بازگشت

نماذج من تراثه التفسيري


1 ـ روي الثقة الأمين أبو هاشم الجعفري ـ وهو من خيرة أصحاب الإمام (عليه السلام) قال: كنت عند أبي محمد (عليه السلام) فسألته عن قول الله عزوجل: (ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله...) [1] قال أبو هاشم: فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي ما أعطي الله آل محمد (صلي الله عليه وآله) فنظر إلي الإمام وقال: عظم ما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله، فقد جعلك الله متمسكاً بحبهم تدعي يوم القيامة بهم إذا دُعي كل إنسان بإمامه، فأبشر ياأبا هاشم فإنك علي خير [2] .

2 ـ سأل محمد بن صالح الأرمني الإمام أبا محمد عن قول الله عزوجل: (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب) [3] فقال الإمام (عليه السلام): هل يمحو الله إلاّ ما كان، وهل يثبت إلاّ ما لم يكن... تعالي الجبار، العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق، إذ لا مخلوق، الديان.

وانبري محمد بن صالح، فقال: أشهد أنك حجة الله ووليه وأنك علي منهاج الحق الإمام أمير المؤمنين [4] .

3 ـ وسأله أيضاً عن قول الله عزوجل: (لله الأمر من قبل ومن بعد) [5] فقال الإمام: من بعد أن يأمر بما يشاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [6] فنظر إلي الإمام وتبسم، ثم قال: له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين [7] .

4 ـ قال أبو هاشم: كنت عند أبي محمد (عليه السلام) فسأله ابن صالح الأرمني عن قول الله تعالي: (وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذّريّتهم، وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلي شهدنا) [8] .

قال الإمام أبو محمد (عليه السلام): ثبتت المعرفة، ونسوا ذلك الموقف، وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه، ولا من رازقه.

قال أبو هاشم: فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطي الله وليه، وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليّ، فقال: الأمر أعجب مما عجبت منه ياأبا هاشم وأعظم، ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله، ومن أنكرهم أنكر الله، فلا مؤمن إلاّ وهو بهم مصدق، وبمعرفتهم موقن [9] .

5 ـ روي سفيان بن محمد الصيفي، قال: كتبت إلي الإمام أبي محمد(عليه السلام) أسأله عن الوليجة في قول الله عزوجل: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) وقلت في نفسي: من يري المؤمن هاهنا؟، فرجع الجواب: الوليجة التي تقام دون ولي الأمر، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون بالله فنحن هم [10] .


پاورقي

[1] فاطر (35): 32.

[2] الثاقب في المناقب: ص341 ـ 242 للجرجاني.

[3] الرعد (13): 39.

[4] الثاقب في المناقب: 242 وكشف الغمة: 3 / 209 عن دلائل الحميري.

[5] الروم (30): 4.

[6] الأعراف (7): 54.

[7] كشف الغمة: 3 / 210 عن دلائل الحميري.

[8] الأعراف (7): 172.

[9] كشف الغمة: 3 / 209، 210 عن دلائل الحميري.

[10] اُصول الكافي: 1 / 508 مع اختلاف يسير.