بازگشت

الإمام العسكري والواقفة


والواقفة جماعة، وقفت علي إمامة الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام)، ولم تقل بإمامة الإمام الرضا (عليه السلام)، وكان المؤسس لمذهب هذه الجماعة زياد بن مروان القندي الأنباري وعلي بن أبي حمزة، وعثمان بن عيسي وكان سبب توقّفهم هو أن زياد بن مروان القندي الأنباري كانت عنده سبعون ألف دينار من الإمام موسي بن جعفر (عليهما السلام) فأظهر هو وصاحباه القول بالوقف طمعاً بالمال الذي كان عندهم [1] .

روي شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (رضي الله عنه) عن ابن يزيد عن بعض أصحابه قال: مضي أبو إبراهيم ـ الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام) ـ وعند زياد القندي سبعون ألف دينار وعند عثمان بن عيسي الرواسي ثلاثون ألف دينار، وخمس جواري ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا (عليه السلام): «أن احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم، فإني وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه ـ وبهذا أشار الرضا (عليه السلام) الي موت الإمام الكاظم(عليه السلام) ـ ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولورّاثه قبلكم».

فأما أبو حمزة فإنّه أنكره ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأمّا عثمان بن عيسي فإنّه كتب إلي الإمام الرضا (عليه السلام): إنّ أباك صلوات الله عليه لم يمت وهو حيّ قائم، ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل، واعمل علي انه مضي كما تقول، فلم يأمرني بدفع شيء إليك، وأما الجواري، فقد أعتقتهن وتزوّجت بهنّ [2] .

وقد سأل أحد أصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عمن وقف علي أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام) قائلاً: أتولاّهم أم أتبرّأ منهم؟ فكتب(عليه السلام): «لا تترحّم علي عمك لا رحم الله عمك وتبرأ منه، أنا الي الله منهم بريء فلا تتولاهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصلِ علي أحد منهم مات أبداً سواء من جحد إماماً من الله أو زاد إماماً ليست إمامته من الله أو جحد أو قال: قالت ثلاثة، إنّ جاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا والزايد فينا كالناقص الجاحد أمرنا» [3] .

وبهذا علم السائل أنّ عمّه منهم، كما علم موقف الإمام الصارم من هذه الجماعة التي سُميت بالكلاب الممطورة، فقد روي الشيخ الكشي(رضي الله عنه) عن أبي علي الفارسي عن إبراهيم بن عقبة، أنه قال: كتبت الي العسكري(عليه السلام): جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة، فأقنت عليهم في صلواتي؟ قال: نعم، اُقنت عليهم في صلواتك [4] .


پاورقي

[1] يراجع رجال الكشي: 467 ح 888 و 493 ح 946 وعنه في بحار الأنوار: 48 / 251 وعنه في سفينة البحار: 3 / 581.

[2] الغيبة: 64 ح 67 ونحوه أخصر منه في رجال الكشي: 598 ح 1120 وليس فيه: تزوّجت بهن، وفي ح1117: ثم تاب وبعث اليه بالمال وفي ح 1118: أنه سكن الكوفة ثم الحيرة ومات بها.

[3] الخرائج والجرائح: 1 / 452 ح38 وعنه في كشف الغمة: 3 / 319.

[4] رجال الكشي: 460 ح 875 و 461 ح 879 وعنه في بحار الأنوار.