بازگشت

احمد بن عبيدالله بن خاقان


3- و قال أحمد بن الوزير عبيدالله بن خاقان، و هو من معاصري الامام عليه السلام:

ما رأيت و لا عرفت بسر من رأي رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي ابن محمد بن علي الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله، و كبرته عند أهل بيته و بني هاشم كافة، و تقديمهم اياه علي ذوي السن منهم و الخطر، و كذلك كانت حاله عند القواد و الوزراء و عامة الناس.

فأذكر أني كنت يوما قائما علي رأس أبي، و هو يوم مجلسه للناس، اذ دخل حجابه فقالوا: أبومحمد بن الرضا بالباب، فقال بصوت عال: ائذنوا له.

فتعجبت مما سمعت منهم، و من جسارتهم أن يكنوا رجلا بحضرة أبي، و لم يكن يكني عنده الا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكني، فدخل رجل أسمر حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حديث السن، له جلالة و هيبة حسنة.

فلما نظر أبي قام فمشي اليه خطي، و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد، فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره، و أخذ بيده و أجلسه علي مصلاه



[ صفحه 511]



الذي كان عليه، و جلس الي جنبه مقبلا عليه بوجهه، و جعل يكلمه و يفديه بنفسه، و أنا متعجب مما أري منه...

فلم تكن لي همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره، و البحث عن أمره. فما سألت أحدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس، الا وجدته عندهم في غاية الاجلال و الاعظام، و المحل الرفيع، و القول الجميل، و التقديم له علي جميع أهل بيته و مشايخه، فعظم قدره عندي، اذ لم أرله وليا و لا عدوا الا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه [1] .

و ذكر الشيخ الطوسي في (الفهرست) في ترجمة أحمد بن عبيدالله بن خاقان مجلسا له يصف فيه الامام أبامحمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام بالاسناد عن عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حضرت و حضر جماعة من آل سعد بن مالك و آل طلحة و جماعة من التجار في شعبان لاحدي عشرة ليلة مضت من سنة 278 ه مجلس أحمد بن عبيدالله بكورة قم، فجري ذكر من كان بسر من رأي من العلوية و آل أبي طالب، فقال أحمد: ما كان بسر من رأي رجل من العلوية مثل رجل رأيته يوما عند أبي عبيدالله يقال له الحسن بن علي عليه السلام، ثم وصفه و ساق الحديث [2] .


پاورقي

[1] الارشاد 2: 321.

[2] بحارالأنوار 50: 330.