بازگشت

في مجال الامامة و الولاية


وضح الامام العسكري عليه السلام معني الانتماء الي حزب الله معبرا عن قوله تعالي: (و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) [1] ، حيث كان أحد أصحابه يدعو بالقول: اللهم اجعلني في حزبك، و في زمرتك، فأقبل



[ صفحه 326]



عليه الامام العسكري عليه السلام يقول: أنت في حزبه، و في زمرته، اذ كنت بالله مؤمنا، و لرسوله مصدقا، و لأوليائه عارفا، و لهم تابعا، فأبشر ثم أبشر [2] .

فأكد عليه السلام أن الانتماء الي حزب الله ليس مجرد دعوي فارغة، و لا ادعاء مجرد، بل هو انتماء عقائدي، و رابطة فكرية و سلوكية، فمن آمن بالله تعالي و صدق برسوله، و عرف أولياء الله حقا، و اتبع طريق الهدي، فهو من حزب الله المفلحين، و بذلك فقد حدد الامام عليه السلام مبدأ الولاية لله و للرسول و للعترة الطاهرة عليهم السلام.

و كتب اليه الحسن بن ظريف قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله: ما معني قول رسول الله صلي الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

فقال عليه السلام: أراد بذلك أن جعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة [3] .

و في فضل أهل البيت عليهم السلام من كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان، قال: روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري عليه السلام: أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب، و نسوا الله رب الأرباب و النبي ساقي الكوثر في مواقف الحساب، و نظروا الطامة الكبري و نعيم دار الثواب، فنحن السنام الأعظم، و فينا النبوة و الولاية و الكرم.

نحن منار الهدي و العروة الوثقي، و الأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا، و يقتفون آثارنا، و سيظهر حجة الله علي الخلق بالسيف المسلول لاظهار الحق [4] .

و روي أنه وجد أيضا بخطه عليه السلام ما صورته: قد صعدنا ذري الحقائق بأقدام



[ صفحه 327]



النبوة و الولاية، و نورنا سبع طبقات أعلام الفتوي بالهداية، فنحن ليوث الوغي و غيوث الندي و طعان العدي، و فينا السيف و القلم في العاجل، و لواء الحمد و الحوض في الآجل، و أسباطنا حلفاء الدين و خلفاء النبيين، و مصابيح الامم و مفاتيح الكرم... [5] .

و تقدم في الفصل الخاص بالنص علي الامام الحجة عليه السلام من هذا الكتاب أن الامام العسكري عليه السلام كان قد بذل جهدا مضاعفا و نشاطا متزايدا في التمهيد لغيبة ولده الامام الحجة عليه السلام و ذلك بطرق مختلفة أشرنا الي بعضها هناك، و ذلك لأجل ترسيخ هذا المبدأ العقائدي الذي هو من صميم الدين و ضرورياته، فلو لم يبق الا يوم واحد لطول الله تعالي ذلك اليوم حتي يظهر المذخور لاقامة دولة الحق و تطبيق العدل الاسلامي علي الانسانية، فيأخذ بأيدي المستضعفين في الأرض الموتورين من دول الظلم و طواغيث الضلال و الانحراف، ليتبوؤا فيها حيث يشاءون يبدل خوفهم أمنا... و يعبدون الله لا يشركون به شيئا.

و في هذا المجال نورد حديثا واحدا رواه الشيخ الصدوق في (كمال الدين) بالاسناد عن موسي بن جعفر بن وهب البغدادي، قال: سمعت أبامحمد الحسن بن علي عليه السلام يقول: كأني بكم و قد اختلفتم بعدي في الخلف مني، أما ان المقر بالأئمة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله و رسله، ثم أنكر نبوة رسول الله صلي الله عليه و آله، و المنكر لرسول الله صلي الله عليه و آله كمن أنكر جميع أنبياء الله، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا، و المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما ان لولدي غيبة يرتاب فيها الناس الا من



[ صفحه 328]



عصمه الله عزوجل [6] .

و بذلك قطع الامام عليه السلام الطريق أمام اولئك الذين يقفون علي أحد الأئمة عليهم السلام أو تسول لهم أنفسهم بانكار الامام القائم عليه السلام؛ لأن طاعة آخرهم كطاعة أولهم، و المنكر لآخرهم كالمنكر لأولهم.

و يدخل في باب الولاية و الامامة أيضا ما روي عنه عليه السلام في علة تسمية الزهراء عليهاالسلام، حيث روي الشيخ ابن شهر آشوب عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت صاحب العسكر عليه السلام: لم سميت فاطمة الزهراء؟

فقال عليه السلام: كان وجهها يزهر لأميرالمؤمنين عليه السلام من أول النهار كالشمس الضاحية، و عند الزوال كالقمر المنير، و عند الغروب كالكوكب الدري [7] .


پاورقي

[1] المائدة: 56.

[2] المناقب 4: 439.

[3] بحارالأنوار 50: 290 / 65.

[4] بحارالأنوار 26: 264.

[5] بحارالأنوار 26: 264.

[6] كمال الدين: 409.

[7] مسند الامام العسكري عليه السلام: 72 / 6 عن المناقب.