بازگشت

دعاؤه عند الصباح


56- قال ابن طاووس: و من دعاء مولانا الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام في الصباح:

يا كبير كل كبير، يا من لا شريك له و لا وزير، يا خالق الشمس و القمر المنير، يا عصمة الخائف المستجير، يا مطلق المكبل الأسير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا راحم الشيخ الكبير، يا نور النور، يا مدبر الامور، يا باعث من في القبور، يا شافي الصدور، يا جاعل الظل و الحرور، يا عالما بذات الصدور، يا منزل الكتاب و النور و الفرقان و الزبور، يا من يسبح له الملائكة بالأبكار و الظهور.

يا دائم الثبات، يا مخرج النبات بالغدو و الآصال، يا محيي الأموات، يا منشي ء العظام الدارسات.

يا سامع الصوت، يا سابق الفوت، يا كاسي العظام البالية بعد الموت، يا من لا يشغله شغل عن شغل، يا من لا يتغير من حال الي حال، يا من لا يحتاج الي تجشم حركة و لا انتقال، يا من لا يشغله شأن عن شأن، يا من لا يحيط به موضع و لا مكان.

يا من يرد بألطف الصدقة و الدعاء عن أعنان السماء ما حتم و أبرم من سوء القضاء، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء، و يا من يمسك الرمق من المدنف العميد العليل بما قل من الغذاء، يا من يزيل بأدني الدواء ما غلظ من الداء، يا من اذا وعد وفي، و اذا توعد عفا، يا من يملك حوائج السائلين، يا من يعلم ما في ضمير الصامتين.



[ صفحه 255]



يا عظيم الخطر، يا كريم الظفر، يا من له وجه لا يبلي، يا من له ملك لا يفني، يا من له نور لا يطفا، يا من فوق كل شي ء أمره، يا من في البر و البحر سلطانه، يا من في جهنم سخطه، يا من في الجنة رحمته، يا من مواعيده صادقة، يا من أياديه فاضلة، يا من رحمته واسعة.

يا غياث المستغيثين يا مجيب دعوة المضطرين، يا من هو بالمنظر الأعلي و خلفه بالمنزل الأدني، يا رب الأرواح الفانية، يا رب الأجساد البالية، يا أبصر الناظرين، يا أسمع السامعين، يا أسرع الحاسبين، يا أحكم الحاكمين، يا أرحم الراحمين، يا واهب العطايا، يا مطلق الاساري، يا رب العزة، يا أهل التقوي و أهل المغفرة، يا من لا يدرك أمده، يا من لا يحصي عدده، يا من لا ينقطع مدده.

أشهد و الشهادة لي رفعة وعدة، و هي مني سمع و طاعة، و بها أرجو المفازة يوم الحسرة و الندامة، أنك أنت الله لا اله الا أنت، وحدك لا شريك لك، و أن محمدا عبدك و رسولك صلواتك عليه و آله، و انه قد بلغ عنك و أدي ما كان واجبا عليه لك، و انك تعطي قائما و ترزق و تمنع و ترفع و تضع و تغني و تفقر و تخذل و تنصر و تعفو و ترحم و تصفح و تجاوز عما تعلم و لا تجوز و لا تظلم، انك تقبض و تبسط و تمحو و تثبت و تبدي و تعيد و تحيي و تميت و أنت حي لا تموت.

فصل علي محمد و آله، و اهدني من عندك و أفض علي من فضلك، و انشر علي من رحمتك، و أنزل علي من بركاتك، فطالما عودتني الحسن الجميل، و أعطيتني الكثير الجزيل، و سترت علي القبيح.

اللهم فصل علي محمد و آله و عجل فرجي، و أقل عثرتي، و ارحم عبرتي، و ارددني الي أفضل عاداتك عندي، و استقبل بي صحة من سقمي وسعة من عدمي و سلامة شاملة في بدني، و بصيرة نافذة في ديني، و مهدني و أعني علي استغفارك



[ صفحه 256]



و استقالتك قبل أن يفني الأجل و ينقطع الأمل، و أعني علي الموت و كربته، و علي القبر و وحشته، و علي الميزان و خفته، و علي الصراط و زلته، و علي يوم القيامة و روعته.

و أسألك نجاح العمل قبل انقطاع الأجل، و قوة في سمعي و بصري، و استعمال العمل الصالح مما علمتني و فهمتني، انك أنت الرب الجليل و أنا العبد الضعيف و شتان ما بيننا، يا حنان يا منان يا ذاالجلال و الاكرام، و صل علي من فهمتنا و هو أقرب وسائلنا اليك ربنا، محمد و آله و عتره الطاهرين [1] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: 277.