بازگشت

المأثور من تفسيره للقرآن


لقد أبدي أهل البيت عليهم السلام اهتماما بالغا بالقرآن الكريم منذ عهد أميرالمؤمنين عليه السلام الذي يعتبر أول من تصدي لجمع القرآن حسب ترتيب النزول و جاء به كملا أي شاملا للتنزيل و التأويل، و قد أصبح لهم عليهم السلام منهج معروف في تفسير القرآن الكريم، و ذلك لشدة اهتمامهم به باعتباره الثقل الأكبر الذي خلفه الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله في هذه الامة، و لكونهم عدول القرآن و أحد الثقلين بعد كتاب الله، فهم الخلفاء الحقيقيون لصاحب الرسالة و أدري الناس بتفسيره و معرفة أسراره و أعلم بعمومه و خصوصه و مطلقه و مقيده و ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه.

و الخطوط الرئيسية لمنهج أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن تتمثل في تفسير القرآن بالقرآن و تنزيه الخالق عن التجسيم و الوصف و الرؤية و تنزيه الأنبياء عن المعاصي و قولهم بصيانة القرآن الكريم من التحريف مضافا الي جملة عقائدهم المعروفة لدي الذين مارسوا حديثهم عليهم السلام أو اطلعوا علي كتب الكلام و العقائد الامامية.

و ليس من شك أن حديث أهل البيت عليهم السلام المأثور في التفسير يعتبر من أهم



[ صفحه 172]



مفاتيح معرفة الكتاب الكريم، و لا يمكن لأي مفسر يريد أن يفهم كتاب الله تعالي علي الوجه الصحيح أن يستغني عما اثر عنهم عليهم السلام في هذا المجال، أو أن يغض النظر عن الخطوط الأساسية التي رسموها لفهم القرآن الكريم.

و لقد جمع سلفنا الصالح موسوعات جليلة في التفسير المأثور عن أهل البيت عليهم السلام، منها تفسير العياشي و تفسير القمي و تفسير فرات و غيرها و من موسوعات المتأخرين التي تضم التفاسير المتقدمة الي جانب الروايات المبثوثة في كتب الحديث مثل: تفسير (البرهان) للسيد هاشم البحراني المتوفي سنة 1107 ه، و (نور الثقلين) للشيخ جمعة العروسي المتوفي سنة 1112 ه.

و الامام أبومحمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام كان من أئمة المفسرين، فقد اثر عنه تفسير خاص عرف بتفسير الامام العسكري عليه السلام، و قبل أن نتحدث عنه نعرض بعضا من آي الكتاب الكريم التي فسرها الامام العسكري عليه السلام، و قد رتبناها وفقا لترتيب السور و الآيات في القرآن الكريم.