بازگشت

مظاهر من شخصية الإمام الحسن العسكري


لقد كان الإمام أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) في معالي أخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية فقد كان علي جانب عظيم من سموّ الأخلاق، يقابل الصديق والعدو بمكارم أخلاقه ومعالي صفاته، وكانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية، ورثها عن آبائه وجده رسول الله (صلي الله عليه وآله) الذي وسع الناس جميعاً بمكارم أخلاقه، وقد أثّرت مكارم أخلاقه علي أعدائه والحاقدين عليه، فانقلبوا من بغضه الي حبه والاخلاص له. [1] .

ونقل المؤرخون أنّ المتوكل الذي عرف بشدّة عدائه لأهل البيت(عليهم السلام)، وحقده علي الإمام علي (عليه السلام)، أمر بسجن الإمام العسكري (عليه السلام) والتشديد عليه إلاّ أنّه لمّا حلّ في الحبس ورأي صاحب الحبس سمو أخلاق الإمام(عليه السلام) وعظيم هديه وصلاحه انقلب رأساً علي عقب، فكان لا يرفع بصره الي الإمام(عليه السلام) إجلالاً وتعظيماً له، ولمّا خرج الإمام من عنده كان أحسن الناس بصيرة، وأحسنهم قولاً فيه. [2] .


پاورقي

[1] حياة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): 42.

[2] اُصول الكافي: 1 / 508 ح 8 وعنه في الارشاد: 2 / 329، 330 وفي أعلام الوري: 2 / 150 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3 / 202.