بازگشت

مواقف الإمام الهادي تجاه الأحداث


يتضح لنا من خلال الاجراءات التي قام بها المتوكل العباسي تجاه الإمام الهادي (عليه السلام) أنّ حركة الإمام وقيامه بمهامّه إزاء الاُمة وخاصّته ـ وهي القواعد المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحيّة ـ كانت حركة محدودة تخضع لمدي الرقابة والضغط الموجه إليه والي خاصته. فكان الإمام (عليه السلام) منتهجاً نفس السبيل الذي انتهجه آباؤه (عليهم السلام)، وعلي وفق المصلحة العليا للرسالة الاسلامية وبمقدار ما تسمح به الظروف العامة والخاصة التي تحيط بالامام (عليه السلام) في عصره وهي ضرورة الحفاظ علي مفاهيم الرسالة الاسلامية أوّلاً ومنع خاصّته من الوقوع في الانحراف أو ما كان يكيده لهم السلطان العباسي من منزلقات ثانياً.

ويمكن أن نصور مواقف الإمام الهادي (عليه السلام) علي منحيين:

المنحي الأول: هو إثبات الحق ونقد الباطل، علي صعيد الاُمة الاسلامية، سواء كان ذلك علي مستوي جهاز الحكم أو علي مستوي القواعد الشعبية العامة.

حتّي انّ يحيي بن أكثم قال للمتوكل: «ما نحبّ أن تسأل هذا الرجل ـ أي الإمام (عليه السلام) ـ شيئاً بعد مسائلي هذه وإنه لا يرد عليه شيء بعدها إلاّ دونها، وفي ظهور علمه تقوية للرافضة» [1] .

المنحي الثاني: هو المحافظة التامة علي أصحابه ورعاية مصالحهم وتحذيرهم من الوقوع في أحابيل السلطة العباسيّة ومساعدتهم في إخفاء نشاطهم والحذر في التحرك بحسب الامكان. [2] .

وتتضح لنا مواقف الإمام الهادي (عليه السلام) من خلال استعراض بعض الحوادث التي واجهها وما اتّخذ من اجراءات إزاءها لِنحصل علي صورة واضحة المعالم حينما نأخذ كل ظروفه بنظر الاعتبار فتتضح من خلالها الحركة العامة للأئمة الأطهار والمواقف الخاصّة بكل امام.


پاورقي

[1] المناقب: 4 / 437.

[2] الغيبة الصغري: 118.