بازگشت

في ظهور آياته في الجماد و الحيوان و غيره


76- عن أحمد بن الحارث القزويني، قال: كنت مع أبي بسر من رأي نتعاطي البيطرة في مربط أبي محمد عليه السلام، و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا، و كان يمنع ظهره من السرج و من اللجام، و كان قد جمع عليه الرواض، فلم تكن لهم حيلة في ركوبه، فقال له بعض ندمائه: يا أميرالمؤمنين، ألا تبعث الي أبي محمد الحسن بن الرضا حتي يجي ء، فاما أن يركبه [و اما أن يقتله] فنستريح منه، فبعث الي أبي محمد عليه السلام، و مضي أبي معه.

قال أبي: فلما وصل الي الدار كنت معه، فنظر الي البغل واقفا في صحن الدار، فعدل اليه و وضع يده علي كفله، قال: فنظرت الي البغل و قد عرق حتي سال العرق منه.

ثم صار الي المستعين فسلم عليه، فرحب و قرب و قال: يا أبامحمد، الجم هذا البغل، فقال أبومحمد عليه السلام لأبي: الجمه يا غلام، فقال له المستعين: الجمه أنت، فوضع عليه السلام طيلسانه فألجمه.



[ صفحه 134]



ثم رجع الي مجلسه فقعد، فقال له: يا أبامحمد، أسرجه، فقال لأبي: «أسرجه يا غلام»، فقال المستعين: أسرجه أنت يا أبامحمد، فقال عليه السلام: «و أسرجه» و رجع.

فقال له: أتري أن تركبه؟ فقال: «نعم»، فقام فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثم ركضه في الدار، ثم حمله علي الهملجة [1] فمشي أحسن مشي يكون، ثم رجع فنزل، فقال له المستعين: يا أبامحمد، كيف رأيته؟ فقال: «يا أميرالمؤمنين، ما رأيت مثله، حسنا»، فقال: خذه فهو لك، فقال: «أراه و ما يصلح أن يكون مثله الا لأميرالمؤمنين».

فقال: يا أبامحمد، ان أميرالمؤمنين قد حملك عليه، فقال عليه السلام لأبي: «يا غلام خذه» فأخذه أبي فقاده [2] .

77- و مما شاهده أبوهاشم رحمه الله من دلائله عليه السلام ما ذكره أبوعبدالله أحمد



[ صفحه 135]



ابن محمد بن عياش قال: حدثني أبوعلي أحمد بن محمد بن يحيي العطار، و أبوجعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القميان، قالا: حدثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدثنا داود بن القاسم الجعفري، عن أبي هاشم، قال: كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فأذن له، فاذا هو رجل جميل طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية، فرد عليه بالقبول، و أمره بالجلوس فجلس الي جنبي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟

فقال أبومحمد: هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي عليها، ثم قال: هاتها، فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس، فأخذها و أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، و كأني أقرأ الخاتم الساعة «الحسن بن علي».

فقلت لليماني: رأيته قط قبل هذا؟ فقال: لا و الله و اني منذ دهر حريص علي رؤيته حتي كان الساعة أتاني شاب لست أراه قال: قم فادخل فدخلت، ثم نهض و هو يقول: (رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ذرية بعضها من بعض) أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أميرالمؤمنين و الأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين، و اليك انتهت الحكمة و الامامة، و انك ولي الله الذي لا عذر لأحد في الجهل به.

فسألت عن اسمه فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن ام غانم، و هي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أميرالمؤمنين عليه السلام.

قال أبوهاشم الجعفري في ذلك:



بدرب الحصا مولي لنا يختم الحصي

له الله أصفي بالدليل و أخلصا



و أعطاه آيات الامامة كلها

كموسي و فلق البحر و اليد و العصا



و ما قمص الله النبيين حجة

و معجزة الا الوصيين قمصا



[ صفحه 136]



و ان كنت مرتابا بذاك فقصره

من الأمر أن تتلو الدليل و تفحصا



قال أبوعبدالله بن عياش: هذه ام غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة، و هي ام الندي حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية، و هي غير صاحبة الحصاة الاولي التي طبع فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين عليه السلام فانها ام سليم، و كانت وارثة الكتب، فهن ثلاثة، و لكل واحدة منهن خبر [3] .

78- و روي الكليني بالاسناد عن أبي هاشم الجعفري، قال: شكوت الي أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام الحاجة، فحك بسوطه الأرض، فأخرج منها سبيكة فيها نحو الخمسمائة دينار، فقال: خذها يا أباهاشم و اعذرنا [4] .

79- و عن علي بن محمد، عن جماعة من أصحابنا، قالوا: لما سلم أبومحمد عليه السلام الي نحرير [5] ، فكان يضيق عليه و يؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله، ألا تدري من في منزلك؟! و عرفته صلاحه و عبادته، و قالت: اني أخاف عليك منه.

فقال: و الله لأرمينه بين السباع. ثم استأذن في ذلك فاذن له، فرمي به اليها،



[ صفحه 137]



و لم يشكوا في أكلها له، فنظروا الي الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه عليه السلام قائما يصلي و حوله السباع، فامر باخراجه الي داره [6] .

80- و عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري، قال: كنت في دهليز أبي علي محمد بن همام رحمه الله علي دكة، اذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة، فسلم علي أبي علي بن همام فرد عليه السلام و مضي.

فقال لي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا شاكري [7] لسيدنا أبي محمد عليه السلام، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا؟ قلت: نعم. فقال لي: معك شي ء تعطيه؟ فقلت له: معي درهمان صحيحان. فقال: هما يكفيانه.

فمضيت خلفه فلحقته، فقلت له: أبوعلي يقول لك: تنشط للمصير الينا؟ فقال: نعم. فجئنا الي أبي علي بن همام، فجلس اليه، فغمزني أبوعلي أن اسلم اليه الدرهمين فقال لي: ما يحتاج الي هذا، ثم أخذهما، فقال له أبوعلي بن همام: يا أباعبدالله محمد، حدثنا عن أبي محمد بما رأيت.

فقال: كان استاذي صالحا من بين العلويين لم أرقط مثله، و كان يركب بسرج صفته بزيون [8] مسكي و أزرق، قال: و كان يركب الي دار الخلافة بسر من رأي في كل اثنين و خميس.



[ صفحه 138]



قال: و كان يوم النوبة يحضر من الناس شي ء عظيم، و يغص الشارع بالدواب و البغال و الحمير و الضجة، فلا يكون لأحد موضع يمشي و لا يدخل بينهم.

قال: فاذا جاء استاذي سكنت الضجة، و هدأ صهيل الخيل و نهاق الحمير، قال: و تفرقت البهائم حتي يصير الطريق واسعا لا يحتاج أن يتوفي من الدواب... ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فاذا أراد الخروج و صاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس و صهيل الخيل و تفرقت الدواب حتي يركب و يمضي.

و قال الشاكري: و استدعاه يوما الخليفة، و شق ذلك عليه، و خاف أن يكون قد سعي به اليه بعض من يحسده علي مرتبته من العلويين و الهاشميين، فركب و مضي اليه، فلما حصل في الدار قيل له: ان الخليفة قد قام، و لكن اجلس في مرتبتك أو انصرف.

قال: فانصرف و جاء الي سوق الدواب، و فيها من الضجة و المصادمة و اختلاف الناس شي ء كثير، فلما دخل اليها سكن الناس، و هدأت الدواب.

قال: و جلس الي نخاس كان يشتري له الدواب، قال: فجي ء له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه. قال: فباعوه اياه بوكس [9] ، فقال لي: يا محمد، قم فاطرح السرج عليه، قال: فقلت: انه لا يقول لي ما يؤذيني، فحللت الحزام، و طرحت السرج، فهدأ و لم يتحرك، و جئت به لأمضي به، فجاء النخاس فقال لي: ليس يباع، فقال لي: سلمه اليهم. قال: فجاء النخاس ليأخذه، فالتفت اليه التفاتة ذهب منه منهزما.



[ صفحه 139]



قال: فركب و مضينا فلحقنا النخاس فقال: صاحبه يقول: أشفقت أن يرد، فان كان علم ما فيه من الكبس فليشتره، فقال له استاذي: قد علمت. فقال: قد بعتك. فقال لي: خذه، فأخذته و جئت به الي الاصطبل، فما تحرك و لا آذاني ببركة استاذي.

فلما نزل جاء اليه و أخذ اذنه اليمني فرقاه [10] ، ثم أخذ اذنه اليسري فرقاه، فو الله لقد كنت أطرح الشعير له فافرقه بين يديه فلا يتحرك، هذا ببركة استاذي.

قال أبومحمد: قال أبوعلي بن همام: هذا الفرس يقال له: الصؤول. قال: يرجم بصاحبه حتي يرجم به الحيطان و يقوم علي رجليه و يلطم صاحبه.

قال محمد الشاكري: كان استاذي أصلح من رأيت من العلويين و الهاشميين... كان يجلس في المحراب و يسجد، فأنام و أنتبه و أنام و هو ساجد، و كان قليل الأكل، كان يحضره التين و العنب و الخوخ، و ما شاكله، فيأكل منه الواحدة و الثنتين، و يقول: شل هذا يا محمد الي صبيانك، فأقول: هذا كله! فيقول: خذه، ما رأيت قط أسدي منه [11] .

81- و قال أبوهاشم: ان أبامحمد عليه السلام ركب يوما الي الصحراء فركبت معه. فبينما هو يسير قدامي و أنا خلفه، اذ عرض لي فكر في دين علي قد حان أجله، فجعلت افكر في أي وجه قضاؤه، فالتفت الي و قال: الله يقضيه، ثم انحني علي قربوس سرجه، فخط بسوطه خطة في الأرض فقال: يا أباهاشم، انزل فخذ



[ صفحه 140]



و اكتم، فنزلت و اذا سبيكة ذهب. قال: فوضعتها في خفي و سرنا.

فعرض لي الفكر، فقلت: ان كان فيها تمام الدين و الا فاني ارضي صاحبه بها، و يجب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء، و ما نحتاج اليه فيه من كسوة و غيرها. فالتفت الي ثم انحني ثانية، فخط بسوطه مثل الاولي، ثم قال: انزل و خذ و اكتم. قال: فنزلت فاذا بسبيكة، فجعلتها في الخف الآخر.

و سرنا يسيرا، ثم انصرف الي منزله و انصرفت الي منزلي، فجلست و حسبت ذلك الدين، و عرفت مبلغه، ثم و زنت سبيكة الذهب، فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت و لا نقصت، ثم نظرت ما نحتاج اليه لشتوتي من كل وجه، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه علي الاقتصاد بلا تقتير و لا اسراف، ثم و زنت سبيكة الفضة، فخرجت علي ما قدرته ما زادت و لا نقصت [12] .

82- و عن محمد بن عبدالله، قال: وقع أبومحمد عليه السلام و هو صغير في بئر الماء، و أبوالحسن عليه السلام في الصلاة، و النسوان يصرخن، فلما سلم قال: لا بأس، فرأوه و قد ارتفع الماء الي رأس البئر و أبومحمد عليه السلام علي رأس الماء يلعب بالماء [13] .

83- قال أبوجعفر الطبري الامامي: دخل علي الحسن بن علي عليه السلام قوم من سواد العراق يشكون قلة الأمطار، فكتب لهم كتابا فامطروا، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الأرض فأمسك المطر [14] .



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] الهملجة: مشي شبيه بالهرولة.

[2] الثاقب في المناقب: 579 / 528، الكافي 1: 424 / 24، الخرائج و الجرائح 1: 432 / 11، المناقب 4: 438، روضة الواعظين: 248، بحارالأنوار 50: 265 / 25.

و قال العلامة المجلسي رحمه الله معلقا علي هذا الحديث: يشكل هذا بأن الظاهر أن هذه الواقعة كانت في أيام امامة أبي محمد عليه السلام بعد وفاة أبيه عليه السلام و هما كانتا في جمادي الآخرة سنة 254 ه كما ذكره الكليني و غيره، فكيف يمكن أن تكون هذه في زمان المستعين، فلابد اما من تصحيف المعتز بالمستعين، و هما متقاربان صورة، أو تصحيف أبي الحسن بالحسن، و الأول أظهر للتصريح بأبي محمد عليه السلام في مواضع، و كون ذلك قبل امامته عليه السلام في حياة والده - و ان كان ممكنا - لكنه بعيد. مرآة العقول 6: 151.

[3] الثاقب في المناقب: 561 / 500، الكافي 1: 347 / 4، اثبات الوصية: 211، غيبة الطوسي: 122، الخرائج و الجرائح 1: 428 / 7، مناقب ابن شهر آشوب 4: 441، اعلام الوري: 371.

[4] الكافي 1: 425 / 5، المناقب 4: 431، بحارالأنوار 50: 279 / 53، الارشاد 2: 328.

[5] و هو نحرير الخادم، من خواص خدم بني العباس.

[6] الثاقب في المناقب: 580 / 530، الخرائج و الجرائح 1: 437 / 15، المناقب 4: 430، الكافي 1: 430 / 26، بحارالأنوار 50: 309 / 7.

[7] أي: أجير أو مستخدم.

[8] البزيون: السندس.

[9] الوكس: النقص.

[10] أي: عوذه.

[11] غيبة الطوسي: 129، بحارالأنوار 50: 251 / 6.

[12] بحارالأنوار 50: 259 / 20.

[13] بحارالأنوار 50: 274 / 45.

[14] دلائل الامامة: 426، نوادر المعجزات: 191 / 2.