بازگشت

في عدم جواز السجود لغير الله تعالي


35- روي أحمد بن علي الطبرسي بالاسناد عن الامام العسكري عليه السلام في احتجاج النبي صلي الله عليه و آله علي مشركي العرب أنه قال لهم: لم عبدتم الأصنام من دون الله؟ قالوا: نتقرب بذلك الي الله، و قال بعضهم: ان الله لما خلق آدم و أمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا له تقربا لله، كنا نحن أحق بالسجود لآدم من الملائكة، ففاتنا ذلك، فصورنا صورته فسجدنا لها تقربا الي الله، كما تقربت الملائكة بالسجود لآدم الي الله، و كما امرتم بالسجود بزعمكم الي جهة مكة ففعلتم، ثم نصبتم بأيديكم في غير ذلك البلد محاريب فسجدتم اليها.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أخطأتم الطريق و ضللتم - الي أن قال -: أخبروني عنكم اذا عبدتم صور من كان يعبد الله فسجدتم له أو صليتم و وضعتم الوجوه الكريمة علي التراب بالسجود بها، فما الذي بقيتم لرب العالمين؟ أما علمتم أن من حق من يلزمه من يلزم تعظيمه و عبادته أن لا يساوي عبيده؟ أرأيتم ملكا أو عظيما اذا سويتموه بعبيده في حق التعظيم و الخشوع و الخضوع، أيكون في ذلك وضع من حق الكبير كما يكون زيادة في تعظيم الصغير؟ فقالوا: نعم.

قال: أفلا تعلمون أنكم من حيث تعظمون الله بتعظيم صور عباده المطيعين له تزرون علي رب العالمين.

الي أن قال: و الله عزوجل حيث أمر بالسجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره، فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه، لأنكم لا تدرون لعله يكون ما تفعلون اذ لم يأمركم به.



[ صفحه 240]



ثم قال: أرأيتم لو أذن لكم رجل في دخول داره يوما بعينه، ألكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره؟ أو لكم أن تدخلوا له دارا اخري مثلها بغير أمره؟ قالوا: لا.

قال: فالله أولي أن لا يتصرف في ملكه بغير اذنه، فلم فعلتم؟ و متي أمركم أن تسجدوا لهذه الصور؟... [1] الحديث.

36- و عن الامام العسكري عليه السلام، عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه و آله، قال: لم يكن سجودهم - يعني الملائكة - لآدم، انما كان آدم قبلة لهم، يسجدون نحوه لله عزوجل، و كان بذلك معظما مبجلا، و لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون الله، يخضع له كخضوعه لله، و يعظمه بالسجود له كتعظيمه لله [2] .

... الحديث.


پاورقي

[1] الاحتجاج: 26، الوسائل 6: 386 / 3.

[2] الاحتجاج: 53، الوسائل 6: 388 / 7.