بازگشت

اصحابه و الرواة عنه


لقد اهتم علماء الرجال بتدوين أسماء الأصحاب و الرواة و الثقات من أصحاب الأئمة عليهم السلام و ذكر آثارهم الخالدة التي تعد الاصول الاولي لتدوين الحديث و علوم الشريعة و العقائد و غيرها، فقد ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله نحو (102) من الرجال الذين رووا عن الامام العسكري عليه السلام. و استطعنا في هذا الفصل أن نعد (215) راويا عنه عليه السلام، و ذلك باعتماد ما ذكره الشيخ البرقي في رجاله و ابن شهر آشوب في مناقبه و ما ذكره مصنف المسند من الرواة عنه عليه السلام اضافة لما تقدم عن الشيخ الطوسي في الرجال.

و لو استثنينا من هؤلاة الرواة بعض المنصوص عليهم بالضعف أو الغلو، فان الباقي منهم يكون نحو (200) راو حدثوا عن الامام العسكري عليه السلام مشافهة أو مراسلة، و هذا العدد وحده كاف للرد علي بعض المغرضين الذين يروق لهم التشدق علي مدرسة الاسلام الأصيل مدرسة عترة النبي المصطفي صلي الله عليه و آله، حيث يدعي البعض أن الأئمة المتأخرين لم يكن لهم دور علمي بارز كما كان في عصر آبائهم عليهم السلام و لم تكن لهم تلك المرجعية الواسعة المعهودة في زمان آبائهم عليهم السلام.

فعلي الرغم من حالة الاضطهاد و الظلم و فرض الاقامة الجبرية علي الامام



[ صفحه 338]



العسكري عليه السلام و عزله عن قاعدته و أصحابه و مراقبة الجواسيس و عيون السلطة لسكناته و حركاته، فقد تمكنت شريحة من عشاق المعارف الالهية من الاتصال به عليه السلام بشتي الوسائل و الطرق للانتفاع بعلومه و معارفه.

و لم يكن هؤلاء الرواة علي نمط واحد، بل كانوا علي درجات متفاوتة في العلم و المعرفة، فبعضهم كانوا من ثقاته عليه السلام الذين تحملوا الرواية و التعريف بمدرسة أهل البيت عليهم السلام و تبليغ الفتاوي و الأحكام و الروايات عن الامام العسكري عليه السلام فعملوا كرواة و مبلغين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام و وكلاء و ممثلين في مختلف ديار الاسلام، و بعضهم كانوا مؤلفين قاموا بتصنيف الكتب و المؤلفات، و كان بعضهم يعرض المؤلفات عليه عليه السلام ليري فيها رأيه، و من هؤلاء بورق البوشنجاني الذي عرض عليه كتاب «يوم و ليلة» و قال له: جعلت فداك، اني رأيت أن تنظر فيه، فلما نظر فيه و تصفحه ورقة ورقة، قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به [1] .

و روي أن الفضل بن شاذان دخل علي الامام العسكري عليه السلام، فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه، فتناوله أبومحمد عليه السلام و نظر فيه، و ترحم عليه، و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان لمكان الفضل، و كونه بين أظهرهم [2] .

و كان بعضهم من العلماء الذين تتلمذوا علي الامام عليه السلام و علي أبيه من قبل، فأخذوا عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام و ساهموا في انماء العطاء العلمي في مجال الفقه و التفسير و الرواية و العقيدة و غيرها من العلوم و المعارف التي تدل علي سعة هذه المدرسة و شهرة أقطابها و التخرج منها في كل فن و علم، و تدل علي مكانة



[ صفحه 339]



الامام العلمية و سمو مقامه و متابعته لمدرسة آبائه الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين).

و في ما يلي أسماء الرواة عن الامام العسكري عليه السلام بما فيهم الثقات و العلماء و المصنفون و سواهم مرتبين حسب الحروف الهجائية:


پاورقي

[1] مسند الامام العسكري عليه السلام 140 / 2 عن رجال الكشي: 451.

[2] رجال ابن داود: 151.