العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
هو الشيخ محمد بن الحسن بن علي العاملي الملقب بالحر، فقيه مؤرخ أديب، ولد في قرية مشغرة من جبل عامل سنة 1033 ه، و انتقل الي جبع و منها الي لبنان فالعراق، و انتهي الي طوس بخراسان، فأقام فيها حتي وافاه الأجل سنة 1104 ه، له تصانيف معروفة و قيمة، منها: تفصيل وسائل الشيعة، و أمل الآمل، و هداية الامة الي أحكام الأئمة، الفصول المهمة و ديوان شعر، و غيرها. أعيان الشيعة 9: 167.
قال مرتجزا... في الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام:
[ صفحه 535]
قتله بسمه المعتمد
بقوه يرق منها الجلد
و عمره تسع و عشرون و قد
قيل: ثمان بعد عشرين فقد
و عاش من بعد أبيه خمسا
و قيل: ستا ثم حل الرمسا
و دفنه عند أبيه ظاهر
لقبره الأشرف نور زاهر
آياته و المعجزات جمه
نقلها الرواة و الأئمة
أخبر الحوادث العظام
قبل وقوع حادث الأيام
و كم أجاب سائلا و ما سئل
و كم أجاز سائلا و ما سئل
ذلت له الدواب و الصعاب
و مجده الأشراف لا يعاب
علومه كثيرة غزيره
كعلمه بالألسن الكثيره
أخبر بالقتل و بالممات
لجملة من طالبي الآيات
ذلت له الأعداء و السباع
و غيرت لأجله الطباع
كم استجاب الله من دعاء
له و أردي أكبر الأعداء
أخبر أقواما بما قد أضمروا
و لم يكونوا نطقوا و أظهروا
دعا لأعمي، فشفاه الله
و كم شفي الأمراض اذ دعاه
و استخرج اللؤلؤ من بحر السما
وغاص في الأرض و فضله سما
و في حديث الراهب النصراني
معجزة من أوضح البرهان
اذا كان في الحبس فصار جدب
و كان سؤل المسلمين الخصب
فخرجوا يدعون للاستسقا
ثلاثة و الأرض ليست تسقي
فخرج الراهب و النصاري
يستمطرون الصيب المدرارا
فجاءهم غيث غزير هاطل
و كلما دعوا أجاب الوابل
فافتتن الناس و راموا الرده
لما رأوا من فرج و شده
[ صفحه 536]
فطلبوا الامام حتي خرجا
ثم دعا الله فنال الفرجا
و عندما أراد يدعو الراهب
و قرب الغيث و فاز الطالب
أمر عبده الامام فأخذ
من يده عظما فعندما نبذ
انقشع الغيم و زال المطر
و زال عن دين الاله الخطر
قال الامام انه عظم نبي
فليس ما رأيتم بعجب
اذ كلما أظهر للسماء
أمطرت الغيث بلا دعاء
و طبع الحصاة حتي انطبعت
كأنه لما دعاها استمعت
كن ثلاث حصيات طبعا
فيهن كالآباء فاعجب و اسمعا
و ضرب الأرض و أخرج الذهب
فغنم السائل و الفقر ذهب
ذلت له السباع اذ رموه
و خضعت و الناس قد رأوه
كذلك الوحوش و الأطيار
و اشتهرت بذلك الأخبار
و كان يكتب الكتاب و مضي
الي الصلاة عن كتاب معرضا
فمر في قرطاسه قلمه
يكتب في الكتاب بل يختمه
بلا أصابع باذن الله مع
حضور بعض من رآه و استمع
كلمه الذئب و ذاك عجب
لكن قبوله علينا يجب
أنبع عين عسل و لبن
في داره فأعجب لفعل حسن
و مثل هذا ثابت في النقل
و ليس بالمحال عند العقل [1] .
[ صفحه 537]
پاورقي
[1] احقاق الحق 12: 462.