثر علم الحلال والحرام، وأوله أخبرني علي بن محمد ابن علي بن موسي.

وذكر الخيبري في كتاب سماه مكاتبات الرجال عن العسكر يين قطعة من أحكام الدين [24] .



[ صفحه 311]



أبوالقاسم الكوفي في كتاب التبديل أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن، وشغل نفسه، بذلك، وتفرد به في منزله، وإن بعض تلامذته دخل يوما علي الامام الحسن العسكري عليه السلام فقال له أبومحمد عليه السلام: أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي فما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره؟ فقال أبومحمد عليه السلام: أتؤدي إليه ما القيه إليك؟ قال: نعم، قال: فصر إليه، وتلطف في مؤانسته ومعونته علي ما هو بسبيله، فاذا وقعت الانسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسالك عنها فانه يستدعي ذلك منك فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها؟ فانه سيقول إنه من الجائز لانه رجل يفهم إذا سمع فاذاأوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعا لغير معانيه.

فصار الرجل إلي الكندي وتلطف إلي أن ألقي عليه هذه المسألة، فقال له: أعد علي! فأعاد عليه، فتفكر في نفسه، ورأي ذلك محتملا في اللغة، وسائغا في النظر [25] .

10 - عم: من كتاب أحمد بن محمد بن العياش قال: كان أبوهاشم الجعفري حبس مع أبي محمد عليه السلام كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان و خمسين ومائتين وقال:



[ صفحه 312]



حدثنا أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس خشيش في الجوسق الاحمر أنا والحسن ابن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان إذ دخل علينا أبومحمد الحسن وأخوه جعفر فحففنا به، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول: إنه علوي، قال: فالتفت أبومحمد فقال: لولا أن فيكم من ليس منكم لاعلمتكم متي يفرج عنكم، وأمأ إلي الجمحي أن يخرج فخرج.

فقال أبومحمد: هذاالرجل ليس منكم فاحذروه، فان في ثيابة قصة قد كتبها إلي السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة [26] .

بيان: الظاهر أن في التاريخ اشتباها وتصحيفا فان المعتز قتل قبل ذلك بأكثر من ثلاث سنين، وأيضا ذكرفيه أن هذا الحبس كان بتحريك صالح بن وصيف وقتل هو أيضا قبل ذلك بسنتين وأو أكثر فالظاهر اثنين أو ثلاث وخمسين، أو كان المعتمد مكان المعتز فان التاريخ يوافقه لكن لم يكن صالح في هذا التاريخ حيا.

وفي القاموس " الجوسق " القصر وقلعة، ودار بنيت للمقتدر في دار الخلافة في وسطها بركة من الرصاص ثلاثون ذراعا في عشرين [27] .

11 - مهج: من كتاب الاوصياء لعلي بن محمد بن زياد الصيمري قال: لما هم المستعين في أمر أبي محمد عليه السلام بماهم وأمر سعيد الحاجب بحمله إلي الكوفة، و أن يحدث عليه في الطريق حادثة انتشر الخبر بذلك في الشيعة فأقلقهم، وكان بعد مضي أبي الحسن عليه السلام بأقل من خمس سنين.

فكتب إليه محمد بن عبدالله والهيثم بن سيابة: بلغنا جعلنا الله فداك خبر أقلقنا وغمنا، وبلغ منا فوقع: بعد ثلاث يأتيكم الفرج، قال: فخلع المستعين في



[ صفحه 313]



اليوم الثالث، وقعد المعتز وكان كما قال [28] .

وروي أيضا الصيمري في الكتاب المذكور في ذلك ما هذا لفظه، وحدث محمد عمر الكاتب عن علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير علي ابنته ام أحمد وكان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدما في الكتاب والادب و العلم والمعرفة.

قال: دخلت علي أبي أحمد عبيد الله بن عبدالله بن طاهر، وبين يديه رقعة أبي محمد عليه السلام فيها: إني نازلت الله عزوجل في هذا الطاغي يعني المستعين، وهو آخذه بعد ثلاث، فلما كان في اليوم الثالث خلع، وكان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلي واسط وقتله [29] .

وروي الصيمري أيضا عن أبي هاشم قال: كنت محبوسا عند أبي محمد في حبس المتهدي فقال لي: يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن بعث بالله عزوجل في هذه الليلة وقد بترالله عمره، وجعلته للمتولي بعده، وليس لي ولد سيرزقني الله ولدا بكرمه ولطفه، فلما أصبحنا شغب الاتراك علي المهتدي وأعانهم الامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال القدر، وقتلوه ونصبوا مكانه المعتمد، وبايعوا له، وكان المهتدي قد صحح العزم علي قتل أبي محمد عليه السلام فشغله الله بنفسه حتي قتل، ومضي إلي أليم عذاب الله [30] وروي أيضا عن الحميري عن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار، عن محمد بن أبي الزعفران، عن ام أبي محمد عليهما السلام قال: قال لي يوما من الايام تصيبني في سنة ستين ومائتين حزازة أخاف أن أنكب منها نكبة، قالت: وأظهرت الجزع وأخذني البكاء، فقال: لابد من وقوع أمر الله، لاتجزعي.

فلما كان في صفر سنة ستين أخذها المقيم والمقعد، وجعلت تخرج في الاحايين إلي خارج المدينة، وتجسس الاخبار حتي ورد عليها الخبر، حين حبسه المعتمد



[ صفحه 314]



في يدعي علي بن جرين وحبس جعفرا أخاه معه وكان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار، ويصلي الليل.

فسأله يوما من الايام عن خبره فأخبره بمثل ذلك، فقال له: امض الساعة إليه وأقرئه مني السلام، وقل له: انصرف إلي منزلك مصاحبا قال علي بن جرين فجئت إلي باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه فوجدته جالسا وقد لبس خفه وطيلسانه وشاشته فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب.

فلما استوي علي الحمار وقف فقلت له: ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي: حتي يجئ جعفر، فقلت: إنما أمرني باطلاقك دونه، فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعا فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لاخفاء به عليك فمضي وعاد، فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفرا لك لاني حبسته بجنايته علي نفسه وعليك، وما يتكلم به، وخلي سبيله فصار معه إلي داره [31] وذكر الصيمري أيضا عن المحمودي قال: رأيت خط أبي محمد عليه السلام لما خرج من حبس المعتمد: " يريدون ليطفؤا نورالله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون " [32] .

وذكر نصر بن علي الجهضمي وهو من ثقات المخالفين في مواليد الائمة عليهم السلام: ومن الدلائل ماجاء عن الحسن بن علي العسكري عند ولادة م ح م د ابن الحسن: زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر وسماه المؤكل [33] .

12 - البرسي: في المشارق عن الحسن بن حمدان، عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازا في الكرخ، فجهزني بقماش إلي سر من رأي، فلما دخلت



[ صفحه 315]



إليها جاءني خادم فناداني باسمي واسم أبي وقال: أجب مولاك، قلت: ومن مولاي حتي اجيبه؟ فقال: ما علي الرسول إلا البلاغ.

قال: فتبعته فجاء بي إلي دار عالية البناء لا أشك أنها الجنة، وإذا رجل جالس علي بساط أخضر، ونور جماله يغشي الابصار، فقال لي: إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا والاخري في مكان كذا في السفط الفلاني و في كل واحدة منهن رقعة مكتوبة فيها ثمنها وربحها وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا والربح ديناران، وثمن الاخري ثلاثة عشر دينارا والربح كالا ولي فاذهب فأت بهما.

قال الرجل: فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه، فقال لي: اجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلا لا لهيبته، قال: فمديده إلي طرف البساط وليس هناك شئ وقبض قبضة وقال: هذا ثمن حبرتيك وربحهما، قال: فخرجت وعددت المال في الباب، فكان المشتري والربح كما كتب والدي لايزيد ولاينقص.

13 - مروج الذهب: قال ذكر محمد بن علي الشريعي وكان ممن بلي بالمهتدي، وكان حسن المجلس عارفا بأيام الناس وأخبارهم، قال: كنت أبايت المهتدي كثيرا فقال لي ذات ليلة: أتعرف خبر نوف الذي حكا عن علي بن أبي طالب عليه السلام حين كان يبايته؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين ذكر نوف قال رأيت عليا عليه السلام قد أكثر الخروج والدخول والنظر إلي السماء ثم قال لي يانوف أنائم أنت؟ قال قلت: بل أرمقك بعيني منذ الليلة يا أميرالمؤمنين.

فقال لي: يانوف طوبي للزاهدين في الدنيا والراغبين في الاخرة اولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والكتاب شعارا، الدعاء دثارا ثم تركوا الدنياتركا علي منهاج المسيح عيسي بن مريم عليه السلام يا نوف إن الله جل وعلا أوحي إلي عبده المسيح أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيوتي إلا بقلوب خاضعة، وأبصار خاشعة، وألف نقية، وأعلمهم أني



[ صفحه 316]



لا اجيب لا حد منهم دعوة، ولا حد قبله مظلمة [34] .

قال محمد بن علي: فوالله لقد كتب المهتدي الخبربخطه ولقد كنت أسمعه في جوف الليل وقد خلابربه وهو يبكي ويقول: يا نوف طوبي للزاهدين في الدنيا والراغبين في الاخرة إلي أن كان من أمر مع الا تراك ما كان.

اقول: روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن علي بن عاصم الكوفي لاعمي قال: دخلت علي سيدي الحسن العسكري فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: مرحبا بك يا ابن عاصم اجلس هنيئا لك يا ابن عاصم أتدري ما تحت قدميك؟ فقلت: يامولاي إني أري تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه، فقال لي: يا ابن عاصم اعلم أنك علي بساط جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين، فقلت: يا سيدي ليتني كنت لا افارقك ما دمت في دار الدنيا ثم قلت في نفسي ليتني كنت أري هذا البساط فعلم الامام عليه السلام ما في ضميري فقال: ادن مني فدنوت منه فمسح يده علي وجهي فصرت بصيرا باذن الله.

ثم قال: هذا قوم أبينا آدم، وهذا أثر هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر إدريس وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر لوط، وهذا أثر شعيب وهذا أثر موسي، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر ذي القرنين، وهذاأثر عدنان، وهذا أثر عبدالمطلب وهذاأثر عبدالله، وهذا أثر عبد مناف، وهذاأثر جدي رسول الله صلي الله عليه وآله وهذاأثر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال علي بن عاصم: فأهويت علي الاقدام كلها فقبلتها، وقبلت يد الامام عليه السلام وقلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي، وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم، واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: من ضعف علي نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته إلي جميع الملائكة، فكلما لعن أحد كم أعداءنا



[ صفحه 317]



صاعدته الملائكة، ولعنوا من لايلعنهم، فاذا بلغ صوته إلي الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللهم صل علي روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر علي أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالي يقول: يا ملائكتي إني قد أحببت دعاء كم في عبدي هذا، وسمعت نداء كم وصليت علي روحه مع أرواح الابرار، وجعلته من المصطفين الاخيار.

14 - قب: كتب أبومحمد عليه السلام إلي أهل قم وآبة: [35] إن الله تعالي بجوده ورأفته قد من علي عباده بنبيه محمد بشيرا ونذيرا، ووفقكم لقبول دينه وأكرمكم بهدايته، وغرس في قلوب أسلافكم الماضين رحمة الله عليهم وأصلابكم الباقين تولي كفايتهم وعمرهم طويلا في طاعته، حب العترة الهادية، فمضي من مضي علي وتيرة الصواب، ومنهاج الصدق، وسبيل الرشاد.

فوردوا موارد الفائزين، اجتنوا ثمرات ما قدموا، ووجدوا غب ما أسلفوا.

ومنها: فلم يزل نيتنا مستحكمة، ونفوسنا إلي طيب آرائكم ساكنة والقرابة الواشجة بيننا وبينكم قوية.

وصية اوصي بها أسلافنا وأسلافكم، وعهد عهد إلي شباننا ومشايخكم، فلم يزل علي جملة كاملة من الاعتقاد، لما جعلنا الله عليه من الحال القريبة، والرحم الماسة، يقول العالم سلام الله عليه إذ يقول " المؤمن أخو المؤمن لامه وأبيه " [36] ومما كتب عليه السلام إلي علي بن الحسين بن بابويه القمي واعتصمت بحبل الله بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة للموحدين والنار للملحدين، ولا عدوان إلا علي الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين، والصلاة علي خير خلقه محمد وعترته الطاهرين



[ صفحه 318]



منها: وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فان النبي صلي الله عليه وآله قال: أفضل أعمال امتي انتظار الفرج، ولا تزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشربه النبي صلي الله عليه وآله " يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما " فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي أمر جميع شيعتي بالصبر فإن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلي جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته، وصلي الله علي محمد وآله.

[37] .

15 - كش: علي بن محمد بن قتيبة، عن أحمد بن إبراهيم المراغي قال: ورد علي القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال، وكان ابتداء ذلك أن كتب عليه السلام إلي قوامه بالعراق: احذروا الصو في المتصنع.

قال: وكان شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا وخمسين حجة عشرون منها علي قدميه، قال: وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه.

فأنكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلا علي أن يراجع في أمره.

فخرج إليه:

" قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لارحمه الله بما قد علمت لم يزل لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته، دخل في أمرنا بلا إذن منا ولا رضي يستبد برأيه فيتحامي من ديوننا، لا يمضي من أمرنا إياه إلا بما يهواه ويريد أرداه الله في نار جهنم، فصبرنا عليه حتي بترالله عمره بدعوتنا.

وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لارحمه الله، أمرنا هم بالقاه ذلك إلي الخلص من موالينا، ونحن نبرء إلي الله من ابن هلال لارحمه الله، وممن لايبرء منه.

وأعلم الاسحاقي سلمه وأهل بيته مما أعلمناك من حال أمر هذا الفاجر وجميع من كان سألك ويسألك عنه، من أهل بلده، والخارجين، ومن كان يستحق أن يطلع علي ذلك، فانه لا عذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه



[ صفحه 319]



عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا، ونحمله إياه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إنشاء الله ".

قال: وقال أبوحامد: فثبت قوم علي إنكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه، فخرج " لا شكر الله قدره لم يدع المرزئة بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه، وأن يجعل ما من به عليه مستقرا، ولا يجعله مستودعا، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته، فأبدله الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل، فعا جله الله بالنقمة ولم يمهله " [38] .

16 - كش: حكي بعض الثقات بنيسابور أنه خرج لاسحاق بن إسماعيل من أبي محمد عليه السلام توقيع: يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في جميع امورك بصنعه قد فهمت كتابك رحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق علي موالينا، ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتد بكل نعمة ينعمها الله عزوجل عليهم.

فأتم الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه وبصره بصيرتك، ونزع عن الباطل، ولم يعم [39] في طغيانه بعمه، فإن تمام النعمة دخولك الجنة، وليس من نعمة وإن جل أمرها وعظم خطرها إلا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها يؤدي شكرها.

وأنا أقول: الحمدلله مثل ما حمد الله به حامد إلي أبدا لابد، بما من به عليك من نعمته، ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك علي العقبة، وأيم الله إنها لعقبة كؤد شديد أمرها، صعب مسلكها، عظيم بلاؤها، طويل عذابها، قديم في الزبر الاولي ذكرها.

ولقد كانت منكم امور في أيام الماضي إلي أن مضي لسبيله صلي الله علي روحه وفي أيامي هذه كنتم فيها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق، واعلم يقينا



[ صفحه 320]



يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمي فهو في الاخرة أعمي وأضل سبيلا.

إنها يا ابن اسماعيل ليس تعمي الابصار، ولكن تعمي القلوب التي في الصدور وذلك قول الله عزوجل في محكم كتابه للظالم، رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا " قال الله عزوجل " كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي " [40] وأي آية يا إسحاق أعظم من حجة الله عزوجل علي خلقه، وأمينه في بلاده، و شاهد علي عباده، من بعد ما سلف من آبائه الاولين من النبيين وآبائه الاخرين من الوصيين، عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.

فأين يتاه بكم؟ وأين تذهبون كالا نعام علي وجوهكم؟ عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون، أو تكذبون، فمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غير كم إلا خزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الاخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم.

إن الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم، بل رحمة منه لا إله إلا هو عليكم، ليميز الله الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدور كم، وليمحص ما في قلوبكم ولتألفوا [41] إلي رحمته، ولتتفاضل منارلكم في جنته.

ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، و الولاية، وكفابهم لكم بابا ليفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحا إلي سبيله، ولولا محمد صلي الله عليه وآله والاوصياء من بعده لكنتم حياري كالبهائم، لاتعرفون فرضا من الفرائض وهل يدخل قرية إلا من بابها.

فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيه، قال الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه وآله



[ صفحه 321]



اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " [42] وفرض عليكم لاوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم، ليحل لكم ما وراء ظهور كم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم، ويعرفكم بذلك النماء والبركة و الثروة، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب، قال الله عزوجل " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي [43] .

واعلموا أن من يبخل فانما يبخل علي نفسه، وأن الله هو الغني وأنتم الفقراء لا إله إلا هو.

ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يجب من تمام النعمة من الله عزوجل عليكم، لما أريتكم مني خطا ولاسمعتم مني حرفا من بعد الماضي عليه السلام.

أنتم في غفلة عما إليه معاد كم، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم ابن عبدة، وفقه الله لمرضاته وأعانه علي طاعته، وكتابه الذي حمله محمد بن موسي النيسابوري والله المستعان علي كل حال، وإني أراكم مفرطين في جنب الله فتكونون من الخاسرين.

فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله، ولم يقبل مواعظ أوليائه، وقد أمر كم الله عزوجل بطاعته لا إله إلا هو، وطاعة رسوله صلي الله عليه وآله وبطاعة اولي الامر عليهم السلام فرحم الله ضعفكم وقلة صبركم عما أمامكم فما أغر الانسان بربه الكريم، واستجاب الله تعالي دعائي فيكم، وأصلح امور كم علي يدي، فقد قال الله جل جلاله، يوم ندعو كل اناس بامامهم " [44] وقال جل جلاله: " و [كذلك] جعلنا كم امة وسطا لتكو نوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " [45] وقال الله جل جلاله



[ صفحه 322]



كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر " [46] فما احب أن يدعو الله جل جلاله بي ولا بمن هو في أيامي إلا حسب رقتي عليكم، وما انطوي لكم عليه من حب بلوغ الامل في الدارين جميعا، والكينونة معنا في الدنيا والاخرة فقد - يا إسحاق! يرحمك الله ويرحم من هووراءك - بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين، و لو فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب، لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا إلي طاعة الله عزوجل، فاعموا من بعد ماشئتم فسيري الله عملكم ورسوله والمومنون ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب العالمين.

وأنت رسولي يا إسحاق إلي إبراهيم بن عبده وفقه الله أن يعمل بماورد عليه في كتابي مع محمد بن موسي النيسابوري إنشاء الله ورسولي نفسك وإلي كل من خلفت ببلدك أن تعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسي النيسابوري إن شاء الله.

ويقرء إبراهيم بن عبده كتابي هذا علي من خلفه ببلده حتي لا يتساءلون، و بطاعة الله يعتصمون، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون، وعلي إبراهيم ابن عبده سلام الله ورحمته وعليك يا إسحاق، وعلي جميع موالي السلام كثيرا سدد كم الله جميعا بتوفيقه.

وكل من قرء كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك، ومن هو بنا حيتكم ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق فليؤد حقوقنا إلي إبراهيم، وليحمل ذلك إبراهيم بن عبده إلي الرازي رضي الله عنه أو إلي من يسمي له الرازي، فان ذلك عن أمري ورأيي إنشاء الله.



[ صفحه 323]



ويا إسحاق اقرأ كتابي علي البلالي رضي الله عنه فانه الثقة المأمون، العارف بما يجب عليه، واقرءه علي المحمودي عافاه الله فما أحمدنا له لطاعته، فاذاوردت بغداد فاقرءه علي الدهقان وكيلنا وثقتنا، والذي يقبض من موالينا وكل من أمكنك من موالينا فأقرئهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخة إنشاء الله ولا يكتم أمرهذا عمن شاهده من موالينا، إلا من شيطان مخالف لكم، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم.

وقد وقعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت، وقد أجبنا سعيدا [47] عن مسألته والحمد لله فما ذا بعد الحق إلا الضلال، فلا تخرجن من البلد حتي تلقي العمري رضي الله عنه برضاي عنه، وتسلم عليه، وتعرفه ويعرفك، فانه الطاهر الامين العفيف القريب منا وإلينا.

فكل ما يحمل إلينا من شئ من النواحي فاليه يصير آخر أمره، ليوصل ذلك إلينا، والحمد لله كثيرا.

سترنا الله وإياكم يا إسحاق بستره وتولاك في جميع امورك بصنعه، والسلام عليك وعلي جميع موالي ورحمة الله وبركاته، وصلي الله علي سيدنا النبي صلي الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا [48] .

17 - تاريخ قم: للحسن بن محمد القمي قال: رويت عن مشايخ قم أن الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام كان بقم يشرب الخمر علانية فقصد يوما لحاجة باب أحمد بن إسحاق الاشعري وكان وكيلا في الاوقاف بقم فلم يأذن له ورجع إلي بيته مهموما.

فتوجه أحمد بن إسحاق إلي الحج فلما بلغ سر من رأي استأذن علي أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام فلم يأذن له فبكي أحمد لذلك طويلا وتضرع حتي أذن له.



[ صفحه 324]



فلما دخل قال: يا ابن رسول الله لم منعتني الدخول عليك؟ وأنا من شيعتك ومواليك؟ قال عليه السلام: لانك طردت ابن عمنا عن بابك، فبكي أحمد و حلف بالله أنه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لان يتوب من شرب الخمر، قال: صدقت ولكن لابد عن إكرامهم واحترامهم، علي كل حال، وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم، لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين.

فلما رجع أحمد إلي قم أتاه أشرافهم، وكان الحسين معهم فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس، فاستغرب الحسين ذلك منه و استبدعه وسأله عن سببه فذكرله ما جري بينه وبين العسكري عليه السلام في ذلك.

فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة، وتاب منها، ورجع إلي بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها، وصار من الاتقياء المتور عين، والصلحاء المتعبدين، وكان ملازما للمساجد معتكفا فيها، حتي أدركه الموت، ودفن قريبا من مزار فاطمة رضي الله عنهما.



[ صفحه 325]




پاورقي

[1] عنونه ابن داود في القسم الثاني من رجاله تحت الرقم 323 وقال: منسوب إلي همينيا قرية من سواد بغداد.

[2] غيبة الشيخ ص 141 و 226، وقد أخرجه المؤلف فيما سبق ص 220، من هذا المجلد.

[3] غيبة الشيخ ص 147.

[4] غيبة الشيخ ص 228.

[5] اعلام الوري ص 359.

[6] الكافي ج 1 ص 508.

[7] او تامش خ ل، وفي الكافي نارمش.

[8] ارشاد المفيد ص 322.

[9] اعلام الوري ص 356.

[10] الكافي ج 1 ص 510.

[11] المهتدي هو محمد بن الواثق بن المعتصم بن هارون الرشيد بويع في آخر رجب أو في شعبان سنة وخمس وخمسين ومائتين، وشرع في قتل مواليه من الترك، فخرجوا

-بحار الانوار مجلد: 46 من ص 308 سطر 19 الي ص 316 سطر 18 عليه في رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وقتلوا صالح بن وصيف، وكان أعظم أمرائه، ومحل اعتماده في مهماته، وعلقوا رأسه في باب المهتدي لهوانه واستخفافه، وتغافل فقتلوه بعد ذلك أقبح قتل.

[12] الارشاد ص 424.

[13] اعلام الوري ص 360.

[14] الكافي ج 1 ص 512.

[15] الارشاد ص 324.

[16] اعلام الوري ص 360.

[17] الكافي ج 1 ص 513.

[18] النحرير - بالكسر - الحاذق الماهر المجرب المتقن البصير، وبمعناه الاستاذ كما سيجئ في رواية المناقب.

[19] ارشاد المفيد ص 324 و 325.

[20] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 430.

[21] الظاهر أنه علي بن جعفر الهماني كما مر ترجمته تحت الرقم 1 - من هذا الباب وهكذا ص 220 فيما سبق، وهو الذي كان في حبس المتوكل وخاف القتل والشك في

دينه، فوعده أبوالحسن الهادي عليه السلام - كما مر في ص 183 و 184 أن يقصد الله فيه فحم المتوكل وأمر بتخلية من كان في السجن وتخليته بالخصوص.

وقد احتمل بعضهم اتحاده مع علي بن جعفر الدهقان الذي ورد لعنه وسبق فيمامر.

[22] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 423 ونو بخت ونيبخت، حكمه حكم نوروز ونيروز ان كسرنا النون - تبعا للفظ الدري - تابعت الو او الكسرة، فصارت ياءا وقيل: نيبخت ونيروز، وان فتحناها كما يفتحونها الاعاجم اليوم بقيت الو او علي جالها وقيل نوروز ونوبخت.

[23] في المصدر المطبوع " رسالة المقنعة ".

[24] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 424.

[25] المناقب ج 4 ص 424، وبعده: فقال: أقسمت عليك الا أخبرتني من أين لك؟ فقال: انه شئ عرض بقلبي فأوردته عليك فقال: كلا، ما مثلك من اهتدي إلي هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبومحمد، فقال: الان جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا الامن ذلك البيت، ثم انه دعا بالناروأحرق جميع ما كان ألفه.

[26] اعلام الوري ص 354.

[27] القاموس ج 3 ص 217.

[28] مهج الدعوات ص 341.

[29] مهج الدعوات ص 342.

[30] مهج الدعوات ص 343.

[31] مهج الدعوات ص 343.

[32] المصدرص 344.

[33] نفس المصدرص 345.

وقد رواه الشيخ - قدس سره - في غيبته ص 144 و 149، فراجع.

[34] تراها في نهج البلاغة تحت الرقم 104 من الحكم والمواعظ.

[35] آبة: بليدة تقابل ساوة، تعرف بين العامة بآوه قاله الحموي في معجم البلدان.

[36] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 425.

[37] المصدرص 425 و 426.

[38] رجال الكشي ص 449 و 450.

[39] ولم يقم خ ل.

[40] طه: 126.

[41] ولتتسا بقوا، خ ل.

[42] المائدة: 3.

[43] الشوري: 23.

[44] الاسراء: 71.

[45] البقرة: 143.

[46] آل عمران: 110.

[47] شيعتنا خ ل.

[48] رجال الكشي ص 481 - 485.