بازگشت

في حضور الحجة للصلاة علي أبيه


روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن علي بن محمد بن حباب، قال: حدثنا



[ صفحه 485]



أبوالأديان، قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام و أحمل كتبه الي الأمصار، فدخلت اليه في علته التي توفي فيها (صلوات الله عليه) فكتب معي كتبا و قال: تمضي بها الي المدائن، فانك ستغيب خمسة عشر يوما، فتدخل الي سر من رأي يوم الخامس عشر، و تسمع الواعية في داري، و تجدني علي المغتسل.

قال أبوالأديان، فقلت: يا سيدي، فاذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي، فهو القائم بعدي. فقلت: زدني، فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي، فقلت: زدني. فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي. ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان.

و خرجت بالكتب الي المدائن، و أخذت جواباتها، و دخلت سر من رأي يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام، فاذا أنا بالواعية في داره، و اذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، و الشيعة حوله يعزونه و يهنئونه.

فقلت في نفسي: ان يكن هذا الامام، فقد حالت الامامة، لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ، و يقامر في الجوسق [1] ، و يلعب بالطنبور، فتقدمت فعزيت و هنيت، فلم يسألني عن شي ء.

ثم خرج عقيد: فقال: يا سيدي، قد كفن أخوك، فقم للصلاة عليه، فدخل جعفر بن علي، و الشيعة من حوله يقدمهم السمان و الحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

قال: فلما صرنا بالدار، اذا نحن بالحسن بن علي عليه السلام علي نعشه مكفنا،



[ صفحه 486]



فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة و بشعره قطط و بأسنانه تفليج، فجبذ [2] رداء جعفر بن علي و قال: تأخر يا عم، فأنا أحق بالصلاة علي أبي، فتأخر جعفر و قد اربد وجهه [3] ، فتقدم الصبي فصلي عليه، و دفن الي جانب قبر أبيه.

ثم قال: يا بصري، هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها اليه، و قلت في نفسي: هذه اثنتان، بقي الهميان.

ثم خرجت الي جعفر بن علي و هو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي، من الصبي؟ ليقيم عليه الحجة. فقال: و الله ما رأيته قط و لا عرفته.

فنحن جلوس اذ قدم نفر من قم، فسألوا عن الحسن بن علي عليه السلام فعرفوا موته، فقالوا: فمن؟ فأشار الناس الي جعفر بن علي، فسلموا عليه و عزوه و هنؤوه، و قالوا: معنا كتب و مال، فتقول: ممن الكتب؟ و كم المال؟ فقام ينفض أثوابه و يقول: يريدون منا أن نعلم الغيب!

قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان و فلان، و هميان فيه ألف دينار، عشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا الكتب و المال، و قالوا: الذي وجه بك لأجل ذلك هو الامام.

فدخل جعفر بن علي علي المعتمد، و كشف له ذلك، فوجه المعتمد خدمه، فقبضوا علي صقيل الجارية، و طالبوها بالصبي فأنكرته و ادعت حملا بها لتغطي علي حال الصبي، فسلمت الي ابن أبي الشوارب القاضي، و بغتهم موت عبيدالله بن يحيي



[ صفحه 487]



ابن خاقان فجأة، و خروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت من أيديهم و الحمد لله رب العالمين [4] .

و روي الشيخ الطوسي بالاسناد عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد ربه الأنصاري الهمداني، عن أحمد بن عبدالله الهاشمي من ولد العباس، قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام بسر من رأي يوم توفي، و اخرجت جنازته و وضعت و نحن تسعة و ثلاثون رجلا قعود، ننتظر حتي خرج الينا غلام عشاري [5] حاف عليه رداء قد تقنع به، فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم و قام الناس خلفه، فصلي عليه و مشي فدخل بيتا غير الذي خرج منه.

قال أبوعبدالله الهمداني: فلقيت بمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بابراهيم ابن محمد التبريزي، فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم [6] منه شي ء، قال: فسألت الهمداني، فقلت: غلام عشاري القد أو عشاري السن، لأنه روي أن الولادة كانت سنة 256 [7] ، و كانت غيبة [8] أبي محمد عليه السلام سنة 260 ه بعد الولادة بأربع سنين.

فقال: لا أدري هكذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية و علم: عشاري القد [9] .



[ صفحه 488]




پاورقي

[1] الجوسق: القصر، و سجن معروف في ذلك الزمان تابع لدار الخلافة.

[2] جبذ: أي جذب.

[3] اربد وجهه: تغير الي الغبرة.

[4] بحارالأنوار 50: 332 / 4.

[5] أي: عشاري القد، و هو من كان طوله عشرة أشبار.

[6] أي: لم ينقص منه شي ء.

[7] المشهور أن ولادة الامام الحجة عليه السلام سنة 255 ه.

[8] أي وفاته عليه السلام.

[9] الغيبة: 155.