بازگشت

احمد بن عبيد الله بن خاقان


كان عامل الخراج والضياع في كورة قم، وأبوه عبيدالله بن خاقان أحد أبرز شخصيات البلاط السياسية وكان وزيراً للمعتمد، وكان أحمد بن عبيدالله أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لأهل البيت (عليهم السلام)، فجري ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسرّ من رأي ـ سامراء ـ ومذاهبهم وأقدارهم عند السلطان، فقال أحمد بن عبيد الله: «ما رأيت ولا عرفت بسر من رأي رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام)، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه علي ذوي السن منهم والخطر وكذلك القوّاد والوزراء والكتّاب وعوام الناس».

وينقل أحمد هذا قصة شهدها في مجلس أبيه إذ دخل عليه حجابه فقالوا له: إن ابن الرضا ـ أي الإمام العسكري (عليه السلام) ـ علي الباب فقال بصوت عال: ائذنوا له، فقال أحمد: تعجبت ما سمعت منهم، انهم جسروا حيث يكنون رجلاً علي أبي بحضرته ولم يكن يُكنّي عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكني، فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة، جميل الوجه، جبير البدن، حدث السن فلما نظر إليه أبي قام فمشي إليه خُطي ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ولا بالقواد ولا بأولياء العهد، فلما دخل عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده وأجلسه علي مصلاه.

ثم يقول أحمد: ولما جلس أبي بعد أن صلي جئت فجلست بين يديه فقال: ياأحمد ألك حاجة؟ فقلت: نعم ياأبه إن أذنت سألتك عنها؟ فقال: قد أذنت لك يابني فقل ما أحببت.

فقلت له: ياأبه من كان الرجل الذي أتاك بالغداة وفعلت به ما فعلت من الإجلال والاكرام والتبجيل، وفديته بنفسك وبأبويك؟

فقال: يابني ذاك إمام الرافضة، ذاك ابن الرضا، فسكت ساعة ثمّ قال: يابني لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا، فإنّ هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه لرأيت رجلاً جليلاً نبيلاً خيراً فاضلاً [1] .


پاورقي

[1] اُصول الكافي: 1 / 503، 504 ح1 ب 24 وكمال الدين: 1 / 41 ـ 42.