بازگشت

التأكيد علي الصبر و انتظار الفرج في زمان الغيبة


ان انتظار الفرج عبادة تتطلب الصبر و المجاهدة في المواظبة علي الصلوات، و ايتاء الزكوات، و المسابقة الي الخيرات، و اجتناب الفواحش و المنكرات، و التنزه عن سائر المحذورات حتي يأذن الله تعالي بظهور وليه المخبوء لاقامة دعائم الخير و العدل و تحطيم مؤسسات الظلم و الجور و الباطل و القضاء علي دعاتها، و تأسيس دولة الحق في آخر الزمان.

و عليه فان من يؤمن بهذه العبادة - أعني انتظار الفرج - فان أول ما يتوجب عليه هو الصبر عند طول الغيبة، فان طولها هو موضع ابتلاء و تمحيص، و ما علي المؤمن الا الالتزام بالأناة و مراقبة الخالق جل و علا في الملأ و الخلوات، و شغل القلوب و اتعاب الأنفس و الأبدان لحيازة القربات و انتظار الفرج القادم ان شاء الله.

و قد أكد الامام الحسن العسكري عليه السلام علي هذا المفهوم في مناسبات عديدة، منها رسالته الي علي بن الحسين بن بابويه القمي التي جاء فيها:

اعتصمت بحبل الله. بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الجنة للموحدين، و النار للملحدين، و لا عدوان الا علي الظالمين، و لا اله الا الله أحسن الخالقين، و الصلاة علي خير خلقه محمد و عترته الطاهرين.

عليك بالصبر و انتظار الفرج، قال النبي صلي الله عليه و آله: أفضل أعمال امتي انتظار الفرج، و لا يزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلي الله عليه و آله ليملأ



[ صفحه 68]



الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فاصبر يا شيخي يا أباالحسن علي، و أمر جميع شيعتي بالصبر، فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين. و السلام عليك و علي جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و صلي الله علي محمد و آله [1] .


پاورقي

[1] مسند الامام العسكري عليه السلام: 152 / 19 عن مناقب ابن شهر آشوب.