بازگشت

علمه ودلائل إمامته


وإليك شذرات من علوم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ودلائل إمامته:

1 ـ عن أبي حمزة نصر الخادم قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) غير مرة يكلّم غلمانه بلغاتهم، وفيهم ترك، وروم وصقالبة، فتعجّبت من ذلك وقلت: هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتي مضي أبو الحسن ـ أي الإمام الهادي(عليه السلام) ـ ولا رآه أحد فكيف هذا؟! اُحدّث نفسي بذلك فأقبل عليَّ وقال: إنّ الله جلّ اسمه بيّنَ حجته من ساير خلقه وأعطاه معرفة بكل شيء ويعطيه اللغات ومعرفة الأسباب والآجال والحوادث: ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق [1] .

2 ـ وقال الحسن بن ظريف: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما الي أبي محمد (عليه السلام)، فكتبت إليه أسأله عن القائم اذا قام بم يقضي؟ وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحُمّي الربع، فأغفلت ذكر الحُمّي، فجاء بالجواب:

سألتَ عن القائم إذا قام قضي بين الناس بعلمه كقضاء داود(عليه السلام) ولا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن حمّي الرُّبع، فأنسيت فاكتب ورقة وعلّقها علي المحموم فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله:(يانار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم). فكتبت ذلك وعلّقته علي المحموم فبرئ وأفاق. [2] .

3 ـ وروي الشيخ المفيد عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن إسماعيل بن ابراهيم بن موسي بن جعفر، قال: كتب أبو محمد(عليه السلام) الي أبي القاسم اسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوماً، إلزم بيتك حتي يحدث الحادث، فلما قُتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث، فما تأمرني؟ فكتب إليه: ليس هذا الحادث، الحادث الآخر. فكان من المعتز ما كان. [3] .

أي ان الإمام (عليه السلام)، أشار الي موت المعتز، فطلب من مواليه أن يلتزموا بالبقاء في بيوتهم حتي ذلك الوقت لظروف خاصة كانت تحيط بالإمام (عليه السلام) وبهم من الشدة وطلب السلطان وجلاوزته لهم.

ومن الطبيعي ان موت الخليفة يعقبه غالباً اضطراب في الوضع يمكّن معارضيه من التحرك والتنقل بسهولة.

4 ـ وروي الشيخ الكليني (رضي الله عنه) عن علي بن محمد عن الحسن بن الحسين قال: حدثني محمد بن الحسن المكفوف قال: حدثني بعض أصحابنا عن بعض فصّادي العسكر ـ أي سامراء ـ من النصاري: أن أبا محمد (عليه السلام) بعث إلي يوماً في وقت صلاة الظهر فقال لي:

إفصد [4] هذا العرق، قال: وناولني عرقاً لم أفهمه من العروق التي تفصد فقلت في نفسي، ما رأيت أمراً أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت وليس بوقت فصد، والثانية عرق لا أفهمه، ثم قال لي إنتظر وكن في الدار، فلما أمسي دعاني فقال لي: سرّح الدم فسرّحت، ثم قال لي: أمسك فأمسكت، ثم قال لي: كن في الدار، فلما كان نصف الليل أرسل إلي وقال لي: سرّح الدم، قال: فتعجبت أكثر من عجبي الأول وكرهت أن أسأله: قال: فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح: قال: ثم قال لي إحبس، فحبست. ثم قال: كن في الدار [5] ، فلما أصبحت قدم إلي تخت ثياب وخمسين ديناراً وقال: خذها واعذر وانصرف فصرت إلي بختيشوع وقلت له القصة ففكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب علي أن نجد لهذه القصة ذكراً في العالم فلم نجد.

ثم قال بختيشوع: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول، فكتب إليه كتاباً يذكر فيه ما جري، فخرجت وناديته فأشرف عليّ فقال من أنت؟ قلت صاحب بختيشوع. قال: أمعك كتابه؟ قلت: نعم فأرخي لي زنبيلاً، فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته وقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم، قال: طوبي لأمك، وركب بغلاً، وسرنا، فوافينا (سرّ من رأي) وقد بقي من الليل ثلثه، قلت: أين تحب؟ دار استاذنا أم دار الرجل ـ أي دار الإمام الحسن العسكري ـ؟ قال: دار الرجل، فصرنا الي بابه قبل الأذان الأول ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود وقال: أيكما راهب دير العاقول؟ فقال: أنا جعلت فداك، فقال إنزل، وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين، وأخذ بيده ودخلا فأقمت الي أن أصبحنا وارتفع النهار ثم خرج الراهب، وقد رمي بثياب الرهبانية ولبس ثياباً بيضاً وأسلم فقال: خذني الآن الي دار استاذك، فصرنا الي باب بختيشوع، فلما رآه بادر يعدو إليه ثم قال، ما الذي أزالك عن دينك؟

قال: وجدت المسيح وأسلمت علي يده، قال: وجدت المسيح؟! قال: أو نظيره، فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلاّ المسيح وهذا نظيره في آياته وبراهينه، ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلي أن مات. [6] .

5 ـ وعن أبي علي المطهري انه كتب إليه من القادسية يعلمه بانصراف الناس عن المضي إلي الحج وانه يخاف العطش إن مضي، فكتب (عليه السلام): امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله، فمضوا سالمين (ولم يجدوا عطشاً) [7] والحمدلله رب العالمين.


پاورقي

[1] اُصول الكافي: 1 / 509 ح 11 وعنه في الارشاد: 2 / 330 واعلام الوري: 2 / 145 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3 / 202.

[2] اُصول الكافي: 1 / 509 ح 13 وعنه في الارشاد: 2 / 331 واعلام الوري: 2 / 145 وعن الارشاد في كشف الغمة: 3 / 203 وحُمّي الرّبع: هو أن يأخذ يوماً ويترك يومين ويعود في اليوم الرابع، والآية من سورة الأنبياء: 69.

[3] اُصول الكافي: 1 / 506 ح 2 وعنه في الارشاد: 2 / 325 وعنه في كشف الغمة: 3 / 200 وابن «تريخة».كذا في النسخ وفي المصدر «بريحة» وقال الطريحي في المجمع «بريمة» هو: عبدالله بن محمد بن داود الهاشمي العباسي الناصبي من ندماء المتوكل وقتله اثنان من الحسنيين بالكوفة قبل المعتز بأيام كما في الطبري: 9 / 388 وعنه في الكامل: 7 / 56، وجاء في هامش الارشاد: 2 / 325 بهامش بريحة وابن اُترجة.

[4] الفصد: شق العرق، يستخرج دمه ; لسان العرب، ابن منظور: 10 / 270، طبع بيروت، احياء التراث.

[5] الكافي: 1 / 512.

[6] الخرائج والجرايح: 1 / 422. وبحار الأنوار: 5 / 262.

[7] الكافي: 1 / 507، والمناقب: 2 / 464.