بازگشت

التحذير من الشك و الاختلاف في زمان الغيبة


مما لا ريب فيه أن أهم ما يتوجب علينا في زمان الغيبة هو الحذر من الشك في امام الزمان عليه السلام و ظهوره، و أن لا تؤثر بنا المحنة بطول الغيبة التي سبق من رسول الله صلي الله عليه و آله و أئمة أهل البيت عليهم السلام ذكرها و تقدم عنهم عليهم السلام خبرهاه، و نطق في المأثور من كلامهم عليهم السلام بالتحذير من فتنتها، و تحقيق كونها و وقوعها، و وصف امتحان الله تبارك و تعالي اسمه خلقه بها، و تحذير شيعتهم من أن تميل بهم الأهواء أو تزيغ بقلوبهم الفتن، فقد أكد الامام العسكري عليه السلام هذه المفاهيم و أوصي شيعته أن لا يتفرقوا و لا يختلفوا، فقد روي معاوية بن حكيم، و محمد بن أيوب بن نوح، و محمد ابن عثمان العمري، قالوا: عرض علينا أبومحمد الحسن بن علي عليه السلام ولده و نحن في منزله و كنا أربعين رجلا فقال: هذا امامكم من بعدي و خليفتي عليكم، أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا.

قالوا: فخرجنا من عنده، فما مضت الا أيام قلائل حتي مضي أبومحمد عليه السلام [1] .

و تجد الكثير من هذه الوصايا مما اثر عن الامام الحسن العسكري عليه السلام



[ صفحه 69]



و التي سنذكرها في الفصل الخاص بمواعظه و حكمه و وصاياه، و علي الرغم من ذلك فقد حدث الاختلاف بين الشيعة بعد وفاة الامام العسكري عليه السلام و لم يبق علي الحق الا ثلة قليلة مؤيدة برحمة الله و لطفه و عنايته، فقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: و الله لتمحصن، و الله لتطيرن يمينا و شمالا حتي لا يبقي منكم الا كل امري ء أخذ الله ميثاقه، و كتب الايمان في قلبه، و أيده بروح منه [2] .

و قال عليه السلام: ان لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط لشوك القتاد بيده [3] .

و لقد توقع الامام العسكري عليه السلام هذا الاختلاف، بل وحدد وقته بالضبط استنادا الي الأخبار الواردة عن آبائه (سلام الله عليهم) في هذا الشأن، فقد روي محمد بن أحمد المدائني عن أبي غانم، قال: سمعت أبامحمد الحسن بن علي عليه السلام يقول: في سنة مائتين و ستين تفترق شيعتي.

قال: ففيها قبض أبومحمد عليه السلام و تفرقت الشيعة و أنصاره، فمنهم من انتمي الي جعفر، و منهم من تاه، و منهم من شك، و منهم من وقف علي تحيره، و منهم من ثبت علي دينه بتوفيق الله عزوجل [4] .


پاورقي

[1] كمال الدين: 435 / 2.

[2] غيبة النعماني: 15.

[3] غيبة النعماني: 112.

[4] كمال الدين: 408 / 6.