بازگشت

في مجال التوحيد


روي الشيخ الصدوق و الشيخ الكليني بالاسناد عن سهل بن زياد، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام سنة 255: قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد، فمنهم من يقول: هو جسم، و منهم من يقول: هو صورة، فان رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه فعلت متطولا علي عبدك.



[ صفحه 324]



فوقع عليه السلام بخطه: سألت عن التوحيد، و هذا عنكم معزول، الله واحد أحد، لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، خالق و ليس بمخلوق، يخلق تبارك و تعالي و ما يشاء من الأجسام و غير ذلك، و ليس بجسم، و يصور ما يشاء و ليس بصورة، جل ثناؤه و تقدست أسماؤه أن يكون له شبيه، هو لا غيره، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير [1] .

و في مسألة الرؤية التي نفاها أئمة أهل البيت عليهم السلام و أتباعهم، روي عن الامام العسكري عليه السلام بالاسناد عن يعقوب بن اسحاق، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله كيف يعبد العبد ربه و هو لا يراه؟

فوقع عليه السلام: يا أبايوسف، جل سيدي و مولاي و المنعم علي و علي آبائي أن يري.

قال: و سألته: هل رأي رسول الله صلي الله عليه و آله ربه؟

فوقع عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي أري رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب [2] .

و من المسائل الاعتقادية ذات العلاقة بأصل التوحيد و التي كثر حولها الجدل و الحوار، هي مسألة البداء الدائرة حول فهم الآية القرآنية الكريمة (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب) [3] و البداء هو اظهار الخفي من علم الله تعالي و قضائه و قدره للخلق، و ليس هو بمعني العلم بعد الجهل كما يقال و العياذ بالله، فان



[ صفحه 325]



ذلك لا يجوز علي الخالق العزيز.

فقد أجاب الامام العسكري حين سأله أحمد بن صالح عن قول الله عزوجل: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب) بقوله: هل يمحو الا ما كان، و هل يثبت الا ما لم يكن.

و قلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام بن الحكم: انه لا يعلم بالشي ء حتي يكون، فنظر الي، فقال: تعالي الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها. قلت: أشهد أنك حجة الله [4] .

و لم يدع الامام أدني مناسبة دون أن يوجه أصحابه الي التوحيد الخالص و تصحيح اتجاه نفوسهم و التحذير من الرواسب الخفية التي تدفع بالانسان الي غير ذلك، و من ذلك قوله عليه السلام في حديث لأبي هاشم الجعفري:... ان الاشراك في الناس أخفي من دبيب الذر علي الصفا في الليلة الظلماء، أو من دبيب الذر علي المسح الأسود [5] .


پاورقي

[1] الكافي 1: 103، التوحيد: 101.

[2] الكافي 1: 95، التوحيد: 108.

[3] الرعد: 39.

[4] بحارالأنوار 50: 257.

[5] المناقب 4: 439.