السخاء
و هناك ظاهرة اخري بارزة في سيرة الامام العسكري عليه السلام و هي الجود و السخاء و البر و المعروف، و كان عليه السلام أسخي الناس في زمانه و أنداهم كفا.
قال الشيخ الطوسي رحمه الله: كان عليه السلام من أكرم الناس و أجودهم [1] .
و كان عليه السلام يحث أصحابه علي المعروف، فقد روي ابن شهر آشوب بالاسناد عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبامحمد عليه السلام يقول: ان في الجنة بابا يقال له المعروف، لا يدخله الا أهل بيت المعروف... ان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك [2] .
و لقد أقام عليه السلام وكلاء له في أكثر ديار الاسلام لقبض ما يرد اليه من الحقوق الشرعية، و عهد اليهم بانفاقها علي الفقراء و المعوزين و اصلاح ذات البين و غير ذلك من وجوه الخير.
و من مظاهر كرمه عليه السلام ما رواه الشيخ الطوسي و ابن شهر آشوب بالاسناد عن أبي جعفر العمري، أنه قال: ان أباطاهر بن بلبل حج فنظر الي علي بن جعفر
[ صفحه 87]
الهمداني و هو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك الي أبي محمد عليه السلام.
فوقع عليه السلام في رقعته: قد أمرنا بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبي قبولها ابقاء علينا... [3] .
و أكرم علي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر خمسمائة درهم، مائتان للكسوة، و مائتان للدين، و مائة للنفقة، و أعطي لابنه محمد بن علي بن ابراهيم ثلاثمائة درهم، مائة في ثمن حمار، و مائة للكسوة، و مائة للنفقة [4] .
و أكرم أبايوسف الشاعر القصير أربعمائة درهم و قد كان معوزا يسترفد الناس فلم يعطه أحد [5] .
و أرسل الي أبي هاشم الجعفري مائة دينار و كتب اليه: ان كانت لك حاجة فلا تستحي و لا تحتشم، و اطلبها فانك تري ما تحب ان شاء الله [6] .
و أعطي أباهاشم الجعفري أيضا خمسمائة دينار في حاجة مهمة عرضت له [7] .
و أهدي فرسه الكميت لعلي بن زيد بن علي [8] و غيرها من المظاهر الكثيرة التي سنذكر أكثرها في دلائل الامام و معجزاته عليه السلام.
[ صفحه 88]
پاورقي
[1] الغيبة الطوسي: 130.
[2] مسند الامام العسكري عليه السلام: 93 / 45.
[3] الغيبة الطوسي: 130، بحارالأنوار 50: 289.
[4] الكافي 1: 506.
[5] بحارالأنوار 50: 294 / 69.
[6] الكافي 1: 508.
[7] الكافي 1: 507.
[8] الكافي 1: 510.