في اخباره عن البلايا و المنايا و المغيبات
35- عن علي بن علي بن الحسن بن شابور، قال:
وقع قحط بسر من رأي في زمان المولي الحسن بن علي عليهماالسلام، فأمر الخليفة الحاجب و أهل المملكة أن يخرجوا للاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متواليات الي المصلي يستسقون فما سقوا.
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع الي الصحراء، و معه النصاري و الرهبان، و كان فيهم راهب، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر، و خرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر، فشك أكثر الناس و تعجبوا، و صبوا الي دين النصرانية لما رأوا ذلك.
فأنفذ الخليفة الي أبي محمد عليه السلام، و كان محبوسا، فأخرجه من حبسه، و قال: الحق امة جدك فقد هلكت. فقال له: اني خارج من غد و مزيل الشك باذن الله.
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث و الرهبان معه، و مولانا و سيدنا الحسن بن علي عليهماالسلام في نفر من أصحابه، فلما بصر بالراهب و قد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض علي يده اليمني و يأخذ ما بين اصبعيه، ففعل و أخذ من بين سبابتيه عظما أسود، فأخذه مولانا عليه السلام ثم قال: «استسق الآن» فاستسقي، و كانت السماء مغيمة، فانقشعت و طلعت الشمس بيضاء.
فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبامحمد؟
فقال عليه السلام: «هذا عظم نبي من أنبياء الله تعالي، و هذا رجل من نسل ذلك النبي، فوقع في يده هذا العظم، و ما كشف عن عظم النبي الا هطلت
[ صفحه 113]
السماء بالمطر» [1] .
36- عن محمد بن عبدالله، قال: لما أمر الزبير [2] بحمل أبي محمد عليه السلام كتب اليه أبوهاشم: جعلت فداك، بلغنا خبر أقلقنا... قال: فكتب اليه: «بعد ثلاث يأتيك الخبر»، فقتل الزبير يوم الثالث [3] .
37- و في حديث أبي الهيثم بن سيابة: أنه كتب اليه - لما أمر المعتز بدفعه الي سعيد الحاجب عند مضيه الي الكوفة و أن يحدث فيه ما يحدث به الناس بقصر ابن هبيرة -: جعلني الله فداك، بلغنا خبر قد أقلقنا و أبلغ منا.
فكتب عليه السلام اليه: بعد ثالث يأتيك الفرج، فخلع المعتز اليوم الثالث [4] .
38- قال: و فقد غلام له صغير، فلم يوجد، فاخبر بذلك فقال: «اطلبوه في
[ صفحه 114]
البركة» فطلب فوجد فيها ميتا [5] .
39- عن عمر بن محمد الصيمري، قال: دخلت علي أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله و بين يديه رقعة فقال: هذه الرقعة كتبها الي أبومحمد عليه السلام فيها: «اني نازلت الله تعالي في هذا الطاغي - يعني المستعين [6] - و هو آخذه بعد ثلاث». فلما كان اليوم الثالث خلع، و كان من أمره ما كان الي أن قتل [7] .
40- عن أبي هاشم الجعفري، قال: شكوت الي أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس و ثقل القيد، فكتب الي: «تصلي اليوم في منزلك، فاخرجت في وقت الظهر، فصليت في منزلي كما قال عليه السلام [8] .
41- و عن أبي هاشم داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس
[ صفحه 115]
صالح بن وصيف الأحمر [9] أنا و الحسن بن محمد العقيقي، و محمد بن ابراهيم العمري، و فلان و فلان، اذ ورد علينا أبومحمد الحسن عليه السلام و أخوه جعفر، فخففنا له [10] ، و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، و كان معنا في الحبس رجل جمحي يقول: انه علوي. قال: فالتفت أبومحمد عليه السلام و قال: لولا أن فيكم من ليس منكم، لأعلمتكم متي يفرج عنكم، و أومأ الي الجمحي أن يخرج فخرج.
فقال أبومحمد عليه السلام: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فان في ثيابه قصة قد كتبها الي السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة، يذكرنا فيها بكل عظيمة، و يعلمه أنا نريد أن ننقب الحبس و نهرب.
و كان أبو [محمد] الحسن عليه السلام يصوم، فاذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه اليه في جونة [11] مختومة و كنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر علي كعكة و ما شعر بي و الله أحد، ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه: أطعم أباهاشم شيئا فانه مفطر. فتبسمت فقال: ما يضحكك يا أباهاشم؟ اذا أردت القوة فكل اللحم، فان الكعك لا قوة فيه. فقلت: صدق الله و رسوله و أنتم، فأكلت. فقال لي: أفطر ثلاثا، فان المنة [12] لا ترجع اذا أنهكها الصوم في أقل من ثلاث، فلما كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال: يا سيدي، أحمل فطورك؟ فقال: احمل و ما أحسبنا نأكل منه، فحمل الطعام
[ صفحه 116]
الظهر، و اطلق عند العصر و هو صائم فقال: كلوا هنأكم الله [13] .
42- و عن اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس، قال: قعدت لأبي محمد عليه السلام علي ظهر الطريق، فلما مر بي شكوت اليه الحاجة، و حلفت أن ليس عندي درهم فما فوقه لا غداء و لا عشاء.
فقال: تحلف بالله كاذبا و قد دفنت مائتي دينار، و ليس قولي هذا دفعا لك من العطية، أعطه يا غلام ما معك، فأعطاني غلامه مائة دينار.
ثم أقبل علي فقال لي: انك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون اليها. و صدق، و ذلك أني أنفقت ما وصلني به، و اضطررت ضرورة شديدة الي شي ء انفقه، و انغلقت علي أبواب الرزق، فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها، فلم أجدها، فنظرت فاذا ابن لي قد عرف موضعها، فأخذها و هرب، فما قدرت منها علي شي ء [14] .
43- و عن محمد بن الحسن بن شمون، عن أحمد بن محمد، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي و قلت: يا سيدي، الحمد لله الذي شغله عنك، فقد بلغني أنه يهددك و يقول: و الله لأجلينهم عن جديد الأرض [15] ، فوقع أبو
[ صفحه 117]
محمد عليه السلام بخطه: ذاك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام، و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به، فكان كما قال [16] .
44- و بالاسناد عن أبي جعفر محمد بن عيسي بن أحمد الزرجي، قال: رأيت بسر من رأي رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد في شارع السوق، و ذكر أنه هاشمي من ولد موسي بن عيسي، لم يذكر أبوجعفر اسمه، و كنت اصلي، فلما سلمت قال لي: أنت قمي أو رازي؟ قلت: أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال لي: تعرف دار موسي بن عيسي التي بالكوفة؟ فقلت: نعم. فقال: أنا من ولده.
قال: كان لي أب و له أخوان، و كان أكبر الأخوين ذا مال، و لم يكن للصغير مال، فدخل علي أخيه الكبير، فسرق منه ستمائة دينار، فقال الأخ الكبير، أدخل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام و اسأله أن يلطف للصغير، لعله أن يرد مالي، فانه حلو الكلام، فلما كان وقت السحر بدا لي [17] عن الدخول علي الحسن ابن علي عليه السلام و قلت: أدخل علي أسباس التركي صاحب السلطان و أشكو اليه.
قال: فدخلت علي أسباس التركي و بين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاءني رسول الحسن بن علي عليه السلام فقال: أجب، فقام معه، فلما دخل علي الحسن قال له: كان لك الينا أول الليل حاجة، ثم بدا لك عنها وقت السحر،
[ صفحه 118]
اذهب فان الكيس الذي اخذ من مالك رد، و لا تشك أخاك و أحسن اليه و أعطه، فان لم تفعل فابعثه الينا لنعطيه، فلما خرج تلقاه غلامه يخبره بوجود الكيس.
قال أبوجعفر الزرجي: فلما كان من الغد، حملني الهاشمي الي منزله و أضافني، ثم صاح بجارية و قال: يا غزال، أو يا زلال. فاذا أنا بجارية مسنة فقال لها: يا جارية، حدثي مولاك بحديث الميل و المولود، فقالت: كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي: ادخلي الي دار الحسن بن علي عليه السلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا يستشفي به مولودنا، فدخلت عليها فسألتها ذلك. فقالت حكيمة: ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة - يعني ابن الحسن بن علي عليهماالسلام - فاتيت بالميل، فدفعته الي و حملته الي مولاتي و كحلت به المولود، فعوفي و بقي عندنا، و كنا نستشفي به ثم فقدناه.
قال أبوجعفر الزرجي: فلقيت في مسجد الكوفة أباالحسن بن يرهون البرسي، فحدثته بهذا الحديث عن الهاشمي. فقال: قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة و لا نقصان [18] .
45- و عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي عليه السلام، قال: صحبت أبامحمد عليه السلام من دار العامة الي منزله، فلما صار الي الدار و أردت الانصراف، قال: امهل، فدخل ثم أذن لي، فدخلت فأعطاني مائتي دينار، و قال: اصرفها في ثمن جارية، فان جاريتك فلانة قد ماتت، و كنت خرجت من المنزل و عهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت فاذا الغلام قال: ماتت جاريتك فلانة الساعة.
[ صفحه 119]
قلت: ما حالها؟ قيل: شربت ماء فشرقت فماتت [19] .
46- عن محمد بن حجر، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام فشكوت اليه عبدالعزيز بن أبي دلف، و يزيد بن عبدالملك، فكتب الي: «أما عبدالعزيز فقد كفيته، و أما يزيد فلك و له مقام بين يدي الله عزوجل، فمات عبدالعزيز بن أبي دلف، و قتل يزيد بن عبدالله محمد بن حجر [20] .
47- عن ابراهيم بن هلقام، عن ابن القزاز قال: كنت أشتهي الولد شهوة شديدة، فأقبل أبومحمد عليه السلام فارسا، فقلت: تراني ارزق ولدا؟ فقال برأسه: نعم. فقلت: ذكرا؟ فقال برأسه: لا، فولدت لي بنت [21] .
48- و روي الشيخ الكليني بالاسناد عن علي بن الحسن بن الفضل اليماني، قال: نزل بالجعفري من آل جعفر خلق كثير لا قبل له بهم، فكتب الي أبي محمد عليه السلام يشكو ذلك. فكتب اليه: تكفونهم ان شاء الله.
قال: فخرج اليهم في نفر يسير، و القوم يزيدون علي عشرين ألف نفس،
[ صفحه 120]
و هو في أقل من ألف فاستباحهم [22] .
49- و عن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسي بن جعفر، قال: كتب أبومحمد الي أبي القاسم اسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو من عشرين يوما: الزم بيتك حتي يحدث الحادث. فلما قتل ترنجة [23] كتب اليه: قد حدث الحادث، فما تأمرني؟
فكتب اليه: ليس هذا الحادث، الحادث الآخر. فكان من المعتز ما كان. قال: و كتب الي رجل آخر: بقتل ابن محمد بن داود [24] ، قبل قتله بعشرة أيام، فلما كان في اليوم العاشر قتل [25] .
50- و عن علي بن يزيد المعروف بابن رمش، قال: اعتل ابني أحمد و ركبت بالعسكر و هو ببغداد، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله الدعاء، فخرج توقيعه: أو ما علم أن لكل أجل كتابا؟ فمات الابن [26] .
[ صفحه 121]
51- و عن ابن الفرات، قال: كان لي علي ابن عمي عشرة آلاف درهم، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله الدعاء لذلك، فكتب الي: أنه راد عليك مالك، و هو ميت بعد جمعة.
قال: فرد علي ابن عمي مالي. فقلت: ما بدا لك في رده و قد منعتنيه؟ قال: رأيت أبامحمد عليه السلام في النوم فقال: ان أجلك قد دنا، فرد علي ابن عمك ماله [27] .
52- و عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد، قال: دخلت علي أبي محمد عليه السلام يوما، فاني جالس عنده اذ ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا، فتقلقلت لها، و ما تكلمت بشي ء، و لا أظهرت ما خطر ببالي، فقال أبومحمد عليه السلام: محفوظة ان شاء الله، فأتيت المنزل، فردها الي أخي [28] .
53- و عن عمر بن أبي مسلم، قال: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا و يبلغني عنه ما أكره، و كان ملاصقا لداري، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله الدعاء بالفرج منه. فرجع الجواب: أبشر بالفرج سريعا، و يقدم عليك مال من ناحية فارس، و كان لي بفارس ابن عم تاجر لم يكن له وارث غيري، فجاءني ماله بعد ما مات بأيام يسيرة.
و وقع في الكتاب: استغفرالله و تب اليه مما تكلمت به، و ذلك أني كنت يوما
[ صفحه 122]
مع جماعة من النصاب، فذكروا أباطالب حتي ذكروا مولاي، فخضت معهم لتضعيفهم أمره، فتركت الجلوس مع القوم، و علمت أنه أراد ذلك [29] .
54- و عن الحجاج بن سفيان العبدي، قال: خلفت ابني بالبصرة عليلا، و كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله الدعاء لابني، فكتب الي: رحم الله ابنك ان كان مؤمنا.
قال الحجاج: فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب الي أبومحمد عليه السلام بموته [30] .
55- و عن عيسي بن صبيح، قال: دخل الحسن العسكري عليه السلام علينا الحبس و كنت به عارفا، و قال: لك خمس و ستون سنة و أشهرا و يوما، و كان معي كتاب دعاء، و عليه تأريخ مولدي، و انني نظرت فيه كما قال.
و قال: هل رزقت من ولد؟ قلت: لا. قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثم تمثل:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته
ان الذليل الذي ليست له عضد
قلت ألك ولد؟ قال: اي و الله، سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا، فأما الآن فلا، ثم تمثل:
لعلك يوما أن تراني كأنما
بني حوالي الاسود اللوابد
[ صفحه 123]
فان تميما قبل أن يلد الحصي
أقام زمانا و هو في الناس واحد [31] .
56- و عن كافور الخادم، قال: كان يونس النقاش يغشي سيدنا الامام عليه السلام و يخدمه، فجاءه يوما يرعد، فقال: يا سيدي اوصيك بأهلي خيرا. قال: و ما الخبر؟ قال: عزمت علي الرحيل. قال: و لم يا يونس؟ و هو يتبسم. قال: وجه الي ابن بغا بفص ليس له قيمة، أقبلت أنقشه فكسرته باثنين، و موعده غدا، و هو ابن بغا، اما ألف سوط أو القتل. قال: امض الي منزلك الي غد، فرح لا يكون الا خيرا.
فلما كان من الغد وافاه بكرة يرعد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفص. فقال: امض اليه فلن تري الا خيرا. قال: و ما أقول له يا سيدي؟ قال: فتبسم و قال: امض اليه و اسمع ما يخبرك به، فلا يكون الا خيرا. قال: فمضي و عاد يضحك، و قال: قال لي يا سيدي: الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله اثنين حتي نغنيك.
فقال الامام عليه السلام: اللهم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقا، فأيش قلت له؟ قال: قلت له: حتي أتأمل أمره. فقال: أصبت [32] .
57- و عن داود بن الأسود، قال: دعاني سيدي أبومحمد عليه السلام فدفع الي خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة مل ء الكف، فقال: صر بهذه الخشبة الي العمري، فمضيت فلما صرت في بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل، فزاحمني
[ صفحه 124]
البغل علي الطريق، فناداني السقاء: ضح [33] عن البغل.
فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت بها البغل، فانشقت فنظرت الي كسرها فاذا فيها كتب، فبادرت سريعا فرددت الخشبة الي كمي، فجعل السقاء يناديني و يشتمني و يشتم صاحبي.
فلما دنوت من الدار راجعا، استقبلني عيسي الخادم عند الباب الثاني، فقال: يقول لك مولاي أعزه الله: لم ضربت البغل و كسرت رجل الباب؟ فقلت له: يا سيدي، لم أعلم ما في رجل الباب.
فقال: و لم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه؟ اياك بعدها أن تعود الي مثلها، و اذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي امرت بها و اياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت، فانا ببلد سوء و مصر سوء، وامض في طريقك فان أخبارك و أحوالك ترد الينا، فاعلم ذلك [34] .
58- و عن حمزة بن محمد السروي، قال: أملقت و عزمت علي الخروج الي يحيي بن محمد ابن عمي بحران، و كتبت أسأله أن يدعو لي، فجاء الجواب: لا تبرح، فان الله يكشف ما بك، و ابن عمك قد مات؛ و كان كما قال، و وصلت الي تركته [35] .
59- و عن علي بن أحمد بن حماد، قال: خرج أبومحمد في يوم مصيف راكبا
[ صفحه 125]
و عليه تجفاف [36] و ممطر، فتكلموا في ذلك، فلما انصرفوا من مقصدهم امطروا في طريقهم و ابتلوا سواه [37] .
60- و عن محمد بن عباس، قال: تذاكرنا آيات الامام عليه السلام فقال ناصبي: اذا أجاب عن كتاب أكتبه بلا مداد، علمت أنه حق، فكتبنا مسائل و كتب الرجل بلا مداد علي ورق و جعل في الكتب، و بعثنا اليه، فأجاب عن مسائلنا، و كتب علي ورقة اسمه و اسم أبويه، فدهش الرجل، فلما أفاق اعتقد الحق [38] .
61- و عن أبي بكر [الفهفكي]، قال: عرض علي صديق أن أدخل معه في شراء ثمار من نواحي شتي، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام أستأذنه، فكتب: لا تدخل في شي ء من ذلك، ما أغفلك عن الجراد و الحشف؟ فوقع الجراد فأفسده، و ما بقي منه تحشف، و أعاذني الله من ذلك ببركته [39] .
62- و عن محمد بن عبدالعزيز البلخي، قال: أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم، فاذا بأبي محمد عليه السلام قد أقبل من منزله يريد دار العامة، فقلت في نفسي: تري ان صحت: أيها الناس، هذا حجة الله عليكم فاعرفوه يقتلونني؟
[ صفحه 126]
فلما دنا مني أومأ باصبعه السبابة الي: أن اسكت! و رأيته تلك الليلة يقول: انما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله علي نفسك [40] .
63- و عن سيف بن الليث، قال: خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي منها، و ابنا لي آخر أسن منه، هو كان وصيي و قيمي علي عيالي و ضياعي، فكتبت الي أبي محمد عليه السلام و سألته الدعاء لا بني العليل، فكتب الي: قد عوفي الصغير و مات الكبير وصيك و قيمك، فاحمد الله و لا تجزع فيحبط أجرك.
فورد علي الكتاب بالخبر: أن ابني عوفي من علته، و مات ابني الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد عليه السلام [41] .
64- و عن محمد بن حمزة السروري، قال: كتبت علي يد أبي هاشم داود ابن القاسم الجعفري، و كان لي مواخيا، الي أبي محمد عليه السلام أسأله أن يدعولي بالغني، و كنت قد أملقت، فأوصلها و خرج الي علي يده: أبشر فقد أجلك الله تبارك و تعالي بالغني، مات ابن عمك يحيي بن حمزة، و خلف مائة ألف درهم، و هي واردة عليك فاشكر الله، و عليك بالاقتصاد، و اياك و الاسراف فانه من فعل الشيطنة.
فورد علي بعد ذلك قادم معه سفاتج من حران، فاذا ابن عمي قد مات في
[ صفحه 127]
اليوم الذي رجع الي أبوهاشم بجواب مولاي أبي محمد عليه السلام، و استغنيت و زال الفقر عني، كما قال سيدي، فأديت حق الله في مالي، و بررت اخواني، و تماسكت بعد ذلك، و كنت مبذرا، كما أمرني أبومحمد عليه السلام [42] .
65- و عن محمد بن صالح الخثعمي، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله عن البطيخ، و كنت به مشغوفا، فكتب الي: لا تأكله علي الريق فانه يولد الفاج، و كنت اريد أن أسأله عن صاحب الزنج [الذي] خرج بالبصرة، فنسيت حتي نفذ كتابي اليه، فوقع: صاحب الزنج ليس من أهل البيت [43] .
66- و عن علي بن محمد بن الحسن، قال: وافت جماعة من الأهواز من أصحابنا و كنت معهم، و خرج السلطان الي صاحب البصرة، فخرجنا لننظر الي أبي محمد عليه السلام فنظرنا اليه ماضيا معه، و قعدنا بين الحائطين بسر من رأي ننظر رجوعه فرجع، فلما حاذانا و قرب منا وقف و مد يده الي قلنسوته فأخذها عن رأسه و أمسكها بيده، و أمر يده الاخري علي رأسه، و ضحك في وجه رجل منا.
فقال الرجل مبادرا: أشهد أنك حجة الله و خيرته، فقلنا: يا هذا ما شأنك؟ قال: كنت شاكا فيه، فقلت في نفسي: ان رجع و أخذ القلنسوة عن رأسه قلت بامامته [44] .
[ صفحه 128]
67- و عن أبي القاسم علي بن راشد، قال: خرج رجل من العلويين من سر من رأي في أيام أبي محمد عليه السلام الي الجبل يطلب الفضل، فتلقاه رجل من همدان، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من سر من رأي. قال: هل تعرف درب كذا و موضع كذا؟ قال: نعم. قال: عندك من أخبار الحسن بن علي شي ء؟ قال: لا. قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: طلب الفضل.
قال: فلك عندي خمسون دينارا، فاقبضها و انصرف معي الي سر من رأي حتي توصلني الي الحسن بن علي عليه السلام. فقال: نعم. فأعطاه خمسين دينارا و عاد العلوي معه، فوصلا الي سر من رأي. فاستأذنا علي أبي محمد عليه السلام فأذن لهما، فدخلا و أبومحمد عليه السلام قاعد في صحن الدار، فلما نظر الي الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم. قال: أوصي اليك أبوك و أوصي لنا بوصية، فجئت تؤديها، و معك أربعة آلاف دينار، هاتها! فقال الرجل: نعم، فدفع اليه المال، ثم نظر الي العلوي، فقال: خرجت الي الجبل تطلب الفضل، فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فرجعت معه، و نحن نعطيك خمسين دينارا، فأعطاه [45] .
68- و عن القاسم الهروي، قال: خرج توقيع من أبي محمد عليه السلام الي بعض بني أسباط قال: كتبت اليه عليه السلام اخبره عن اختلاف الموالي و أسأله اظهار دليل، فكتب الي: و انما خاطب الله عزوجل العاقل، ليس أحد يأتي بآية أو يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين، فقالوا: ساحر و كاهن و كذاب،
[ صفحه 129]
و هدي الله من اهتدي، غير أن الأدلة يسكن اليها كثير من الناس، و ذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم، و يمنع فنصمت، و لو أحب أن لا يظهر حقا ما بعث النبيين مبشرين و منذرين، فصدعوا بالحق في حال الضعف و القوة، و ينطقون في أوقات ليقضي الله أمره، و ينفذ حكمه.
الناس في طبقات شتي، و المستبصر علي سبيل نجاة متمسك بالحق متعلق بفرع أصيل، غير شاك و لا مرتاب لا يجد عنه ملجأ، و طبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه، و يسكن عند سكونه، و طبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد علي أهل الحق، و دفع الحق بالباطل، حسدا من عند أنفسهم، فدع من ذهب يمينا و شمالا، فالراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها في أهون السعي.
ذكرت ما اختلف فيه موالي، فاذا كانت الوصية و الكبر فلا ريب، و من جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعة و طلب الرئاسة، فانهما يدعوان الي الهلكة، ذكرت شخوصك الي فارس، فاشخص خار الله لك، و تدخل مصر ان شاء الله آمنا، و اقرأ من تثق به من موالي السلام، و مرهم بتقوي الله العظيم، و أداء الأمانة، و أعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا.
قال: فلما قرأت «و تدخل مصر ان شاء الله» لم أعرف معني ذلك، فقدمت الي بغداد، و عزيمتي الخروج الي فارس، فلم يتهيأ ذلك، فخرجت الي مصر [46] .
69- و عن جعفر بن محمد القلانسي، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام مع محمد
[ صفحه 130]
ابن عبدالجبار - و كان خادما - يسأله عن مسائل كثيرة، و سأله الدعاء لأخ خرج الي أرمينية يجلب غنما فورد الجواب بما سأل، و لم يذكر أخاه فيه بشي ء، فورد الخبر بعد ذلك أن أخاه مات يوم كتب أبومحمد عليه السلام جواب المسائل، فعلما أنه لم يذكره لأنه علم بموته [47] .
70- و عن سعد بن جناح، قال: سمعت محمد بن ابراهيم الوراق السمرقندي يقول: خرجت الي الحج، فأردت أن أمر علي رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق و الصلاح و الورع و الخير يقال له: بورق البوشنجاني - قرية من قري هراة - و أزوره و احدث به عهدي.
قال: فأتيته فجري ذكر الفضل بن شاذان، فقال بورق - و كان الفضل بن شاذان به بطن، شديد العلة، و يختلف في الليل مائة مرة الي مائة و خمسين مرة - فقال له بورق: خرجت حاجا، فأتيت محمد بن عيسي العبيدي، فرأيته شيخا فاضلا في أنفه اعوجاج - و هو القنا - و معه عدة رأيتهم مغتمين محزونين.
فقلت لهم: ما لكم؟ فقالوا: ان أبامحمد عليه السلام قد حبس، قال بورق: فحججت و رجعت ثم أتيت محمد بن عيسي، و وجدته قد انجلي ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر؟ فقال: قد خلي عنه.
قال بورق: فخرجت الي سر من رأي و معي كتاب (يوم و ليلة) فدخلت علي أبي محمد عليه السلام و أريته ذلك الكتاب فقلت له: جعلت فداك، ان رأيت أن تنظر فيه؟ فتصفحه ورقة ورقة، و قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به، فقلت له: الفضل
[ صفحه 131]
ابن شاذان شديد العلة، و يقولون انه من دعوتك بموجدتك عليه لما ذكروا عنه أنه قال: وصي ابراهيم خير من وصي محمد صلي الله عليه و آله، و لم يقل - جعلت فداك - هكذا، كذبوا عليه. فقال: نعم كذبوا عليه، رحم الله الفضل، رحم الله الفضل.
قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبومحمد عليه السلام: رحم الله الفضل [48] .
71- و عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت محبوسا مع أبي محمد عليه السلام في حبس المهتدي ابن الواثق، فقال: يا أباهاشم، ان هذا الطاغي أراد أن يتعبث بالله في هذه الليلة و قد بتر الله عمره، و جعله الله للقائم من بعده - و لم يكن له عليه السلام ولد - و سارزق ولدا.
قال أبوهاشم: فلما أصبحنا شغب الأتراك علي المهتدي، فقتلوه و ولي المعتمد مكانه، و سلمنا الله [49] .
72- و روي المسعودي بالاسناد عن محمد بن عبيدالله، قال: لما مضي أبوالحسن عليه السلام انتهبت الخزانة، فاخبر أبومحمد عليه السلام فأمر باغلاق الباب الكبير، ثم دعا بالحريم و العيال و الغلمان، فجعل يقول لواحد واحد: رد كذا و كذا، و يخبره بما أخذ فيرده حتي مما فقد من الخزانة شي ء الا رده بعلامته و عينه، و الحمد لله رب العالمين [50] .
[ صفحه 132]
73- و روي بالاسناد عن محمد بن عبيدالله، قال: لما هم المستعين في أمر أبي محمد عليه السلام بما هم، و أمر سعيد الحاجب بحمله الي الكوفة، و أن يحدث في الطريق حادثة، انتشر الخبر بذلك في الشيعة فأقلقهم، و كان بعد مضي أبي الحسن عليه السلام بأقل من خمس سنين. فكتب اليه محمد بن عبدالله و الهيثم بن سيابة: قد بلغنا - جعلنا الله فداك - خبر أقلقنا و غمنا و بلغ منا. فوقع: بعد ثلاثة أيام يأتيكم الفرج.
قال: فخلع المستعين في اليوم الثالث، و قعد المعتز، و كان كما قال [51] .
74- و عن أبي الحسين علي بن بلال و أبي يحيي النعماني، قال: ورد كتاب من أبي محمد عليه السلام و نحن حضور عند أبي طاهر بن بلال، فنظرنا فيه، فقال النعماني: فيه لحن، أو يكون النحو باطلا، و كان هذا بسر من رأي، فنحن في ذلك اذ جاءنا توقيعه، ما بال قوم يلحنوننا، و ان الكلمة نتكلم بها تنصرف علي سبعين وجها فيها كلها المخرج منها و الحجة [52] .
75- و عن أبي الحسن الموسوي الخيبري، قال: حدثني أبي، أنه كان يغشي أبامحمد عليه السلام بسر من رأي كثيرا، و أنه أتاه يوما فوجده و قد قدمت اليه دابته ليركب الي دار السلطان، و هو متغير اللون من الغضب، و كان يجيئه رجل من العامة، فاذا ركب دعا له و جاء بأشياء يشنع بها عليه، فكان عليه السلام يكره ذلك، فلما
[ صفحه 133]
كان ذلك اليوم زاد الرجل في الكلام و ألح، فسار حتي انتهي الي مفرق الطريقين، و ضاق علي الرجل أحدهما من الدواب، فعدل الي طريق يخرج منه و يلقاه فيه، فدعا عليه السلام ببعض خدمه، و قال له: امض فكفن هذا! فتبعه الخادم، فلما انتهي عليه السلام الي السوق و نحن معه خرج الرجل من الدرب ليعارضه، و كان في الموضع بغل واقف فضربه البغل فقتله، و وقف الغلام فكفنه كما أمره و سار عليه السلام و سرنا معه [53] .
پاورقي
[1] الثاقب في المناقب: 575 / 522، الخرائج و الجرائح 1: 441 / 23، مناقب ابن شهر آشوب 4: 425، نور الأبصار: 184، الصواعق المحرقة: 124، احقاق الحق 12: 264، بحارالأنوار 50: 270، 37.
[2] الزبير، و هو ابن جعفر المتوكل، المعروف بالمعتز، و قد قتل في زمان الامام الحسن العسكري عليه السلام.
[3] الثاقب في المناقب: 576 / 523، غيبة الطوسي: 124، الخرائج و الجرائح 1: 451 / 36.
[4] الغيبة للطوسي: 124، بحارالأنوار 50: 251 / 5.
[5] الثاقب في المناقب: 576.
[6] كذا ورد في هذا الخبر و في أخبار اخري تأتي في هذا الفصل، و الظاهر أنه مصحف (المعتز) لأن المستعين مات في زمان أبيه الامام الهادي عليه السلام.
[7] الثاقب في المناقب: 576 / 524، غيبة الطوسي: 122، الخرائج و الجرائح 1: 429 / 8، بحارالأنوار 50: 248 / 2.
[8] الثاقب في المناقب: 576 / 525، الكافي 1: 426 / 10، اعلام الوري: 372، الخرائج و الجرائح 1: 425 / 12، بحارالأنوار 50: 267 / 27، المناقب 4: 432، اثبات الوصية: 211.
[9] كان صالح بن وصيف رئيس الامراء في خلافة المهتدي، قتل سنة 256 ه.
[10] خف له: أسرع الي خدمته.
[11] الجونة: الخابية مطلية بالقار.
[12] المنة - بالضم -: القوة.
[13] الثاقب في المناقب: 577 / 526، الخرائج و الجرائح 2: 682 / 1 و 683 / 2، المناقب 4: 437، اعلام الوري: 354، نورالأبصار: 183، بحارالأنوار 50: 254 / 10.
[14] الثاقب في المناقب: 578 / 527، الكافي 1: 426 / 14، الفصول المهمة: 286، الخرائج و الجرائح 1: 427 / 6، مناقب ابن شهر آشوب 4: 432، اعلام الوري: 370.
[15] أي: عن ظهرها.
[16] اعلام الوري: 375، الكافي 1: 427 / 16، المناقب 4: 436، بحارالأنوار 50: 308 / 5.
[17] هذا كلام عم الراوي، و قوله: «فقام» رجوع الي سياق أول الكلام.
[18] بحارالأنوار 50: 247 / 1.
[19] بحارالأنوار 50: 264 / 23.
[20] الثاقب في المناقب: 518 / 573، الكافي 1: 430 / 25، مناقب ابن شهر آشوب 4: 433.
[21] الثاقب في المناقب: 573 / 519، اثبات الوصية: 317، الخرائج و الجرائح 1: 438 / 16، الهداية الكبري: 386، بحارالأنوار 50: 268 / 30.
[22] الارشاد 2: 329، الكافي 1: 425 / 7، المناقب 4: 431، بحارالأنوار 50: 280 / 55.
[23] في الكافي: بريحة، و الظاهر أنه ابن اترجة، و هو عبدالله بن محمد بن داود الهاشمي، المعروف بابن اترجة، و كان من ندماء المتوكل، و مشهورا بالنصب و البغض لعلي عليه السلام، و قد قتل بيد عيسي بن جعفر و علي بن يزيد الحسنيين بالكوفة قبل موت المعتز بأيام. راجع الكامل في التأريخ 7: 56، تأريخ الطبري 9: 388.
[24] و هو ابن اترجة المشار اليه آنفا.
[25] الكافي 1: 423 / 2، المناقب 4: 436، بحارالأنوار 50: 277 / 51، الارشاد 2: 325.
[26] بحارالأنوار 50: 269 / 31.
[27] بحارالأنوار 50: 270 / 36.
[28] بحارالأنوار 50: 272 / 40.
[29] بحارالأنوار 50: 273 / 43.
[30] بحارالأنوار 50: 274 / 44.
[31] بحارالأنوار 50: 275 / 48.
[32] المناقب 4: 427، بحارالأنوار 50: 282 / 59.
[33] أي: خل سبيله و ارفق به.
[34] المناقب 4: 428 - 427، بحارالأنوار 50: 283 / 60.
[35] المناقب 429: 4، بحارالأنوار 50: 284.
[36] التجفاف: آلة للحرب يتقي بها كأنها الدرع.
[37] المناقب 4: 439، بحارالأنوار 50: 288.
[38] المناقب 4: 440، بحارالأنوار 50: 288.
[39] بحارالأنوار 50: 290 / 65.
[40] كشف الغمة 3: 302، بحارالأنوار 50: 290.
[41] كشف الغمة 3: 304، المناقب 4: 433، بحارالأنوار 50: 292، الثاقب في المناقب: 580 / 529، الكافي 1: 430 / 26.
[42] كشف الغمة 3: 304، بحارالأنوار 50: 293 / 66.
[43] كشف الغمة 3: 305، المناقب 4: 428، بحارالأنوار 50: 293.
[44] كشف الغمة 3: 305، بحارالأنوار 50: 294 / 68.
[45] كشف الغمة 3: 307، بحارالأنوار 50: 295.
[46] كشف الغمة 3: 293، بحارالأنوار 50: 296.
[47] كشف الغمة 3: 296، بحارالأنوار 50: 298.
[48] بحارالأنوار 50: 299 / 74، رجال الكشي: 451.
[49] غيبة الطوسي: 132، المناقب 4: 430، بحارالأنوار 50: 303 / 79.
[50] اثبات الوصية: 239.
[51] اثبات الوصية: 239.
[52] اثبات الوصية: 244.
[53] غيبة الطوسي: 123.