بازگشت

ذكر وفاة أبي محمد الحسن بن علي و موضع قبره و ذكر ولده


و مرض أبومحمد عليه السلام في أول شهر ربيع الأول سنة ستين و ماءتين، و مات في يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر في السنة المذكورة، و له يوم وفاته ثمان و عشرون سنة، و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه من دارهما بسر من رأي، و خلف ابنه المنتظر لدولة الحق، و كان قد أخفي مولده و ستر أمره لصعوبة الوقت و شدة طلب



[ صفحه 921]



سلطان الزمان له و اجتهاده في البحث عن أمره، و لما شاع من مذهب الشيعة الامامية فيه و عرف انتظارهم له فلم يظهر ولده عليه السلام في حياته، و لا عرفه الجمهور بعد وفاته.

و تولي جعفر بن علي أخو أبي محمد أخذ تركته، و سعي في حبس جواري أبي محمد عليه السلام و اعتقال حلايله و شنع علي أصحابه بانتظار هم ولده، و قطعهم بوجوده و القول بامامته، و أعزي بالقوم حتي أخافهم و شردهم و جري علي مخلفي أبي محمد عليه السلام بسبب ذلك كل عظيمة من اعتقال و حبس و تهديد و تصغير و استخفاف و ذل، و لم يظفر السلطان منهم بطائل و حاز جعفر ظاهر تركة أبي محمد عليه السلام و اجتهد في القيام عند الشيعة مقامه، و لم يقبل أحد منهم ذلك و لا اعتقده فيه، فصار الي سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه و بذل مالا جليلا، و تقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به فلم ينتفع بشي ء من ذلك.

و لجعفر أخبار كثيرة في هذا المعني رأيت الاضراب عن ذكرها لأسباب لا يحتمل الكتاب شرحها، و هي مشهورة عند الامامية، و من عرف أخبار الناس من العامة و بالله التوفيق.

قال ابن الخشاب: ولد أبومحمد الحسن بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا ابن موسي الأمين بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين ابن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في سنة احدي و ثلاثين ماءتين، و توفي في يوم الجمعة، و قال بعض الرواة: في يوم الأربعاء لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ماءتين و ستين، فكان عمره تسعا و عشرين سنة، منها بعد أبيه خمس سنين و ثمانية أشهر و ثلاثة عشر يوما، قبره بسر من رأي، أمه سوسن.

و من كتاب الدلايل: الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام عن محمد بن عبدالله قال: لما أمر سعيد بحمل أبي محمد الي الكوفة، قد كتب اليه أبوالهيثم: جعلت فداك بلغنا خبر أقلقنا و بلغ منا، فكتب: بعد ثلاث يأتيكم الفرج، فقتل المعتز يوم الثالث.

قال: وفقد له غلام صغير فلم يوجد، فأخبر بذلك و قال: اطلبوه من البركة، فطلب فوجد في بركة الدار ميتا.

قال: و انتهبت خزانة أبي الحسن بعد ما مضي، فأخبر بذلك فأمر بغلق الباب، ثم دعا بحرمه و عياله فجعل يقول لواحد واحد: رد كذا و كذا و يخبره بما أخذه، فردوا حتي ما فقد شيئا.



[ صفحه 922]



حدث هارون بن مسلم قال: ولد لابني أحمد ابن، فكتبت الي أبي محمد و ذلك بالعسكر اليوم الثاني من ولادته أسأله أن يسميه و يكنيه، و كان محبتي أن أسميه جعفرا و أكنيه بأبي عبدالله، فوافاني رسوله في صبيحة اليوم السابع و معه كتاب: سمه جعفرا و كنه بأبي عبدالله و دعا لي.

و حدثني القاسم الهروي قال: خرج توقيع من أبي محمد الي بعض بني أسباط قال: كتبت اليه أخبره عن اختلاف الموالي و أسأله اظهار دليل، فكتب الي: و انما خاطب الله عزوجل العاقل و ليس أحد يأتي بآية و يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين، فقالوا: ساحر و كاهن و كذاب، و هدي الله من اهتدي و غير أن الأدلة يسكن اليها كثير من الناس، و ذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم و يمنع فنصمت، و لو أحب أن لا يظهر حقا ما بعث النبيين مبشرين و منذرين، يصدعون الحق في حال الضعف و القوة، و ينطقون في أوقات ليقضي الله أمره، و ينفذ حكمه الناس في طبقات شتي، المستبصر علي سبيل نجاة متمسك بالحق، متعلق بفرع أصل غير شاك و لا مرتاب، لا يجد عنه ملجأ و طبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه، و يسكن عند سكونه و طبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد علي أهل الحق، و دفع الحق الي الباطل، حسدا من عند أنفسهم، فدع من ذهب يذهب يمينا و شمالا، فالراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها في أهون السعي، و ذكرت ما اختلف فيه موالي، فاذا كانت الرفعة و الكبر فلا ريب، و من جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعة و طلب الرياسة فانهما يدعو ان الي الهلكة، ذكرت شخوصك الي فارس فاشخص خارالله لك و تدخل مصر ان شاء الله آمنا، و اقرأ من تثق به من موالي السلام و مرهم بتقوي الله العظيم و أداء الأمانة و أعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا.

قال: فلما قرأت: و تدخل مصر ان شاء الله آمنا لم أعرف معني ذلك، فقدمت بغداد و عزيمتي الخروج الي فارس فلم يتهيأ ذلك فخرجت الي مصر.

و عن علي بن محمد بن زياد أنه خرج اليه توقيع أبي محمد، فتنة تخصك فكن حلسا من أحلاس [1] بيتك قال: فنابتني نائبة فزعت منها، فكتبت اليه أهي هذه؟ فكتب



[ صفحه 923]



لا، أشد من هذه، فطلبت بسبب جعفر بن محمد و نودي علي من أصابني فله ماءة ألف درهم.

حدث محمد بن علي السمري قال: دخلت علي أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله و بين يديه رقعة أبي محمد عليه السلام، فيها أني نازلت الله في هذا الطاغي يعني الزبيري و هو أخذه بعد ثلاث، فلما كان في اليوم الثالث فعل به ما فعل.

و عنه قال: كتب الي أبومحمد: فتنة تظلكم فكونوا علي أهبة، فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم و كانت لهم هنة لها شأن فكتبت اليه: أهي هذه؟ قال: لا ولكن غير هذه فاحترسوا، فلما كان بعد أيام كان من أمر المعتز ما كان.

و عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي محمد اذ دخل عليه شاب حسن الوجه، فقلت في نفسي: من هذا؟ فقال أبومحمد: هذا ابن أم غانم صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي و قد جاءني أطبع فيها، هات حصاتك، فأخرج حصاة فاذا فيها موضع أملس، فطبع فيها بخاتم معه فانطبع، قال: و اسم اليماني مهجع بن سفيان ابن علم ابن أم غانم اليمانية.

قال: خرج أبومحمد في جنازة أبي الحسن و قميصه مشقوق، فكتب اليه أبوعون قرابة نجاح بن سلمة: من رايت أو بلغك من الأئمة شق ثوبه؟ - في مثل هذا - فكتب اليه أبومحمد: يا أحمق و ما يدريك ما هذا؟ قد شق موسي علي هارون!

و عن جعفر بن محمد القلانسي قال: كتب محمد أخي الي أبي محمد - و امرأته حامل مقرب - أن يدعو الله أن يخلصها و يرزقه ذكرا و يسميه، فكتب يدعو الله بالصلاح و يقول: رزقك الله ذكرا سويا، و نعم الاسم محمد و عبدالرحمن، فولدت اثنين في بطن، أحدهما في رجله زوايد في أصابعه، و الآخر سوي؛ فسمي واحدا محمدا و الآخر صاحب الزوايد عبدالرحمن.

و عن جعفر بن محمد القلانسي قال: كتبت الي أبي محمد مع محمد بن عبدالجبار و كان خادما يسأله عن مسائل كثيرة، و يسأله الدعا لأخ له خرج الي أرمينية يجلب غنما، فورد الجواب بما سأل و لم يذكر أخاه فيه بشي ء، فورد الخبر بعد ذلك أن أخاه مات يوم كتب أبومحمد جواب المسائل، فعلمنا أنه لم يذكر لأنه علم بموته.

و عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي محمد فقال: اذا خرج القائم أمر بهذم المنائر و المقاصير التي في المساجد، فقلت في نفسي: لأي معني هذا؟ فأقبل



[ صفحه 924]



علي و قال: معني هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي و لا حجة.

و عن داود بن القاسم الجعفري قال: سألت أبامحمد عن قول الله عزوجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات باذن الله) [2] قال: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام، قال: فدمعت عيني و جعلت أفكر في نفسي في عظم ما أعطي الله آل محمد علي محمد و آله السلام، فنظر الي أبومحمد فقال: الأمر أعظم مما حدثتك نفسك من عظيم شأن آل محمد، فاحمد الله فقد جعلت متمسكا بحبلهم، تدعي يوم القيامة بهم اذا دعي كل أناس بامامهم، فابشر يا أباهاشم فانك علي خير.

و عن أبي هاشم قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبامحمد عن قول الله (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [3] فقال أبومحمد: هل يمحو الله الا ما كان، و هل يثبت الا ما لم يكن، فقلت في نفسي: هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم لا يعلم الشي ء حتي يكون، فنظر الي أبومحمد فقال: تعالي الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها الخالق اذ لا مخلوق، و الرب اذ لا مربوب، و القادر قبل المقدور عليه، فقلت: أشهد أنك ولي الله و حجته و القائم بقسطه و أنك علي منهاج أميرالمؤمنين و علمه.

و قال أبوهاشم: كنت عند أبي محمد، فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله: (و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا) [4] قال أبومحمد: ثبتت المعرفة و نسوا ذلك الموقف و سيذكرونه، و لو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه و لا من رازقه [5] .



[ صفحه 925]



قال أبوهاشم: فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطي الله وليه، و جزيل ما حمله، فأقبل أبومحمد علي فقال: الأمر أعجب مما عجبت منه، يا أباهاشم و أعظم ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله، و من أنكرهم أنكر الله، فلا مؤمن الا و هو بهم مصدق و بمعرفتهم موقن.

و قال أبوهاشم: سمعت أبامحمد يقول: من الذنوب التي لا تغفر؛ قول الرجل ليتي لم أؤخذ الا بهذا، فقلت في نفسي: ان هذا لهو الدقيق، و قد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شي ء، فأقبل علي فقال: صدقت يا أباهاشم، ألزم ما حدثتك نفسك، فان الاشراك في الناس أخفي من دبيب النمل علي الصفاء في الليلة الظلماء، و من دبيب الذر علي المسح الأسود.

و عن أبي هاشم قال: سمعت أبامحمد يقول: ان في الجنه لبابا يقال له المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف، فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلفه من حوايج الناس، فنظر الي أبومحمد و قال: نعم فدم علي ما أنت عليه، فان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك.

و عنه قال: سمعت أبامحمد يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) أقرب الي اسم الله الأعظم من سواد العين الي بياضها.

و عنه قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبامحمد عن قول الله: (لله الأمر من قبل و من بعد) [6] فقال أبومحمد: له الأمر من قبل أن يأمر به، و له الأمر من بعد أن يأمر بما شاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله (ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين) [7] قال: فنظر الي و تبسم ثم قال: (ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين).

و عن أبي هاشم قال: سئل أبومحمد ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا و يأخذ الرجل سهمين؟ فقال: ان المرأة ليست عليها جهاد و لا نفقة و لا عليها معقلة، انما ذلك علي الرجل، فقلت في نفسي: قد كان قيل لي: ان ابن أبي العوجاء سأل أباعبدالله عن هذه المسألة فأجابه بهذا الجواب، فأقبل أبومحمد علي



[ صفحه 926]



فقال: نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء، و الجواب منا واحد اذا كان معني المسألة واحدا، جري لآخرنا ما جري لأولنا، و أولنا و آخرنا في العلم سواء، و لرسول الله عليه و آله السلام و لأميرالمؤمنين فضلهما.

و عنه قال: كتب اليه بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاءا، فكتب اليه أن ادع بهذا الدعاء: «يا أسمع السامعين و يا أبصر المبصرين و يا عز الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين و يا أحكم الحاكمين صلي علي محمد و آل محمد و أوسع لي في رزقي و مدلي في عمري و امنن علي برحمتك و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري».

قال أبوهاشم: فقلت في نفسي: اللهم اجعلني في حزبك و زمرتك، فأقبل علي أبومحمد فقال: أنت في حزبه و في زمرته، اذ كنت بالله مؤمنا و لرسوله مصدقا، و لأوليائه عارفا و لهم تابعا فابشر ثم أبشر.

قال أبوهاشم: سمعت أبامحمد يقول: ان لكلام الله فضلا علي الكلام كفضل الله علي خلقه، و لكلامنا فضلا علي كلام الناس كفضلنا عليهم.

و عن محمد بن الحسن بن ميمون قال: كتبت اليه أشكو الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قد قال أبوعبدالله: الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا، فرجع الجواب: ان الله عزوجل محص أولياءنا اذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، و قد يعفو عن كثير منهم، كما حدثتك نفسك: الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا، و نحن كهف لمن التجأ الينا، و نور لمن استبصر بنا، و عصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلي، و من انحرف عنا فالي النار.

و عن أبي هاشم قال: دخلت علي أبي محمد و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به، فجلست و أنسيت ما جئت له، ثم ودعته و نهضت، فرمي الي بخاتم فقال لي: أردت فضة فأعطيناك خاتما، ربحت الفص و الكري [8] هناك الله يا أباهاشم، فقلت: يا سيدي أشهد أنك ولي الله، و امامي الذي أدين الله بفضله و طاعته، فقال: يغفر الله لك يا أباهاشم.



[ صفحه 927]



و عن علي بن عمر النوفلي قال: كنت مع أبي الحسن في صحن داره، فمر علينا جعفر، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا؟ قال: لا، صاحبكم الحسن.

و عن الحجاج بن سفيان العبدي قال: خلفت ابني بالبصرة عليلا، و كتبت الي أبي محمد أسأله الدعاء، فكتب: رحم الله ابنك انه كان مؤمنا. قال حجاج: فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في اليوم الذي كتب الي أبومحمد بموته، و كان ابني شك في الامامة للاختلاف الذي جري بين الشيعة.

و عن محمد بن درياب الرقاشي قال: كتبت الي أبي محمد أسأله عن المشكاة [9] و أن يدعو الله لامرأتي و كانت حاملا علي رأس ولدها أن يرزقني الله ولدا ذكرا، و سألته أن يسميه فرجع الجواب المشكاة قلب محمد عليه و آله السلام و لم يجبني عن امرأتي بشي ء، و كتب في آخر الكتاب، عظم الله أجرك و أخلف عليك، فولدت ولدا ميتا و حملت بعده فولدت غلاما.

قال عمر بن أبي مسلم: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا، و يبلغني عنه ما أكره، و كان ملاصقا لداري، فكتبت الي أبي محمد أسأله الدعاء بالفرج منه، فرجع الجواب، ابشر بالفرج سريعا، و أنت مالك داره، فمات بعد شهر و اشتريت داره فوصلتها بداري ببركته.

عن محمد بن عبدالعزيز البلخي قال: أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم فاذا بأبي محمد قد أقبل من منزله يريد دار العامة، فقلت في نفسي: تري ان صحت أيها الناس هذا حجة الله عليكم فاعرفوه يقتلوني؟ فلما دنا مني أومي باصبعه السبابة علي فيه أن اسكت، و رأيته تلك الليلة يقول: انما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله علي نفسك.

و حدث محمد بن الأقرع قال: كتبت الي أبي محمد أسأله عن الامام هل يحتلم؟ و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة، و قد أعاذ الله أولياءه من ذلك، فرد الجواب: الأئمة حالهم في المنام حالهم في اليقظة، لا يغير النوم منهم شيئا، قد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان [10] كما حدثتك نفسك.

و عن أبي بكر قال: عرض علي صديق أن أدخل معه في شراء ثمار من نواحي



[ صفحه 928]



شتي، فكتبت الي أبي محمد أشاوره، فكتب: لا تدخل في شي ء من ذلك ما أغفلك عن الجراد و الحشف [11] ، فوقع الجراد فأفسده و ما بقي منه تحشف و أعاذني الله من ذلك ببركته.

حدثني الحسن بن ظريف قال: كتبت الي أبي محمد أسأله: ما معني قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأميرالمؤمنين عليه السلام: من كنت مولاه فهذا مولاه؟ قال: أراد بذلك أن يجعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة.

قال: و كتبت الي أبي محمد و قد تركت التمتع منذ ثلاثين سنة و قد نشطت لذلك، و كان في الحي امرأة وصفت لي بالجمال، فمال قلبي اليها و كانت عاهرا [12] لا تمنع يد لامس فكرهتها ثم قلت: قد قال: تمتع بالفاجرة فانك تخرجها من حرام الي حلال، فكتبت الي أبي محمد أشاوره في المتعة، و قلت: أيجوز بعد هذه السنين أن أتمتع؟ فكتب: انما تحيي سنة و تميت بدعة فلا بأس، و اياك و جارتك المعروفة بالعهر و ان حدثتك نفسك أن آبائي قالوا: تمتع بالفاجرة فانك تخرجها من حرام الي حلال، فهذه امرأة معروفة بالهتك و هي جارة، و أخاف عليك استفاضة الخبر فيها، فتركتها و لم أتمتع بها و تمتع بها شاذان بن سعد رجل من اخواننا و جيراننا، فاشتهر بها حتي علا أمره و صار الي السلطان و أغرم بسببها مالا نفيسا و أعاذني الله من ذلك ببركة سيدي.

و عن سيف بن الليث قال: خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي منها، و ابنا لي آخر شرا منه هو كان وصيي و قيمي علي عيالي و في ضياعي، فكتبت الي أبي محمد و سألته الدعاء لا بني العليل، فكتب الي قد عوفي الصغير و مات الكبير الذي هو وصيك و قيمك، فاحمد الله و لا تجزع فيحبط أجرك، فورد علي الكتاب بالخبر أن ابني الصغير عوفي من علته، و مات ابني الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد عليه السلام.

و عن محمد بن حمزة السروري قال: كتبت علي يد أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري و كان لي مواخيا الي أبي محمد أسأله أن يدعو لي بالغني، و كنت قد أملقت [13] .



[ صفحه 929]



فأوصلها و خرج الجواب علي يده: ابشر فقد أجلك الله تبارك و تعالي بالغني، مات ابن عمك يحيي بن حمزة، و خلف ماءة ألف درهم، و هي واردة عليك، فاشكر الله و عليك بالاقتصاد و اياك و الاسراف، فانه من فعل الشيطنة. فورد علي بعد ذلك قادم معه سفاتج من حران [14] و اذا ابن عمي قد مات في اليوم الذي رجع الي أبوهاشم بجواب مولاي أبي محمد، فاستغنيت و زال الفقر عني كما قال سيدي، فأديت حق الله في مالي، و بردت اخواني و تماسكت بعد ذلك، - و كنت رجلا مبذرا - كما أمرني أبومحمد عليه السلام.

و عن محمد بن صالح الخثعمي قال: كتبت الي أبي محمد أسأله عن البطيخ و كنت به مشغوفا، فكتب الي: لا تأكله علي الريق فانه يولد الفالج.

و كنت أريد أن أسأله عن صاحب الزنج الذي خرج بالبصرة [15] فنسيت حتي نفذ كتابي اليه، فوقع: صاحب الزنج ليس من أهل البيت.

محمد بن الربيع الشيباني قال: ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز، ثم قدمت سر من رأي و قد علق بقلبي شي ء من مقالته، فاني لجالس علي باب أحمد بن الخضيب اذ أقبل أبومحمد من دار العامة يوم الموكب، فنظر الي و أشار بسبابته: أحد أحد، فوحده، فسقطت مغشيا علي.

و عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال: دخلت علي أبي محمد و اني لجالس عنده اذ ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا، فقلقت لها، فقال أبو



[ صفحه 930]



محمد عليه السلام: لا بأس هي مع أخيك محفوظة ان شاء الله، فأتيت منزلي فدفعها الي أخي.

علي بن محمد بن الحسن قال: وافت جماعة من الأهواز من أصحابنا و خرج السلطان الي صاحب البصرة فخرجنا نريد النظر الي أبي محمد عليه السلام، فنظرنا اليه ماضيا معه و قد قعدنا بين الحايطين بسر من رأي ننتظر رجوعه، فرجع فلما حاذانا و قرب منا وقف و مد يده الي قلنسوته فأخذها عن رأسه و أمسكها بيده و أمر يده الاخري علي رأسه و ضحك في وجه رجل منا، فقال الرجل مبادرا: أشهد أنك حجة الله و خيرته، فقلنا: يا هذا ما شأنك؟ قال: كنت شاكا فيه، فقلت في نفسي: ان رجع و أخذ القلنسوة من رأسه قلت بامامته.

و عن أبي سهل البلخي قال: كتب رجل الي أبي محمد يسأله الدعاء لوالديه، و كانت الأم غالية و الأب مؤمنا، فوقع: رحم الله والدك.

و كتب آخر يسأله الدعاء لوالديه، و كانت الأم مؤمنة و الأب ثنويا، فوقع: رحم الله والدتك - والتاء منقوطة بنقطتين من فوق -.

و عن جعفر بن محمد بن موسي قال: كنت قاعدا بالعشي فمر بي و هو راكب و كنت أشتهي الولد شهوة شديدة، فقلت في نفسي: تري أرزق ولدا؟ فقال برأسه: أي نعم، فقلت: ذكرا؟ فقال: برأسه لا، فولدت لي ابنة.

و حدث أبويوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال: ولد لي غلام و كنت مضيقا، فكتبت رقاعا الي جماعة أسترفدهم، فرجعت بالخيبة، قال: قلت: أجي ء فأطوف حول الدار طوفة و صرت الي الباب، فخرج أبوحمزة و معه صرة سوداء فيها أربع ماءة درهم، فقال: يقول لك سيدي: أنفق هذه علي المولود بارك الله لك فيه.

و عن بدل مولاة أبي محمد قال: رأيت عند رأس أبي محمد نورا ساطعا الي السماء و هو نائم.

حدث أبوالقاسم كاتب راشد قال: خرج رجل من العلويين من سر من رأي في أيام أبي محمد الي الجبل يطلب الفضل، فتلقاه رجل بحلوان فقال: من أين أقبلت؟ قال: من سر من رأي، قال: هل تعرف درب كذا و موضع كذا؟ قال: نعم، فقال: عندك من أخبار الحسن بن علي شي ء؟ قال: لا، قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: طلب الفضل، قال: فلك عندي خمسون دينارا فاقبضها و انصرف معي الي سر من رأي حتي توصلني الي الحسن بن علي، فقال: نعم، فأعطاه خمسين دينارا، و عاد العلوي معه فوصلا الي



[ صفحه 931]



سر من رأي فاستأذنا علي أبي محمد، فأدن لهما، فدخلا و أبومحمد قاعد في صحن الدار، فلما نظر الي الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم، قال: أوصي اليك أبوك و أوصي لنا بوصية فجئت تؤديها و معك أربعة آلاف دينار، هاتها؟ فقال الرجل: نعم، فدفع اليه المال، ثم نظر الي العلوي فقال: خرجت الي الجبل تطلب الفضل فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فرجعت معه و نحن نعطيك خمسين دينارا، فأعطاه.

و ولد أبومحمد الحسن بن علي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلاثين و ماءتين، و قبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول، سنة ستين و ماءتين، و هو ابن ثمان و عشرين سنة (هذا ما أردت نقله من كتاب الدلايل).

قال قطب الدين الراوندي في كتابه: روي أحمد بن محمد عن جعفر بن الشريف الجرجاني، قال: حججت سنة فدخلت علي أبي محمد بسر من رأي، و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال فأردت أن أسأله الي من أدفعه؟ فقال قبل أن قلت ذلك: ادفع ما معك الي المبارك خادمي، ففعلت و قلت: شيعتك بجرجان يقرؤن عليك السلام، قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلي، قال: فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي ماءة و تسعين يوما، و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال مضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار، فاعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار، فامض راشدا، فان الله سيسلمك و يسلم ما معك، فتقدم علي أهلك و ولدك و يولد لولدك الشريف ابن فسمه الصلت، و سيبلغ و يكون من أوليائنا.

فقلت: يابن رسول الله ان ابراهيم بن اسماعيل الجلختي و هو من شيعتك كثير المعروف الي أوليائك، يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من ماءة ألف درهم، و هو أحد المبتلين في نعم الله بجرجان، فقال: شكرا لله لأبي اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا، و غفر له ذنوبه، و رزقه ذكرا سويا قائلا بالحق، فقل له: يقول لك الحسن بن علي سم ابنك أحمد.

فانصرفت من عنده و حججت و سلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة أول النهار لثلاث ليال مضين من شهر ربيع الآخر علي ما ذكر عليه السلام، و جاءني أصحابي يهنوني، فأعلمتهم أن الامام وعدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم فتأهبوا لما تحتاجون اليه، و أعدوا مسائلكم و حوائجكم كلها، فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري، فوالله ما شعرنا الا و قد وافي أبومحمد عليه السلام، فدخل و نحن مجتمعون،



[ صفحه 932]



فسلم هو أولا علينا فاستقبلناه و قبلنا يده، ثم قال: اني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن أوافيكم آخر هذا اليوم، فصليت الظهر و العصر بسر من رأي و صرت اليكم لاجدد بكم عهدا، و ها أنا قد جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم و حوايجكم كلها، فأول من انتدب لمسألته النضر بن جابر، فقال: يابن رسول الله ان ابني جابرا أصيب ببصره فادع الله أن يرد عينيه، قال: فهاته، فجاء به، فمسح يده علي عينيه فعاد بصره، ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوايجهم فأجابهم الي كل ما سألوه حتي قضي حوايج الجميع و دعا لهم بخير و انصرف من يومه ذلك.

و منها ما روي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين قال: صحبت أبامحمد في دار العامة الي منزله، فملا صار الي داره و أردت الانصراف قال: أمهل، و دخل، فأذن لي فدخلت فأعطاني ماءة دينار و قال: صيرها في ثمن جارية، فان جاريتك فلانة ماتت، و كنت خرجت من المنزل و عهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت، فقال الغلام: ماتت جاريتك فلانة الساعة، قلت: ما حالها؟ قال: شربت ماءا فشرقت فماتت.

و عن علي بن زيد قال: اعتل ابني أحمد فكتبت الي أبي محمد أسأله الدعاء، فخرج توقيعه: أما علم علي أن لكل أجل كتاب، فمات الابن.

و منها ما روي عن المحمودي قال: كتبت الي أبي محمد أسأله الدعاء أن أرزق ولدا، فوقع: رزقك الله ولدا و أجرا؛ فولد لي ابن و مات.

و عن محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني قال: كتبت الي أبي محمد أسأله أن يدعو الله أن أرزق ولدا ذكرا من ابنة عمي، فوقع: رزقك الله ذكرانا، فولد لي أربعة.

و منها ما روي عن عمر بن محمد بن زياد الصيمري قال: دخلت علي أبي أحمد عبدالله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد عليه السلام و فيها: اني نازلت الله في هذا الطاغي يعني المستعين و هو آخذه بعد ثلاث، فلما كان اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما كان.

و منها ما قال يحيي بن المرزبان: التقيت رجلا من أهل السيب سيماه الخير و أخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الامامة و القول في أبي محمد و غيره، فقلت: لا أقول به أو أري علامة؟ فوردت العسكر في حاجة، فأقبل أبومحمد فقلت في نفسي متعنتا: ان مد يده الي رأسه فكشفه ثم نظر الي ورده قلت به، فلما حاذاني مد يده الي رأسه فكشفه ثم برق عينيه في ثم ردها، ثم قال: يا يحيي ما فعل ابن عمك الذي تنازعه



[ صفحه 933]



في الامامة؟ فقلت: خلفته صالحا، فقال: لا تنازعه، و مضي.

و منها ما روي عن أبي الفرات قال: كان لي علي ابن عم لي عشرة آلاف درهم (فطالبته بها مرارا فمنعنيها) فكتبت الي أبي محمد أسأله الدعاء، فكتب الي: انه راد عليك مالك و هو ميت بعد جمعة، قال: فرد ابن عمي علي مالي، فقلت له: ما بدا لك في رده و قد منعتنيه؟ قال: رأيت أبامحمد في المنام، فقال: ان أجلك قد دنا فرد علي ابن عمك ماله.

و منها ما روي عن علي بن الحسن ابن سابور قال: قحط الناس بسر من رأي في زمن الحسن الأخير، فأمر المتوكل بالخروج الي الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون و يدعون فما سقوا، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع الي الصحراء و معه النصاري و الرهبان، فكان فيهم راهب فلما مد يده هطلت السماء بالمطر، و خرجوا اليوم الثاني فهطلت السماء فشك أكثر الناس و تعجبوا و صبوا [16] الي دين النصرانية، فأنفذ المتوكل الي الحسن و كان محبوسا، فأخرجه من حبسه و قال: الحق أمة جدك فقد هلكت، فقال: اني خارج من الغد و مزيل الشك ان شاء الله.

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث و الرهبان معه، و خرج الحسن عليه السلام في نفر من أصحابه، فلما بصر بالراهب و قد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض علي يده اليمني و يأخذ ما بين اصبعيه، ففعل و أخذ منه عظما أسود، فأخذه الحسن بيده و قال: استسق الآن، فاستسقي و كانت السماء مغيمة فتقشعت و طلعت الشمس بيضاء.

فقال المتوكل: ما هذا العظم يا أبامحمد؟ فقال عليه السلام: هذا الرجل عبر بقبر نبي من أنبياء الله فوقع في يده هذا العظم، و ما كشف عن عظم نبي الا هطلت السماء بالمطر.

و منها ما روي عن أحمد بن محمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا من أهل الجبل الي أبي محمد يسأله عمن وقف علي أبي الحسن موسي، أتولاهم أم أتبرأ منهم؟ فكتب اليه: لا تترحم علي عمك لا رحم الله عمك و تبرأ منه، أنا الي الله منه بري ء: فلا تتولوهم و لا تعد مرضاهم، و لا تشهد جنايزهم، و لا تصل علي أحد منهم مات أبدا، من جحد اماما من الله أو أزاد اماما ليست امامته من الله كان كمن قال: ان الله ثالث ثلاثة، ان الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا، و الزايد فينا كالناقص الجاحد أمرنا



[ صفحه 934]



و كان السايل لا يعلم أن عمه منهم فاعلمه ذلك (آخر ما نقلته من كتاب الراوندي).


پاورقي

[1] قال الجوهري: أحلاس البيوت: ما يبسط تحت حر الثياب و في الحديث: كن حلس بيتك أي لا تبرح.

[2] الفاطر: 32.

[3] الرعد: 39.

[4] الأعراف: 172.

[5] كأن المراد أنه لو لم يعرف الله نفسه علي عباده فكان معرفته مستحيلا للعباد و ذلك لضعفهم و نقصانهم عن معرفة خالقهم و رازقهم، لضعف الصور الخيالية من الأشيآء المتصورة في الذهن عن أن يعرف صاحبه يعني المصور له في خياله، مثاله: انك لو صورت في ذهنك صورة من البستان في صورة خاصة، فهذا البستان يستحيل له أن يعرفك و ليس له ذلك الادراك فالمخلوق أيضا أنقص و أضعف من أن يعرف خالقه و رازقه، الا اذا أوجد الخالق هذه المعرفة فيه و عرف نفسه بهم، و لذلك و رد في الحديث في جواب من سئل أن المعرفة صنع من؟ فقال الامام عليه السلام: من صنع الله، ليس للعباد فيها صنع، و ورد في الدعاء أيضا: اللهم عرفني نفسك... اه و للبحث مجال واسع موكول الي محله.

[6] الروم: 4.

[7] الأعراف: 54.

[8] الكري: أجرة المستأجر.

[9] يعني المشكوة في قوله تعالي: (مثل نوره كمشكوة فيها مصباح) الآية (سورة النور: 35).

[10] اللم بمعني المس.

[11] الحشف: اليابس الفاسد من التمر.

[12] العهر: الفجور.

[13] الاملاق: الفقر.

[14] السفاتج جمع السفتجة معرب «سفته». و حران: اسم موضع.

[15] صاحب الزنج هو الذي يؤمي أميرالمؤمنين عليه السلام الي خروجه و أعماله فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة، قال عليه السلام: يا أحنف كأني به و قد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار و لا لجب و لا قعقة لجم و لا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام... اه.

و قد ذكر قصة الرجل و اسمه ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 2 ص 311 ط مصر) قال: انه ظهر في فرات البصرة في سنة خمس و خمسين و مأتين و ادعي أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فتبعه الزنج الذين كانوا يكسحون السباخ في البصرة، ثم قال: ان جمهور النسابين اتفقوا علي أنه من عبدالقيس و أنه علي بن محمد بن عبدالرحيم و أمه أسدية من أسد بن خزيمة، و جدها محمد بن حكيم الأسدي من أهل الكوفة أحد الخارجين مع زيد بن علي عليه السلام علي هشام بن عبدالملك، فلما قتل زيد هرب فلحق بالري و جاء الي القرية التي يقال لها ورزنين، فأقام بها مدة، و بهذه القرية ولد علي بن محمد صاحب الزنج، ثم نقل كلام صاحب مروج الذهب بأن أفعال علي بن محمد صاحب الزنج تدل علي أنه لم يكن طالبيا من قتل النساء و الأطفال و الشيخ الفاني و المريض... اه.

[16] صبا: خرج من دين الي دين آخر.