في ذكر بعض كلامه
قال عليه السلام: لا تمار فيذهب بهاؤك، و لا تمازح فيجتر عليك [1] .
و قال عليه السلام: من التواضع السلام علي كل من تمر به، و الجلوس دون شرف المجلس [2] .
و قال عليه السلام: من الجهل الضحك من غير عجب [3] .
و قال عليه السلام: أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب [4] .
و قال عليه السلام: المؤمن بركة علي المؤمن، و حجة علي الكافر [5] .
و قال عليه السلام: اذا نشطت القلوب فأودعوها، و اذا نفرت فودعوها [6] .
و قال عليه السلام: قلب الأحمق في فمه، و فم الحكيم في قلبه [7] .
و قال عليه السلام: لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض [8] .
و قال عليه السلام: ليس من الأدب اظهار الفرح عند المحزون [9] .
و قال عليه السلام: رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز [10] .
و قال عليه السلام: التواضع نعمة لا يحسد عليها [11] .
و قال عليه السلام: لا تكرم الرجل بما يشق عليه [12] .
و قال عليه السلام: من وعظ اخاه سرا فقد زانه، و من وعظه علانية فقد شأنه [13] .
و قال عليه السلام: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله [14] .
و قال عليه السلام: لو عقل أهل الدنيا خربت [15] .
و قال عليه السلام: أن للجود مقدارا، فاذا زاد عليه فهو سرف، و للحزم مقدارا فاذا زاد عليه فهو جبن، و للاقتصاد مقدارا، فاذا زاد عليه فهو بخل، و للشجاعة مقدارا،
[ صفحه 319]
فاذا زاد عليه فهو تهور، كفاك أدبا لنفسك تجنبك ما تكره من غيرك [16] .
و قال عليه السلام: حسن الصورة جمال ظاهر، و حسن العقل جمال باطن [17] .
و قال عليه السلام: من أنس بالله استوحش من الناس [18] .
و قال عليه السلام: من أكثر المنام رأي الأحلام، يعني أن طالب الدنيا كالنائم و ما يظفر به كالحلم [19] .
و قال عليه السلام: جعلت الخبائث في بيت، و الكذب مفاتيحها [20] .
و قال عليه السلام: من كان الورع سجيته، و الكرم طبيعته و الحلم خلته كثر صديقه، و الثناء عليه، و انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه [21] .
و قال عليه السلام: ان الوصول الي الله عزوجل سفر لا يدرك الا بامتطاء الليل، من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي [22] .
و كتب عليه السلام الي الشيخ الجليل، علي بن الحسين بن بابويه القمي المدفون بقم رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الجنة للموحدين، و النار للملحدين، و لا عدوان الا علي الظالمين، و لا اله الا الله أحسن الخالقين، و الصلاة علي خير خلقه محمد و عترته الطاهرين.
أما بعد: اوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي [23] أباالحسن علي بن
[ صفحه 320]
الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، و جعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوي الله، و اقام [24] الصلاة، و ايتآء الزكاة، فانه لا تقبل الصلاة من مانع [25] الزكاة، و اوصيك بمغفرة الذنب، و كظم الغيظ، وصلة الرحم، و مواساة الاخوان، و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر، و الحلم [26] عند الجهل، و التفقه [27] في الدين، و التثبت في الامور، و التعاهد للقرآن، و حسن الخلق، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، قال الله تعالي: (لا خير في كثير من نجويهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس) [28] ، و اجتناب الفواحش كلها، و عليك بصلاة الليل، فان النبي صلي الله عليه وآله وسلم أوصي عليا عليه السلام، فقال: «يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل»، و من استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي و امر جميع شيعتي بما أمرتك به حتي يعملوا عليه، و عليك بالصبر و انتظار الفرج، فان النبي صلي الله عليه وآله وسلم، قال: «أفضل أعمال امتي انتظار الفرج» [29] .
و لا تزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، فاصبر يا شيخي و معتمدي أباالحسن، وامر جميع شيعتي بالصبر، و (ان الأرض لله يورثها من يشآء من عباده و العاقبة للمتقين) [30] ، و السلام عليك و علي جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته، و حسبنا الله و نعم الوكيل، نعم المولي و نعم النصير [31] .
أقول: قد أكد عليه السلام التوصية بالصبر لما في الصبر من الفوائد و العوائد. قال أبوجعفر عليه السلام: الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر [32] .
[ صفحه 321]
و قال الصادق عليه السلام: اذا أدخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه، و الزكاة عن يساره، و البر مطل [33] عليه، يتنحي الصبر ناحية، فاذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال: الصبر للصلاة و الزكاة و البر: دونكم صاحبكم، فان عجزتم عنه فأنا دونه [34] .
و عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال:
اني وجدت و في الأيام تجربة
للصبر عاقبة محمودة الأثر
و قل من جد في أمر يطالبه
استصحب الصبر الا فاز بالظفر [35] .
حكي عن بعض التواريخ، أنه سخط كسري علي بزرجمهر، فحبسه في بيت مظلم، و أمر أن يصفد بالحديد، فبقي أياما علي تلك الحال، فأرسل اليه من يسأله عن حاله، فاذا هو منشرح الصدر، مطمئن النفس، فقالوا له: أنت في هذه الحالة من الضيق و نراك ناعم البال؟ فقال: اصطنعت ستة أخلاط، و عجنتها و استعملتها فهي التي أبقتني علي ما ترون، قالوا: صف لنا هذه الأخلاط لعلنا ننتفع بها عند البلوي، فقال: نعم.
أما الخلط الأول: فالثقة بالله عزوجل.
و أما الثاني: فكل مقدر كائن.
و أما الثالث: فالصبر خير ما استعمله الممتحن.
و أما الرابع: فاذا لم أصبر فماذا أصنع؟ و لا أعين علي نفسي بالجزع.
و أما الخامس: فقد تكون أشد مما أنا فيه.
و أما السادس: فمن ساعة الي ساعة فرج.
فبلغ ما قاله كسري فاطلقه و أعزه [36] .
[ صفحه 322]
پاورقي
[1] تحف العقول: ص 365، و عنه البحار: ج 75 ص 370 ضمن ح 1.
[2] تحف العقول: ص 366 و عنه البحار: ج 75 ص 372 ضمن ح 1.
[3] تحف العقول ص 366، و عنه البحار: ج 75 ص 372 ضمن ح 1.
[4] تحف العقول: ص 367، و عنه البحار: ج 75 ص 373 ضمن ح 1.
[5] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[6] بحارالأنوار: ج 75 ص 377 ضمن ح 3، نقلا عن الدرة الباهرة.
[7] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[8] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[9] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[10] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[11] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374ضمن ح 1.
[12] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[13] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[14] تحف العقول: ص 368، و عنه البحار: ج 75 ص 374 ضمن ح 1.
[15] أعلام الدين: ص 313، و عنه البحار: ج 75 ص 379 ضمن ح 4.
[16] الدر النظيم: الباب الثالث عشر فصل في ذكر شي ء من كلامه عليه السلام «مخطوطة».
[17] أعلام الدين: ص 313، و الدر النظيم: الباب الثالث عشر فصل في ذكر شي ء من كلامه عليه السلام «مخطوطة».
[18] الدر النظيم: الباب الثالث عشر فصل في ذكر شي ء من كلامه عليه السلام «مخطوطة»، و أعلام الدين: ص 313، و عنه البحار: ج 75 ص 379 ضمن ح 4.
[19] الدر النظيم: الباب الثالث عشر فصل في ذكر شي ء من كلامه عليه السلام «مخطوطة».
[20] أعلام الدين: ص 313، و عنه البحار: ج 75 ص 379 ضمن ح 4.
[21] أعلام الدين: ص 314، و عنه البحار: ج 75 ص 379 ضمن ح 4.
[22] بحارالأنوار: ج 75 ص 380 ضمن ح 4.
[23] «وفقيهي»لم ترد في المصدر.
[24] في المصدر: «اقامة».
[25] في خ ل و المصدر: «مانعي».
[26] في المصدر: «العلم».
[27] في خ: «النفقة و الشفقة».
[28] النساء: 114.
[29] شعب الايمان: ج 2 ص 43 ح 1124.
[30] الأعراف: 128.
[31] بهجة الآمال: ج 5 ص 419.
[32] الكافي: ج 2 باب الصبر ص 89 قطعة من ح 7.
[33] في المصدر: «يطل».
[34] الكافي: ج 3 ص 240 ح 13.
[35] ديوانه: ص 44.
[36] سفينة البحار: ج 2 ص 7.