بازگشت

الإمام الحسن العسكري والصوفية


لقد أوضح الإمام الإمام العسكري (عليه السلام) فساد معتقدات الصوفية من خلال بيانه لآرائهم وأساليبهم في التعامل وعلاقاتهم مع الناس، ما يتحلون به من صفات وخصائص، ونلاحظ ذلك في حديث الإمام العسكري (عليه السلام) مع أبي هاشم الجعفري. حيث قال له الإمام (عليه السلام): ياأبا هاشم: سيأتي زمان علي الناس وجوههم ضاحكة، مستبشرة، وقلوبهم مظلمة منكدرة، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنّة، المؤمن بينهم محقَّر والفاسق بينهم موقَّر، اُمراؤهم جاهلون جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، وأصاغرهم يتقدّمون علي الكبراء، وكل جاهل عندهم خبير وكل محيل عندهم فقير ; لا يتميزون بين المخلص والمرتاب، ولا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله علي وجه الأرض، لأنّهم يميلون إلي الفلسفة والتصوف، وأيم الله إنّهم من أهل العدول والتحرف، يبالغون في حبّ مخالفينا ويُضلّون شيعتنا وموالينا، فان نالوا منصباً لم يشبعوا من الرثاء، وإن خذِلوا عبدوا الله علي الرياء، ألا إنّهم قطّاع طريق المؤمنين والدعاة إلي نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم وليصن دينه وإيمانه. ثم قال: ياأبا هاشم: هذا ما حدثني به أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد (عليهم السلام) وهو من أسرارنا فاكتمه إلاّ عن أهله [1] .


پاورقي

[1] حديقة الشيعة: 592 عن السيد المرتضي الرازي (ق 5) في كتبه: بيان الأديان وتبصرة العوام والفصول التامّة في هداية العامّة عن الشيخ المفيد مسنداً، الأنوار النعمانية: 2 / 293، ذرائع البيان في عوارض اللسان: 38.