بازگشت

تصرف السلطة


و يبدو أن المعتمد انتهج نفس اسلوب سابقيه من الحكام العباسيين الذين أمروا باغتيال الأئمة عليهم السلام و اظهار الاهتمام و التأثر و الجزع أثناء فترة الاحتضار أو الموت أو بعد ذلك، كما هو شأن الرشيد مع الامام الكاظم عليه السلام، و المأمون مع الامام الرضا عليه السلام.

فبعد أن اطمأن المعتمد من تأثر الامام عليه السلام بالسم الذي دسه بواسطة زبانيته، أبدي مظاهر الحزن و بدا منه ما لم يكن يتوقعه أحد، فقد روي ابن الصباغ في الفصول المهمة بالاسناد عن الوزير عبيدالله بن خاقان، قال: لقد ورد علي الخليفة المعتمد علي الله أحمد بن المتوكل في وقت وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام ما تعجبنا منه و لا ظننا أن مثله يكون من مثله، و ذلك أنه لما اعتل أبومحمد ركب خمسة من دار الخليفة من خدام أميرالمؤمنين و ثقاته و خاصته كل منهم نحرير فقيه و أمرهم بلزوم دار أبي محمد الحسن عليه السلام و تعرف خبره و مشاركتهم له بحاله و جميع ما يحدث له في مرضه، و بعث اليه من خدام المتطببين بملازمته.

و بعث الخليفة الي القاضي بن بختيار أن يختار عشرة ممن يثق بهم و بدينهم و أمانتهم، يأمرهم الي دار أبي محمد الحسن عليه السلام و بملازمته ليلا و نهارا، فلم يزالوا هناك الي أن توفي بعد أيام قلائل.