بازگشت

رد من قال بحياة الامام العسكري و كونه المهدي


قال الشيخ رحمه الله: فأما القائلون بأن الحسن بن علي عليه السلام لم يمت و هو حي باق،



[ صفحه 71]



و هو المهدي؛ فقولهم باطل بما علمنا بموت من تقدم من آبائه، و الطريقة واحدة و الكلام عليهم واحد، هذا مع انقراض القائلين به و اندراسهم و لو كانوا محقين لما انقرضوا.

و يدل أيضا علي صحة وفاته ما رواه سعد بن عبدالله الأشعري قال: سمعت أحمد بن عبيدالله بن خاقان، و هو عامل السلطان بقم - في حديث طويل اختصرناه - قال: لما اعتل أبومحمد الحسن بن علي عليه السلام بعث الي أبي: أن ابن الرضا قد اعتل، فركب مبادرا الي دار الخلافة، ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خدم أميرالمؤمنين من ثقاته و خاصته منهم نحرير [1] ، فأمرهم بلزوم دار أبي محمد و تعرف خبره و حاله، و بعث الي نفر من المتطببين، فأمرهم بالاختلاف اليه و تعهده صباحا و مساء.

فلما كان بعد يومين أخبر أنه قد ضعف، فركب حتي نظر اليه، ثم أمر المتطببين بلزومه، و بعث الي قاضي القضاة فأحضره في مجلسه، و أمره أن يختار من أصحابه عشرة، فبعث بهم الي دار أبي محمد عليه السلام و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا، فلم يزالوا هناك حتي توفي عليه السلام لأيام مضت من شهر ربيع الأول سنة 260 ه، فصارت سر من رأي ضجة واحدة: مات ابن الرضا.

ثم أخذوا في تهيئته، و عطلت الأسواق، و ركب أبي و بنوهاشم و سائر الناس الي جنازته، و أمر السلطان أباعيسي بن المتوكل بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة دنا أبوعيسي، فكشف عن وجهه، و عرضه علي بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء المعدلين، و قال: هذا الحسن بن علي



[ صفحه 72]



ابن محمد بن الرضا، مات حتف أنفه [2] علي فراشه، حضره من خدم أميرالمؤمنين من ثقاته فلان و فلان و فلان، ثم غطي وجهه و صلي عليه [3] و كبر عليه خمسا و أمر بحمله، فحمل في وسط داره و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه [4] .


پاورقي

[1] من خواص العباسيين و عمالهم.

[2] لا يخفي أن هذا الادعاء هو أحد الوسائل التي تحاول السلطة العباسية التغطية علي جرائمها النكراء في اغتيال أئمة الأنام و حجج الله علي العباد، و قد حدث مثل هذا في شهادة الامام الكاظم عليه السلام و ولده الامام الرضا عليه السلام. و ذكرنا ما فيه الكفاية في الدلالة علي شهادة الامام العسكري عليه السلام في الفصل الأول، و سيأتي في فصل شهادته عليه السلام.

[3] لدينا أخبار الكثيرة و شهيرة دالة علي أن جعفر بن علي قد تقدم للصلاة عليه، فخرج الحجة ابن الحسن عليه السلام من الدار، و أمر جعفرا، بالتأخر، فتأخر جعفر و تقدم الحجة عليه السلام و صلي علي أبيه، و حمل هذا الخبر علي صلاة ثانية ظاهرية ممكن، فلا منافاة بين هذا الخبر و سائر الأخبار الدالة علي خلافه، فانه يمكن أن تكون صلاة أبي عيسي في الظاهر كصلاة المأمون علي الرضا عليه السلام و صلاة السندي بن شاهك علي الكاظم عليه السلام.

[4] الغيبة: 132 - 130.