بازگشت

سند التفسير


جاء في أول التفسير: قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن دقاق: حدثني الشيخان الفقيهان أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، و أبومحمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمهما الله، قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رحمه الله، قال: أخبرنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترابادي الخطيب رحمه الله، قال: حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد، و أبوالحسن علي بن محمد بن سيار - و كانا من الشيعة الامامية - قالا:



[ صفحه 211]



كان أبوانا اماميين، و كانت الزيدية هم الغالبون بأستراباد، و كنا في امارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي الي الحق امام الزيدية، و كان كثير الاصغاء اليهم، يقتل الناس بسعاياتهم، فخشيناهم علي أنفسنا، فخرجنا بأهلينا الي حضرة الامام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبي القاسم عليه السلام، فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات، ثم استأذنا علي الامام الحسن بن علي عليه السلام، فلما رآنا قال: مرحبا بالآوين الينا، المتلجئين الي كنفنا، قد تقبل الله تعالي سعيكما، و آمن روعكما، و كفاكما أعداءكما، فانصرفا آمنين علي أنفسكما و أموالكما. فعجبنا من قوله ذلك لنا، مع أنا لم نشك في صدق مقاله.

قلنا: فماذا تأمرنا أيها الامام أن نصنع في طريقنا الي أن ننتهي الي بلد خرجنا منه، و كيف ندخل ذلك البلد و منه هربنا، و طلب سلطان البلد لنا حثيث و وعيده ايانا شديد؟!

فقال عليه السلام: خلفا علي ولديكما هذين لأفيدهما العلم الذي يشرفهما الله تعالي به، ثم لا تحفلا بالسعاية، و لا بوعيد المسعي اليه، فان الله عزوجل يقصم السعاة و يلجئهم الي شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه.

قال أبويعقوب و أبوالحسن: فأتمرا لما امرا، و خرجا و خلفانا هناك، و كنا نختلف اليه، فيتلقانا ببر الآباء و ذوي الأرحام الماسة.

فقال لنا ذات يوم: اذا أتاكما خبر كفاية الله عزوجل أبويكما و اخزائه أعداءهما و صدق و عدي اياهما، جعلت من شكر الله عزوجل أن افيدكما تفسير القرآن مشتملا علي بعض أخبار آل محمد صلي الله عليه و آله فيعظم الله تعالي بذلك شأنكما.

قالا: ففرحنا و قلنا: يابن رسول الله، فاذن نأتي علي جميع علوم القرآن و معانيه؟



[ صفحه 212]



قال عليه السلام: كلا، ان الصادق عليه السلام علم - ما اريد أن اعلمكما - بعض أصحابه ففرح بذلك، و قال: يابن رسول الله، قد جمعت علم القرآن كله؟ فقال عليه السلام: قد جمعت خيرا كثيرا، و اوتيت فضلا واسعا، لكنه مع ذلك أقل قليل من أجزاء علم القرآن، ان الله عزوجل يقول: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا) [1] ، و يقول: (و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) [2] .

و هذا علم القرآن و معانيه، و ما اودع من عجائبه، فكم تري مقدار ما أخذته من جميع هذا القرآن؟ ولكن القدر الذي أخذته قد فضلك الله تعالي به علي كل من لا يعلم كعلمك، و لا يفهم كفهمك.

قالا: فلم نبرح من عنده حتي جاءنا فيج [3] قاصد من عند أبوينا بكتاب يذكر فيه أن الحسن بن زيد العلوي قتل رجلا بسعاية اولئك الزيدية، و استصفي ماله، ثم أتته الكتب من النواحي و الأقطار المشتملة علي خطوط الزيدية بالعذل الشديد و التوبيخ العظيم يذكر فيها أن ذلك المقتول كان من أفضل زيدي علي ظهر الأرض، و أن السعاة قصدوه لفضله و ثروته، فتنكر لهم، و أمر بقطع آنافهم و آذانهم، و أن بعضهم قد مثل به لذلك و آخرين قد هربوا، و أن العلوي ندم و استغفر، و تصدق بالأموال الجليلة بعد أن رد أموال ذلك المقتول علي ورثته، و بذل



[ صفحه 213]



لهم أضعاف دية وليهم المقتول و استحلهم. فقالوا: أما الدية فقد أحللناك منها، و أما الدم فليس الينا، انما هو الي المقتول، و الله الحاكم، و أن العلوي نذر لله عزوجل أن لا يعرض للناس في مذاهبهم.

و في كتاب أبويهما: أن الداعي الي الحق (الحسن بن زيد) قد أرسل الينا ببعض ثقاته بكتابه و خاتمه و أمانه، و ضمن لنا رد أموالنا و جبر النقص الذي لحقنا فيها و أنا صائران الي البلد، و متنجزان ما وعدنا.

فقال الامام عليه السلام: ان وعد الله حق.

فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا: أن الداعي الي الحق قد فرض لنا بجميع عداته، و أمرنا بملازمة الامام العظيم البركة الصادق الوعد.

فلما سمع الامام عليه السلام بهذا قال: هذا حين انجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن.

ثم قال عليه السلام: قد و ظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه، فالزماني و واظبا علي يوفر الله تعالي من السعادة حظوظكما.

فأول ما أملي علينا أحاديث في فضل القرآن و أهله، ثم أملي علينا التفسير بعد ذلك، فكتبنا في مدة مقامنا عنده، و ذلك سبع سنين، نكتب في بعض يوم منه مقدار ما ننشط له، فكان أول ما أملي علينا و كتبناه [4] .

هذا هو سند التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام و قصة تأليفه و بعض خصوصياته المذكورة في مقدمته، و الآن نذكر القائلين بصحته و النافين لذلك مع أدلة الفريقين.



[ صفحه 214]




پاورقي

[1] الكهف: 109.

[2] لقمان: 27.

[3] الفيج: فارسي معرب، و هو المسرع في مشيه يحمل الأخبار من بلد الي بلد.

[4] التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام: 13 - 9.