في طي الأرض و الاختفاء
97- و عن جعفر بن الشريف الجرجاني، قال: حججت سنة، فدخلت علي أبي محمد عليه السلام بسر من رأي، و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال، فأردت أن أسأله الي من أدفعه؟ فقال قبل أن أقول ذلك: ادفع ما معك الي المبارك خادمي. قال: ففعلت و خرجت و قلت: ان شيعتك بجرجان يقرأون عليك السلام. قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلي.
قال: فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي مائة و سبعين يوما، و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار، فأعلمهم أني اوافيهم في ذلك في آخر النهار، وامض راشدا، فان الله سيسلمك و يسلم ما معك، فتقدم علي أهلك و ولدك، و يولد لولدك الشريف ابن فسمه الصلت بن
[ صفحه 149]
الشريف بن جعفر بن الشريف، و سيبلغ الله به و يكون من أوليائنا.
فقلت: يابن رسول الله، ان ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني هو من شيعتك كثير المعروف الي أوليائك يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم، و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان.
فقال: شكر الله لأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا، و غفرله ذنوبه، و رزقه ذكرا سويا، قائلا بالحق. فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد.
قال: فانصرفت من عنده و حججت فسلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر علي ما ذكره عليه السلام و جاءني أصحابنا يهنئوني، فوعدتهم أن الامام عليه السلام و عدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم، فتأهبوا لما تحتاجون اليه، و اغدوا في مسائلكم و حوائجكم كلها.
فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري، فوالله ما شعرنا الا و قد وافانا أبومحمد عليه السلام فدخل الينا و نحن مجتمعون، فسلم هو أولا علينا، فاستقبلناه و قبلنا يده.
ثم قال: اني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن اوافيكم في آخر هذا اليوم، فصليت الظهر و العصر بسر من رأي، و صرت اليكم لاجدد بكم عهدا، و ها أنا قد جئتكم الآن، فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها.
فأول من ابتدأ المسألة النضر بن جابر، قال: يابن رسول الله، ان ابني جابرا اصيب ببصره منذ شهر، فادع الله له أن يرد اليه عينيه، قال: فهاته [فأتاه به] فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا، ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم، و أجابهم الي كل ما سألوه حتي قضي حوائج الجميع، و دعا لهم بخير، فانصرف
[ صفحه 150]
من يومه ذلك [1] .
98- و عن أبي يعقوب اسحاق بن أبان، قال: كان أبومحمد عليه السلام يبعث الي أصحابه و شيعته: صيروا الي موضع كذا و كذا، و الي دار فلان بن فلان العشاء و العتمة في ليلة كذا، فانكم تجدوني هناك، و كان الموكلون به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه عليه السلام بالليل و النهار، و كان يعزل في كل خمسة أيام الموكلين و يولي آخرين بعد أن يجدد عليهم الوصية بحفظه و التوفر علي ملازمة بابه.
فكان أصحابه و شيعته يصيرون الي الموضع، و كان عليه السلام قد سبقهم اليه، فيرفعون حوائجهم اليه، فيقضيها لهم علي منازلهم و طبقاتهم، و ينصرفون الي أماكنهم بالآيات و المعجزات و هو عليه السلام في حبس الأضداد [2] .
[ صفحه 151]
پاورقي
[1] بحارالأنوار 50: 262 / 22.
[2] بحارالأنوار 50: 304 / 80.