السيد صالح النجفي القزويني
هو السيد صالح بن مهدي بن رضي الحسيني النجفي الشهير بالقزويني، أديب و شاعر، ولد في النجف سنة 1208 ه، و توفي سنة 1306 ه في بغداد، و دفن بالنجف، و ترك من الآثار: الدرر الغروية في رثاء العترة المصطفوية، و ديوان شعر كبير. معجم المؤلفين 5: 14.
في قصيدة له يمدح و يرثي الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام:
أيا صفوة الهادي و يا محيي الهدي
و محكم دين المصطفي و هو دارس
فكم للعدي من نعمه قد غرستها
فلم تجن الا عكس ما أنت غارس
و لما مضي الهادي أريت معاجزا
بها أرغمت من شانئيك المعاطس
و لما جفاك المستعين و ما اكتفي
بأفعاله و هو الحسود المنافس
أبنت بأن الرجس بعد ثلاثة
علي الرأس في قعر الجحيم الناكس
و بشرت في بشري حليمة نرجسا
بمولودها المولي الذي لا يقايس
و وافتك بالمهدي أنوار وجهه
تضي ء و تجلي من سناها الحنادس
و طبع الحصي في خاتم منك معجز
كعلمك بالأموات و هي دوارس
و لولاك لارتاب الأنام براهب
تصوب اذا استسقي عليها الرواجس
و أظهرت ما أخفاه من عظم مرسل
فبانت لدي الناس الامور اللوابس
بوجهك يستسقي الغمام و للعدي
بحبسك عنها الله للقطر حابس
بنفسي من نالت به (سر من رأي)
فخارا له تعنو النجوم الكوانس
بنفسي من أبكي النبي مصابه
و أظلم فيه دينه و هو شامس
بنفسي محبوسا علي حبس حقه
مضي و عليه المكرمات حبائس
بنفسي من في كل يوم تسومه
هوانا بني العباس و هي عوابس
[ صفحه 529]
بنفسي من قاسي أذي الضيم منهم
زمانا و ما فيهم به من يقايس
بنفسي مسموما تشفت به العدي
قضي و بها لم تشف منه النسائس
بنفسي مكروبا قضي بعد سمه
بكاه الموالي و العدو المشاكس
و شاب لما قد ناله كل مفرق
و كل فؤاد فيه شبت مقابس
فلو كان يوم العسكري فانه
ليوم علي الدين الحنيفي ناحس
حكي جده عمرا و سما و غربة
و مارس من أعدائه ما يمارس
و لو لم ترج منكم النفس مدركا
لأوتاركم أخنت عليها القوامس
مليك له غر الملائك جحفل
و ليث له غلب الليوث فرائس
و سمر لأوساط السراة حيازم
و بيض لهامات الكماة قلانس
سحاب ندي بالفضل يهمي و كوكب
به تزهر الدنيا و تزهو البسابس
امام الهدي أدرك بطلعتك الهدي
فقد طمست أعلامه و المدارس
عليكم سلام و السلام طهارة
لأنفسنا ما ماس للبان مائس [1] .
پاورقي
[1] المجالس السنية 5: 672.