بازگشت

في تفسير البسملة و فضلها


4- روي المسعودي و الحراني بالاسناد عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبامحمد عليه السلام يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) أقرب الي اسم الله الأعظم من سواد العين الي بياضها [1] .

5- و روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن أبي الحسن علي بن محمد بن سيار و أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد عليه السلام في قول الله عزوجل: (بسم الله الرحمن الرحيم).

قال عليه السلام: (الله) هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه، و تقطع الأسباب من جميع ما سواه. يقول: (بسم الله) أي أستعين علي اموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له، المغيث اذا استغيث، و المجيب اذا دعي، و هو ما قال رجل للصادق عليه السلام: يابن رسول الله، دلني علي الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون و حيروني، فقال له: يا عبدالله، هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم. قال: فهل كسربك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟ قال: نعم. قال: فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر علي أن يخلصك من ورطتك؟ فقال: نعم.

قال الصادق عليه السلام: فذلك الشي ء هو الله القادر علي الانجاء حيث لا منجي، و علي الاغاثة حيث لا مغيث. ثم قال الصادق عليه السلام: و لربما ترك بعض شيعتنا في



[ صفحه 175]



افتتاح أمره (بسم الله الرحمن الرحيم) فيمتحنه الله بمكروه لينبهه علي شكر الله تبارك و تعالي و الثناء عليه و يمحق عنه و صمة تقصيره عند تركه قول (بسم الله الرحمن الرحيم).

قال عليه السلام: و قام رجل الي علي بن الحسين عليه السلام فقال: أخبرني عن معني (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال علي بن الحسين عليه السلام: حدثني أبي، عن أخيه الحسن، عن أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام أن رجلا قام اليه، فقال: يا أميرالمؤمنين، أخبرني عن (بسم الله الرحمن الرحيم) ما معناه؟ فقال: ان قولك (الله) أعظم اسم من أسماء الله عزوجل، و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمي به غير الله، و لم يتسم به مخلوق.

فقال الرجل: فما تفسير قوله: (الله)؟ قال: هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء عن جميع من هو دونه، و تقطع الأسباب من كل من سواه، و ذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا و متعظم فيها و ان عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه اليه، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع الي الله عند ضرورته وفاقته حتي اذا كفي همه عاد الي شركه.

أما تسمع الله عزوجل يقول: (قل أرأيتكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين - بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء و تنسون ما تشركون) [2] .

فقال الله عزوجل لعباده: أيها الفقراء الي رحمتي، اني قد ألزمتكم الحاجة الي



[ صفحه 176]



في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته، فاني ان أردت أن اعطيكم لم يقدر غيري علي منعكم، و ان أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري علي اعطائكم، فأنا أحق من سئل، و أولي من تضرع اليه، فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم: (بسم الله الرحمن الرحيم) أي أستعين علي هذا الأمر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره، المغيث اذا استغيث، المجيب اذا دعي، الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا، الرحيم بنا في أدياننا و دنيانا و آخرتنا، خفف علينا الدين و جعله سهلا خفيفا، و هو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه.

ثم قال عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من حزنه أمر تعاطاه فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) و هو مخلص لله يقبل اليه لم ينفك من احدي اثنتين: اما بلوغ حاجته في الدنيا، و اما يعدله عند ربه و يدخر لديه، و ما عندالله خير و أبقي للمؤمنين [3] .


پاورقي

[1] اثبات الوصية: 242، تحف العقول: 487.

[2] الأنعام 40: -41.

[3] التوحيد: 231 / 5، بحارالأنوار 92: 244 -240 / 48.