بازگشت

في اخباره بما في الضمير و بحديث النفس


1- عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبامحمد عليه السلام يقول: «ان في الجنة بابا يقال له: المعروف، و لا يدخله الا أهل المعروف». فحمدت الله تعالي في نفسي، و فرحت بما أتكلف من حوائج الناس، فنظر عليه السلام الي فقال: «نعم دم علي ما أنت عليه، فان أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك» [1] .



[ صفحه 95]



2- و عنه قال: سأل محمد بن صالح الأرمني: عرفني عن قول الله عزوجل: (لله الأمر من قبل و من بعد) [2] ، فقال عليه السلام: «لله الأمر من قبل أن يأمر، و من بعد أن يأمر بما يشاء».

فقلت في نفسي: هذا تأويل قوله تعالي: (ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين) [3] .

فأقبل علي و قال: «هو كما أسررت في نفسك (ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين).

فقلت: أشهد أنك حجة الله و ابن حجته علي عباده [4] .

3- و عن أبي هاشم قال: دخلت علي أبي محمد عليه السلام و أنا اريد أن أسأله فصا أصوغ به خاتما أتبرك به، فجلست و نسيت ما جئت له، فلما و دعته و نهضت رمي الي بختام فقال: أردت فصا فأعطيناك خاتما، و ربحت الفص و الكري [5] ، هنأك الله يا أباهاشم.

فتعجبت من ذلك فقلت: يا سيدي، انك ولي الله و امامي الذي أدين الله



[ صفحه 96]



بفضله و طاعته، فقال: غفر الله لك يا أباهاشم [6] .

4- عن الحسن بن ظريف، قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتابة بهما الي أبي محمد عليه السلام، فكتبت أسأله: اذا قام القائم و أراد أن يقضي، أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ و أردت أن أكتب اليه أسأله عن حمي الربع، فأغفلت ذكر الحمي.

فجاء الجواب: «سألت عن القائم، فاذا قام يقضي بين الناس بعلمه، كقضاء داود عليه السلام و لا يسأل عن البينة، و كنت أردت أن تسأل عن حمي الربع فانسيت، فاكتب علي ورقة و علقها علي المحموم (قلنا يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم) [7] فانه يبرأ باذن الله تعالي، فكتبت ذلك و علقته علي محموم لنا فأفاق و بري ء [8] .

5- عن أبي هاشم، قال: كنت مضيقا علي، فأردت أن أطلب منه شيئا من الدنانير في كتاب فاستحييت، فلما صرت الي منزلي وجه الي مائة دينار، و كتب



[ صفحه 97]



الي: «اذا كانت لك حاجة فلا تستحي و لا تحتشم، و اطلبها فانك تري ما تحب ان شاءالله تعالي» [9] .

6- و عنه، قال: كنت عند أبي محمد عليه السلام فسألته عن قول الله تعالي: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات باذن الله) [10] .

فقال عليه السلام: «كلهم من آل محمد عليه السلام، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام، و المقتصد العارف بالامام، و السابق بالخيرات باذن الله الامام».

قال: فدمعت عيناي، و جعلت افكر في نفسي عظم ما أعطي الله آل محمد عليهم السلام، فنظر الي و قال: «الأمر أعظم مما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد عليهم السلام، فاحمد الله فقد جعلك متمسكا بحبلهم، تدعي يوم القيامة بهم اذا دعي كل اناس بامامهم، فابشر يا أباهاشم فانك علي خير» [11] .

7- و عنه، قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبامحمد عليه السلام عن قول الله تعالي: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب) [12] .



[ صفحه 98]



فقال عليه السلام: «هل يمحو الا ما كان، و هل يثبت الا ما لم يكن؟»، فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام أنه لا يعلم بالشي ء حتي يكون.

فنظر الي أبومحمد عليه السلام و قال: «تعالي الجبار العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق اذ لا مخلوق، و الرب اذ لا مربوب، و القادر قبل المقدور عليه»، فقلت: أشهد أنك حجة الله و وليه بقسط، و أنك علي منهاج أميرالمؤمنين عليه السلام [13] .

8- و عنه قال: كنت عنده عليه السلام فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله تعالي: (و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) [14] الآية.

فقال: «ثبتوا المعرفة و نسوا الموقف و سيذكرونه، و لولا ذلك لم يدر أحد من خالقه و من رازقه».

قال أبوهاشم: فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطي الله وليه من جزيل ما حمله، فأقبل أبومحمد عليه السلام علي و قال: «الأمر أعجب مما عجبت منه يا أباهاشم و أعظم، ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله، و من أنكرهم أنكر الله، و لا يكون مؤمنا حتي يكون لولايتهم مصدقا، و بمعرفتهم موقنا؟» [15] .

9- و عن أبي هاشم قال: سمعت أبامحمد عليه السلام يقول: من الذنوب التي



[ صفحه 99]



لا تغفر، قول الرجل: ليتني لا اؤاخذ الا بهذا، فقلت في نفسي: ان هذا لهو الدقيق [16] ، و ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شي ء، فأقبل علي أبومحمد عليه السلام فقال: صدقت يا أباهاشم، الزم ما حدثتك به نفسك، فان الاشراك في الناس أخفي من دبيب الذر علي الصفا في الليلة الظلماء، و من دبيب الذر علي المسح الأسود [17] .

10- و عن يحيي بن المرزبان، قال: التقيت مع رجل، فأخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الامامة و القول في أبي محمد عليه السلام و غيره.

فقلت: لا أقول به أو أري [18] منه علامة.

فوردت العسكري في حاجة، فأقبل أبومحمد عليه السلام، فقلت في نفسي متعنتا: ان مد يده الي رأسه و كشفه ثم نظر الي ورده قلت به.

فلما حاذاني مد يده الي رأسه أو القلنسوه، فكشفها ثم برق عينيه في ثم ردها و قال: «يا يحيي، ما فعل ابن عمك الذي ينازعك في الامامة؟» فقلت: خلفته صالحا، فقال: «لا تنازعه» ثم مضي [19] .



[ صفحه 100]



11- عن أبي هاشم الجعفري، فكرت في نفسي فقلت: أشتهي أن أعلم ما يقول أبومحمد عليه السلام في القرآن؟ فبدأني و قال: «الله خالق كل شي ء، و ما سواه فهو مخلوق» [20] .

12- عن ابن الفرات، قال: كان لي علي ابن عم لي عشرة آلاف درهم، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام أشكو اليه و أسأله الدعاء، و قلت في نفسي: لا ابالي أين يذهب مالي بعد أن أهلكه الله.

قال: فكتب الي: «ان يوسف عليه السلام شكا الي ربه السجن فأوحي الله اليه: أنت اخترت لنفسك ذلك حيث قلت: (رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه) [21] ، و لو سألتني أن اعافيك لعافيتك، ان ابن عمك لراد عليك مالك، و هو ميت بعد جمعة».

قال: فرد علي ابن عمي مالي، فقلت: ما بدا لك في رده و قد منعتني اياه؟ قال: رأيت أبامحمد عليه السلام في المنام فقال لي: «ان أجلك قد دنا، فرد علي ابن عمك ماله» [22] .

13- عن أبي القاسم الحليسي، قال: كنت أزور العسكري عليه السلام في شعبان في



[ صفحه 101]



أوله، ثم أزور الحسين عليه السلام في النصف من شعبان، فلما كانت سنة من السنين و ردت العسكري عليه السلام قبل شعبان و ظننت أني لا أزوره في شعبان، فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، و خرجت الي العسكر، و كنت اذا وافيت العسكر، أعلمتهم برقعة أو رسالة، فلما كان في هذه المرة قلت: أجعلنا زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، و قلت لصاحب المنزل: احب أن لا تعلمهم بقدومي.

فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين و هو متبسم ضاحك مستبشر و يقول: بعث الي بهذين الدينارين و قيل لي: ادفعهما الي الحليسي و قل له: «من كان في طاعة الله كان الله في حاجته» [23] .

14- عن محمد بن علي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر قال: ضاق بنا الأمر فقال لي أبي: امض بنا حتي نصير الي هذا الرجل - يعني أبامحمد عليه السلام - فانه قد وصف عنه سماحة. فقال لي: أتعرفه؟ فقلت: ما أعرفه و لا رأيته قط.

قال: فقصدناه، فقال لي أبي و هو في طريقه: ما أحوجنا أن يأمر لنا بخمسمائة درهم، مائتين للكسوة و مائتي درهم للدين، و مائة درهم للنفقة، و أخرج الي الجبل.

فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم، أشتري بمائة حمارا، و بمائة كسوة، و مائة درهم للنفقة، و أخرج الي الجبل.



[ صفحه 102]



فلما وافينا الباب خرج الينا غلام فقال: يدخل علي بن ابراهيم و محمد ابنه، فلما دخلنا عليه و سلمنا عليه قال لأبي: «يا علي، ما خلفك عنا الي هذا الوقت؟» فقال: يا سيدي، استحييت أن ألقاك و أنا علي هذه الصورة و الحال.

فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فيها خمسمائة درهم و قال: هذه الصرة: مائتان للكسوة، و مائتان للدين، و مائة درهم للنفقة، و لا تخرج الي الجبل و صر الي سوراء [24] و أعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم، اجعل مائة منها ثمن حمار، و مائة للكسوة، و مائة للنفقة، و لا تخرج الي الجبل و صر الي سوراء.

قال: فصار أبي الي سوراء، فتزوج بامرأة، فدخله الي اليوم ألفا درهم، و هو مع ذلك يقول بالوقف.

قال محمد بن ابراهيم الكردي، فقلت له: ويحك أتريد أمرا أبين من هذا؟ قال: فقال: صدقت، ولكنا علي أمر قد جرينا عليه [25] .

15- عن اسحاق، عن الأقرع، قال: كنت كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله عن الامام هل يحتلم؟ و قلت في نفسي بعدها: قد أعاذ الله تبارك و تعالي أولياءه من ذلك.

فورد الجواب: «حال الأئمة عليهم السلام في المنام حالهم في اليقظة، لا يغير النوم



[ صفحه 103]



منهم شيئا، و قد أعاذ الله عزوجل أولياءه من الشيطان، كما حدثتك نفسك» [26] .

16- و قال أبوهاشم: كنت عند أبي محمد الحسن عليه السلام فقال: اذا خرج القائم أمر بهدم المنابر و المقاصير التي في المساجد، فقلت في نفسي: لأي شي ء هذا؟ قال: فأقبل علي و قال: معني هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي و لا حجة [27] .

17- و عن أبي هاشم قال: كتب اليه - يعني أبامحمد - بعض مواليه يسأله شيئا من الدعاء فكتب اليه: ادع بهذا الدعاء «يا أسمع السامعين، و يا أبصر المبصرين، و يا أنظر الناظرين، و يا أسرع الحاسبين، و يا أرحم الراحمين، و يا أحكم الحاكمين، صلي علي محمد و آل محمد، و أوسع لي في رزقي، و مدلي في عمري، و امنن علي برحمتك، و اجعلني ممن تنتصر به لدينك، و لا تستبدل به غيري».

قال أبوهاشم: فقلت في نفسي: «اللهم اجعلني في حزبك و في زمرتك»، فأقبل علي أبومحمد فقال: أنت في حزبه و في زمرته ان كنت بالله مؤمنا و لرسولة مصدقا و بأوليائه عارفا و لهم تابعا، ثم أبشر» [28] .

18- و عن اسحاق بن محمد النخعي، عن علي بن زيد بن علي بن



[ صفحه 104]



الحسين عليه السلام، قال: كان لي فرس، و كنت به معجبا اكثر ذكره في المحافل، فدخلت علي أبي محمد عليه السلام يوما فقال لي: أين فرسك؟ فقلت: هو عندي، و هو ذا هو علي بابك، الآن نزلت عنه، فقال لي: استبدل به قبل المساء ان قدرت و لا تؤخر ذلك.

و دخل علينا داخل فانقطع الكلام، فقمت متفكرا و مضيت الي منزلي، فأخبرت أخي فقال: ما أدري ما أقول في هذا؟ و شححت عليه، و نفست علي الناس ببيعه و أمسينا، فلما صلينا العتمة جاءني السائس فقال: يا مولاي، نفق فرسك الساعة، فاغتممت لذلك، و علمت أنه عني هذا بذلك القول.

ثم دخلت علي أبي محمد عليه السلام بعد أيام و أنا أقول في نفسي: ليته أخلف علي دابة، فلما جلست قال قبل أن احدث: نعم نخلف عليك، يا غلام، أعطه برذوني الكميت، ثم قال: هذا خير من فرسك و أوطأ و أطول عمرا [29] .

19- عن حمزة بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: كان أبي بلي بالشلل و ضاق صدره، فقال: لأقصدن هذا الذي تزعم الامامية أنه امام، يعني الحسن بن علي عليهماالسلام.

قال: فاكتريت دابة، و ارتحلت نحو سر من رأي فوافيتها، و كان يوم ركوب الخليفة الي الصيد، فلما ركب الخليفة ركب معه الحسن بن علي عليه السلام، فلما ظهروا و اشتغل الخليفة باللهو و طلب الصيد، اعتزل أبومحمد عليه السلام، و ألقي الي غلامه الغاشية



[ صفحه 105]



فجلس عليها، فجئت الي خرابة بالقرب منه، فشددت دابتي و قصدت نحوه، فناداني: «يا أبامحمد، لا تدن مني فان علي عيونا، و أنت أيضا خائف».

قال: فقلت في نفسي: هذا أيضا من مخاريق الامامة، ما يدري ما حاجتي؟ قال: فجاءني غلامه و معه صرة فيها ثلاثمائة دينار، فقال: يقول لك مولاي: «جئت تشكو الي الشلل، و أنا أدعو الله بقضاء حاجتك، كثر الله ولدك، و جعل فيكم أبرارا، خذ هذه الثلاثمائة دينار، بارك الله لك فيها».

قال: فما خلاني من ثلاثمائة دينار، و كانت معه.

قال: و لما مات و اقتسمنا وجدنا مائتين و ثمانين دينارا، ثم أخبرتنا خادمة لنا أنها سرقت منها عشرين دينارا، و سألتنا أن نجعلها في حل منها [30] .

20- عن أبي القاسم ابراهيم بن محمد المعروف بابن الحميري، قال: خرج أبي محمد بن علي من المدينة فأردت قصده، و لم أعلم في أي الطريق أخذ، فقلت: ليس لي الا الحسن بن علي عليهماالسلام، فقصدته بسر من رأي، و وقفت ببابه و هو مغلق، فقعدت منتظرا لداخل أو خارج، فسمعت قرع الباب و كلام جارية من خلف الباب، فقالت: يا ابراهيم بن محمد، ان مولاي يقرئك السلام - و معها صرة فيها عشرون دينارا - و يقول: «هذه بلغتك الي أبيك».

فأخذت الصرة و قصدت الجبل، و ظفرت بأبي بطبرستان، و كان بقي من الدنانير دينار واحد، فدفعته الي أبي و قلت: هذا ما أنفذه اليك مولاي، و ذكرت له القصة [31] .



[ صفحه 106]



21- عن محمد بن الربيع الشيباني، قال: ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز، ثم قدمت سر من رأي، و قد علق بقلبي شي ء من مقالته، و اني جالس علي باب دار أحمد بن الخصيب، اذ أقبل أبومحمد عليه السلام من دار العامة يوم الموكب، فنظر الي و أشار بسبابته «أحد، فوحده» فسقطت مغشيا علي [32] .

22- و عن محمد بن أحمد الأنصاري، قال: وجه قوم من المفوضة و المقصرة كامل بن ابراهيم المدني الي أبي محمد عليه السلام. قال كامل: فقلت في نفسي أسأله لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتي و قال بمقالتي؟

قال: فلما دخلت علي سيدي أبي محمد عليه السلام، نظرت الي ثياب بيض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله و حجته يلبس الناعم من الثياب و يأمرنا نحن بمواساة الاخوان، و ينهانا عن لبس مثله؟! فقال متبسما: يا كامل - و حسر ذراعيه فاذا مسح أسود خشن علي جلده - فقال: هذا لله و هذا لكم... تمام الخبر [33] .

23- قال أبوهاشم: سأله الفهفكي: ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا و يأخذ الرجل سهمين.



[ صفحه 107]



قال عليه السلام: لأن المرأة ليس لها جهاد و لا نفقة و لا عليها معقلة [34] ، انما ذلك علي الرجل.

قال: فقلت في نفسي: قد كان قيل لي: ان ابن أبي العوجاء سأل أباعبدالله عليه السلام عن هذه المسألة، فأجابه بمثل هذا الجواب. فأقبل عليه السلام علي فقال: نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء، و الجواب منا واحد اذا كان معني المسألة واحدا، جري لآخرنا ما جري لأولنا، و أولنا و آخرنا في العلم و الأمر سواء، و لرسول الله و أميرالمؤمنين فضلهما [35] .

24- و قال أبوهاشم: سمعت أبامحمد عليه السلام يقول: ان الله ليعفو يوم القيامة عفوا يحيط علي العباد حتي يقول أهل الشرك: (و الله ربنا ما كنا مشركين) [36] ، فذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله صلي الله عليه و آله قرأ (ان الله يغفر الذنوب جميعا) [37] .

فقال الرجل: و من أشرك؟ فأنكرت ذلك، و تنمرت للرجل، فأنا أقول في نفسي: اذ أقبل علي عليه السلام فقال: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [38] ، بئسما قال هذا، و بئسما روي [39] .



[ صفحه 108]



25- و روي علي بن جعفر، عن الحلبي، قال: اجتمعنا بالعسكر و ترصدنا لأبي محمد عليه السلام يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن علي أحد، و لا يشير الي بيده و لا يؤمي، فانكم لا تأمنون علي أنفسكم.

قال: و الي جانبي شاب، فقلت: من أين أنت؟ قال: من المدينة. قلت: ما تصنع ها هنا؟ قال: اختلفوا عندنا في أبي محمد عليه السلام فجئت لأراه و أسمع منه أو أري منه دلالة ليسكن قلبي و اني لولد أبي ذر الغفاري.

فبينما نحن كذلك اذ خرج أبومحمد عليه السلام مع خادم له، فلما حاذانا نظر الي الشاب الذي بجنبي، فقال: أغفاري أنت؟ قال: نعم. قال: ما فعلت امك حمدويه؟ فقال: صالحة، و مر.

فقلت للشاب: أكنت رأيته قط و عرفته بوجهه قبل اليوم؟ قال: لا. قلت: فينفعك هذا؟ قال: و دون هذا [40] .

26- و عن أبي العيناء محمد بن القاسم الهاشمي، قال: كنت أدخل علي أبي محمد عليه السلام فأعطش و اجله أن أدعو بالماء فيقول: يا غلام اسقه، و ربما حدثت نفسي بالنهوض، فافكر في ذلك فيقول: يا غلام دابته [41] .

27- و عن هارون بن مسلم، قال: ولد لابني أحمد ابن، فكتبت الي أبي محمد



[ صفحه 109]



عليه السلام و ذلك بالعسكر اليوم الثاني من ولادته أسأله أن يسميه و يكنيه، و كان محبتي أن اسميه جعفرا و اكنيه بأبي عبدالله، فوافاني رسوله في صبيحة اليوم السابع، و مع كتاب: سمه جعفرا، و كنه بأبي عبدالله، و دعا لي [42] .

28- و عن محمد بن الحسن بن شمون، قال: كتبت اليه عليه السلام أشكو الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قد قال أبوعبدالله عليه السلام: «الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا»؟

فرجع الجواب: ان الله عزوجل يخص أولياءنا اذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، و قد يعفو عن كثير منهم، كما حدثتك نفسك. الفقر معنا خير من الغني مع عدونا، و نحن كهف لمن التجأ الينا، و نور لمن استبصر بنا، و عصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلي، و من انحرف عنا فالي النار [43] .

29- و عن ادريس بن زياد الكفر توثي، قال: كنت أقول فيهم قولا عظيما [44] ، فخرجت الي العسكر للقاء أبي محمد عليه السلام فقدمت و علي أثر السفر و وعثاؤه، فألقيت نفسي علي دكان حمام فذهب بي النوم، فما انتبهت الا بمقرعة أبي محمد عليه السلام قد قرعني بها حتي استيقظت فعرفته (صلي الله عليه) فقمت قائما اقبل قدمه و فخذه، و هو راكب و الغلمان من حوله.

فكان أول ما تلقاني به أن قال: يا ادريس (بل عباد مكرمون - لا



[ صفحه 110]



يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون) [45] ، فقلت: حسبي يا مولاي، و انما جئت أسألك عن هذا، قال: فتركني و مضي [46] .

30- و عن سفيان بن محمد الضبعي، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله عن الوليجة، و هو قول الله عزوجل: (و لم يتخذوا من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة) [47] .

قلت في نفسي لا في الكتاب: من تري المؤمن ها هنا؟ فرجع الجواب: الوليجة التي تقام دون ولي الأمر، و حدثتك نفسك عن المؤمنين، من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمة يؤمنون علي الله، فيجيز أمانهم [48] .

31- و عن أحمد بن اسحاق، قال: دخلت الي أبي محمد عليه السلام فسألته أن يكتب لأنظر الي خطه فأعرفه اذا ورد. فقال: نعم. ثم قال: يا أحمد، ان الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ و القلم الدقيق فلا تشكن. ثم دعا بالدواة، فقلت في نفسي: أستوهبه القلم الذي كتب به، فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني و هو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة، ثم قال: هاك يا أحمد، فناولنيه، فتناولته، الخبر... [49] .



[ صفحه 111]



32- و عن شاهويه بن عبد ربه، قال: كان أخي صالح محبوسا، فكتبت الي سيدي أبي محمد عليه السلام أسأله أشياء فأجابني عنها، و كتب ان أخاك يخرج من الحبس يوم يصلك كتابي هذا، و قد كنت أردت أن تسألني عن أمره فانسيت، فبينا أنا أقرأ كتابه اذا اناس جاؤوني يبشرونني بتخلية أخي، فتلقيته و قرأت عليه الكتاب [50] .

33- و عن أبي العباس محمد بن القاسم، قال: عطشت عند أبي محمد عليه السلام و لم تطب نفسي أن يفوتني حديثه، و صبرت علي العطش، و هو يتحدث فقطع الكلام، و قال: يا غلام، اسق أباالعباس ماء [51] .

34- و روي المسعودي بالاسناد عن الربيع بن سويد الشيباني، قال: حدثني ناصح البارودي، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام اعزيه بأبي الحسن عليه السلام و قلت في نفسي و أنا أكتب: لو قد خبر ببرهان يكون حجة لي. فأجابني عن تعزيتي، و كتب بعد ذلك: من سأل آية أو برهانا فاعطي ثم رجع عمن طالب منه الآية، عذب ضعف العذاب، و من صبر اعطي التأييد من الله، و الناس مجبولون علي جبلة الكتب المنشرة، فاسأل السداد، فانما هو التسليم أو العطب، و لله عاقبة الامور [52] .



[ صفحه 112]




پاورقي

[1] الثاقب في المناقب: 564 / 501، الخرائج و الجرائح 2: 689 / 12، مناقب ابن شهر آشوب 4: 433، اعلام الوري: 375.

[2] الروم: 4.

[3] الأعراف: 54.

[4] الثاقب في المناقب: 564 / 502، الخرائج و الجرائح 2: 686، مناقب ابن شهر آشوب 4: 436.

[5] أي: الاجرة.

[6] الثاقب في المناقب: 565 / 503، الكافي 1: 429 / 21، الخرائج و الجرائح 2: 684 / 4، مناقب ابن شهر آشوب 437: 4، اعلام الوري: 375.

[7] الأنبياء: 69.

[8] الثاقب في المناقب: 565 / 504، الخرائج و الجرائح 2: 684 / 4، مناقب ابن شهر آشوب 4: 437، اعلام الوري: 376، الكافي 1: 426 / 13، الدعوات: 567 / 209، بحارالأنوار 50: 295.

[9] الثاقب في المناقب: 566 / 505، الكافي 1: 426 / 10، الخرائج و الجرائح 1: 435 / 93، مناقب ابن شهر آشوب 4: 439، اعلام الوري: 354، اثبات الوصية: 211، بحارالأنوار 50: 267 / 27.

[10] فاطر: 32.

[11] الثاقب في المناقب: 566 / 507، اثبات الوصية: 213، الخرائج و الجرائح 2: 687 / 9.

[12] الرعد: 39.

[13] الثاقب في المناقب: 566 / 507، اثبات الوصية: 212، غيبة الطوسي: 264، الخرائج الجرائح 2: 687 / 10.

[14] الأعراف: 172.

[15] الثاقب في المناقب: 567 / 508، اثبات الوصية: 212.

[16] الدقيق: الأمر الغامض.

[17] الثاقب في المناقب: 567 / 509، اثبات الوصية: 212، الخرائج و الجرائح 2: 688 / 11، مناقب ابن شهر آشوب 4: 439، اعلام الوري: 374.

[18] أي: حتي أري.

[19] الثاقب في المناقب: 568 / 510، الخرائج و الجرائح 1: 440 / 21، مناقب ابن شهر آشوب 4: 436، بحارالأنوار 50: 270 / 25.

[20] الثاقب في المناقب: 568 / 511، الخرائج و الجرائح 2: 686 / 6.

[21] يوسف: 33.

[22] الثاقب في المناقب: 568 / 512، الخرائج و الجرائح 1: 441، 22، الصراط المستقيم 2: 207، 14.

[23] الثاقب في المناقب: 569 / 513، كمال الدين: 493 / 18، الخرائج و الجرائح 443: 1 / 34.

[24] سوراء: موضع قرب بغداد، و مدينة من توابع الكوفة.

[25] الثاقب في المناقب: 569 / 513، الكافي 1: 424 / 3، روضة الواعظين: 247، الارشاد 2: 226، المناقب 4: 427، بحارالأنوار 50: 278 / 52.

[26] الثاقب في المناقب: 570 / 515، الكافي 1: 426 / 12، اثبات الوصية: 214، الخرائج و الجرائح 1: 446 / 31، الصراط المستقيم 2: 208 / 20.

[27] اعلام الوري: 373.

[28] اعلام الوري: 374.

[29] اعلام الوري: 371، الثاقب في المناقب: 572 / 516، الكافي 1: 427 / 15، اثبات الوصية: 215، الخرائج و الجرائح 1: 434 / 12، المناقب 4: 43، بحارالأنوار 50: 266 / 26.

[30] الثاقب في المناقب: 573 / 520.

[31] الثاقب في المناقب: 574 / 521.

[32] الثاقب في المناقب: 573 / 517، الكافي 1: 428 / 20، الخرائج و الجرائح 1: 445 / 28، المناقب 4: 329، بحارالأنوار 50: 293.

[33] بحارالأنوار 50: 253 / 7.

[34] المعقلة: الغرم.

[35] بحارالأنوار 50: 255 / 11.

[36] الأنعام: 23.

[37] الزمر: 53.

[38] النساء: 48.

[39] بحارالأنوار 50: 256 / 12.

[40] بحارالأنوار 50: 269 / 34.

[41] بحارالأنوار 50: 272 / 41.

[42] بحارالأنوار 50: 296 / 70.

[43] بحارالأنوار 50: 299.

[44] أي: انه يقول بالغلو.

[45] الأنبياء: 26 و 27.

[46] المناقب 4: 428، بحارالأنوار 50: 283.

[47] التوبة: 16.

[48] المناقب 4: 432، بحارالأنوار 50: 285.

[49] المناقب 4: 434 - 433، بحارالأنوار 50: 286.

[50] المناقب 4: 438، بحارالأنوار 50: 288 / 62.

[51] اثبات الوصية: 238.

[52] اثبات الوصية: 238.