بازگشت

في موته شهيدا


انتهت الملاحقات العديدة التي تعرض لها الامام عليه السلام من قبل أجهزة السلطة، باقدام المعتمد رأس السلطة العباسية علي اغتيال الامام عليه السلام بالسم علي يد بعض أفراد سلطته، و من الدوافع المسببة لهذا الاقدام هو الحسد و البغض الذي يكنه تجاه الامام عليه السلام بسبب هيبته في قلوب الناس و تفوقه بالعلم و مكارم الأخلاق، و كان الدافع الرئيسي هو هاجس الخوف و الرعب الذي كان يعتري نفوس العباسيين من الامام الثاني عشر عليه السلام المنتظر لاقامة دولة الحق و ازالة دولة الباطل و قوي البغي و الضلال، فكانوا يعتقدون أنهم بقتل الامام الحادي عشر عليه السلام يستطيعون القضاء علي نسله و ذريته، و سيحافظون بذلك علي أجهزة دولتهم.

و قد كان الامام عليه السلام علي بينة من هذا الأمر، فقد روي الشيخ الصدوق و الشيخ الطوسي بالاسناد عن محمد بن يعقوب الكليني، رفعه، قال: قال أبومحمد عليه السلام حين ولد الحجة عليه السلام: زعم الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، و قد كذب الله عزوجل قولهم و الحمد لله [1] .

فقد اتفقت كلمة كثير من المحدثين و المؤرخين و النسابة علي موت الامام عليه السلام مسموما، و في ما يلي بعض من وقفنا علي كلماتهم:

1- قال الطبرسي: ذهب كثير من أصحابنا الي أنه عليه السلام مضي مسموما، و كذلك أبوه و جده و جميع الأئمة عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة.

و استدلوا علي ذلك بما روي عن الصادق عليه السلام: ما منا الا مقتول أو شهيد،



[ صفحه 481]



و الله أعلم بحقيقة الحال [2] .

2- قال الطبري في الدلائل: و ملك أحمد بن جعفر المتوكل، المعروف بالمعتمد 22 سنة و 11 شهرا، و بعد خمس سنين من ملكه استشهد ولي الله و قد كمل عمره تسعا و عشرين سنة.

و مات مسموما يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة 260 من الهجرة بسر من رأي، و دفن في داره الي جانب قبر أبيه عليه السلام [3] .

3- قال عبدالملك بن حسين بن عبدالملك العصامي المكي: الامام الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن الرضا بن موسي الكاظم، و هو الامام بعد أبيه، و حادي عشر الأئمة - الي أن قال -: معاصره: المعتز، و المهتدي، و المعتمد، عمره: ثمان و عشرين سنة، و مدة امامته: ست سنين، مات في أول خلافة المعتمد مسموما، في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة 260 بسر من رأي، و دفن عند قبر أبيه الهادي، خلف ولده محمدا وحده [4] .

4- و قال محمد أمين غالب الطويل: الامام الحادي عشر، الحسن العسكري... اشتد في زمن هذا الامام خوف العباسيين من خطر الامامة، فجعلوا يوقعون بالعلويين، و يزيدون في اضطهادهم لهم، و قد بلغ بالخليفة المتوكل الأمر الي هدم قبر ريحانة النبي صلي الله عليه و آله الحسين الشهيد عليه السلام، و تحويل المياه الي أرضه و حراثتها، و قتل من كانوا مجاورين لمرقده الشريف.



[ صفحه 482]



ولد الامام العسكري عليه السلام سنة 232 ه، و قد سجنه الخليفة المعتمد ابن المتوكل، و لما ظهرت كراماته أطلق سراحه، ثم عاد و أمر بالقاء السم في طعامه، و توفي و عمره 28 سنة، و ذلك في سنة 260 ه [5] .

5- و قال الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة): و يقال انه مات بسم، و لم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة [6] .

6- و قال العلامة محمد عبدالغفار الهاشمي الحنفي في (أئمة الهدي): و كثر أتباعه و ذاع صيته، و اتجهت اليه الأنظار، و دس له المعتمد العباسي سما فتوفي منه [7] .

7- و قال العلامة الحر العاملي في ارجوزته:



قتله بسمه المعتمد

بقوة يرق منها الجلمد [8] .



8- و في (مصباح الكفعمي): توفي عليه السلام في أول يوم من ربيع الأول، و قال في موضع آخر: في يوم الجمعة ثامنه، سمه المعتمد [9] .

9- و في (المجالس السنية) عن (الفصول المهمة)، قال: ذهب كثير من الشيعة الي أن أبامحمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام مات مسموما، و كذلك أبوه و جده [10] .



[ صفحه 483]




پاورقي

[1] كمال الدين: 407، الغيبة: 134.

[2] اعلام الوري: 367.

[3] دلائل الامامة: 423.

[4] أئمتنا عليهم السلام 2: 311 عن سمط النجوم العوالي 4: 137.

[5] أئمتنا عليهم السلام 2: 313 عن تأريخ العلويين: 170.

[6] احقاق الحق 12: 474 عن ينابيع المودة 3: 113، مطبعة العرفان بمصر.

[7] احقاق الحق 12: 475 عن أئمة الهدي: 138، طبعة القاهرة.

[8] احقال الحق 12: 462.

[9] بحارالأنوار 50: 335 / 12 عن مصباح الكفعمي: 523.

[10] المجالس السنية 5: 672.