بازگشت

معاجزه و دلالاته


من المسلم به أن الله تعالي قد أمد أنبياءه و أوصياءه بمعاجز كثيرة، لتكون شاهدا لهم علي صحة ما يدعونه، و للأئمة من أهل البيت عليهم السلام دلائل و خصائص تشير الي امامتهم و تشهد و بشكل قاطع علي صحة امامة كل امام منهم، و هي النص علي الامام من قبل الامام الذي قبله، و العلم و ذلك بكونه أعلم أهل زمانه، و النسب الرفيع، و الحكمة و الشجاعة و كرم النفس و الحلم و الاستقامة و سلامة النشأة و استجابة الدعوة و اظهار المعجزة.

سئل الامام الرضا عليه السلام: يابن رسول الله، بأي شي ء تصح الامامة لمدعيها؟ قال عليه السلام: بالنص و الدلائل.

قيل: فدلالة الامام، فيما هي؟ قال عليه السلام: في العلم و استجابة الدعوة.

قيل: فما وجه اخباركم بما في قلوب الناس؟ قال عليه السلام: أما بلغك قول الرسول صلي الله عليه و آله: «اتقوا فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله علي قدر ايمانه و مبلغ استبصاره و علمه» و قد جمع الله للأئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، و قال عزوجل في كتابه: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) [1] .



[ صفحه 94]



فان الأئمة عليهم السلام يتميزون بارتباط خاص بالله تعالي و بعالم الغيب بسبب العصمة و العناية الربانية، و لهم معاجز و كرامات و آيات تؤيد ارتباطهم المطلق بخالق الكون و بكونهم أئمة، و تظهر علي أيديهم في الوقت المناسب نماذج من العلم و القدرة الالهية بحيث تؤدي الي اطمئنان النفس و تربية الأتباع، و تعدد دليلا و حجة علي أن ما يدعونه هو الحق.

و قد شوهدت من الامام العسكري معاجز و كرامات عديدة سجلتها كتب الحديث و التأريخ، و لو جمعناها كلها لاحتاجت الي كتاب مستقل، فقد روي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري: ما دخلت علي أبي الحسن و أبي محمد عليهماالسلام يوما قط الا رأيت منهما دلالة و برهانا [2] .

و في ما يلي بعض هذه المعاجز مرتبة وفقا للموضوع:


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 324، بحارالأنوار 25: 134 / 6.

[2] اعلام الوري: 376.