بازگشت

الإمام الهادي والتحدي العلمي


لم تنحصر تحديات السلطة بإجراءاتها القمعية ضد الإمام (عليه السلام) بل كانت تعمد بين الحين والآخر الي إحراج الإمام في قضايا علميّة حيث تدفع بوعاظها الي محاججة الإمام (عليه السلام) بطرح أسئلة في مجالس عامة.

علي أن عجز فقهاء السلطة عن إيجاد حلول لمشاكل فقهية مستجدّة كان يدفع الخليفة لطرح الأسئلة علي الإمام (عليه السلام). فقد روي أن رجلاً نصرانياً قدم الي المتوكل وكان قد فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم الحد عليه، فأسلم، فقال يحيي ابن أكثم ـ وهو قاضي القضاة ـ قد هدم ايمانُه شِركَه وفِعلَه، وقال بعضهم يضرب ثلاثة حدود، الي غير هذه الأقوال... فلمّا رأي المتوكل هذا الاختلاف بين الفقهاء أمر بالكتابة إلي أبي الحسن العسكري ـ الإمام الهادي(عليه السلام) ـ لسؤاله عن هذا المشكل الذي اختلفوا فيه، فلما قرأ الإمام (عليه السلام) الكتاب كتب: «يضرب حتي يموت». فأنكر يحيي بن أكثم وأنكر فقهاء العسكر ـ أي سامراء ـ ذلك، فقالوا ياأمير المؤمنين: سله عن ذلك فإنه شيء لم ينطق به كتاب ولم يجيء به سنة.

فكتب المتوكل إلي الإمام قائلاً: إنّ الفقهاء قد أنكروا هذا وقالوا: لم يجيء به سنة ولم ينطق به كتاب، فبيّن لنا لم أوجبتَ علينا الضرب حتي الموت؟!

فكتب (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم (فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين - فلم يكُ ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا) [1] فأمر به المتوكل فضرب حتي مات. [2] .


پاورقي

[1] غافر (40): 84 ـ 85.

[2] مناقب آل أبي طالب: 4 / 437.