بازگشت

من حضره عند وفاته


قال الشيخ الصدوق: وجدت مثبتا في بعض الكتب المصنفة في التواريخ، و لم أسمعه، عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال: مات أبومحمد عليه السلام يوم الجمعة مع صلاة الغداة، و كان في تلك الليلة قد كتب بيده كتبا كثيرة الي المدينة، و ذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون سنة 260 ه، و لم يحضره في ذلك الوقت الا صقيل الجارية و عقيد الخادم و من علم الله غيرهما.

قال عقيد: فدعا بماء قد اغلي بالمصطكي فجئنا به اليه، فقال: أبدأ بالصلاة جيئوني به، فجئنا به، و بسطنا في حجره المنديل، و أخذ من صقيل الماء، فغسل به وجهه و ذراعيه مرة مرة، و مسح علي رأسه و قدميه مسحا، و صلي صلاة الصبح علي فراشه، و أخذ القدح ليشرب، فأقبل القدح يضرب ثناياه و يده ترعد، فأخذت صقيل القدح من يده، و مضي من ساعته (صلي الله عليه) و دفن في داره بسر من رأي الي جانب أبيه عليه السلام و صار الي كرامة الله جل جلاله، و قد كمل عمره 29 سنة [1] .

و قال الشيخ عباس القمي: روي الشيخ عن أبي سهل اسماعيل بن علي النوبختي، قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام في المرضة التي مات فيها و أنا عنده، اذ قال لخادمه عقيد، و كان الخادم، أسود نوبيا، قد خدم من قبله علي بن محمد و هو ربي الحسن عليه السلام، فقال له: يا عقيد، اغل لي ماء بمصطكي، فأغلي له، ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف عليه السلام، فلما صار القدح في يديه و هم بشربه،



[ صفحه 479]



جعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام فتركه من يده، و قال لعقيد: ادخل البيت فانك تري صبيا ساجدا، فائتني به.

قال أبوسهل: قال عقيد: فدخلت أتحري فاذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه، فأوجز في صلاته، فقلت: ان سيدنا يأمرك بالخروج اليه، اذ جاءت امه صقيل، فأخذت بيده، و أخرجت الي أبيه الحسن عليه السلام.

قال أبوسهل: فلما مشي الصبي بين يديه سلم، و اذا هو دري اللون، و في شعر رأسه قطط [2] ، مفلج الأسنان، فلمأ رآه الحسن عليه السلام بكي، و قال: يا سيد أهل بيته، اسقني الماء فاني ذاهب الي ربي، و أخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده، ثم حرك شفتيه، ثم سقاه، فلما شربه قال: هيئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل، فوضاه الصبي واحدة واحدة، و مسح علي رأسه و قدميه، فقال له أبومحمد عليه السلام: ابشر بني، فأنت صاحب الزمان، و أنت المهدي، و أنت حجة الله علي أرضه، و أنت ولدي و وصيي، و أنا ولدتك، و أنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولدك رسول الله صلي الله عليه و آله، و أنت خاتم الأئمة الطاهرين، و بشربك رسول الله صلي الله عليه و آله، و سماك و كناك بذلك، عهد الي أبي عن آبائك الطاهرين (صلي الله علي أهل البيت)، ربنا انك حميد مجيد.

قال: و مات الحسن بن علي من وقته (صلوات الله عليهم أجمعين) [3] .



[ صفحه 480]




پاورقي

[1] بحارالأنوار 50: 331 / 3.

[2] القطط: الجعودة.

[3] الأنوار البهية: 271.