بازگشت

توطئة


قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

«ملك بني العباس عسر لا يسر فيه!.

لو اجتمع عليهم الترك و الديلم و السند و الهند و البربر لم يزيلوه!.

و لا يزالون يتمرغون و يتنعمون في غضارة من ملكهم، حتي يشذ عنهم مواليهم و أصحاب ألويتهم، و يسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم - أي من خراسان - لا يمر بمدينة الا فتحها، و لاترفع له راية - أي ضده - الا مزقها، و لا نعمة الا أزالها!. الويل لمن ناواه!. و لا يزال كذلك حتي يظفر و يدفع بظفره الي رجل من عترتي يقول الحق و يعمل به» [1] .

و قد حصل زوال دولتهم الأم، و تمزق ملكهم، و لكن جذورا ضاربة في أعماق نفوس أعقابهم لا تزال تنبت عليها ممالك و دول يسري فيها دمهم، و تظهر فيها عصبيتهم. و لا يزال يحصل تفتيتها الي أن تكتمل الصورة التي



[ صفحه 124]



رسمها خاتم المرسلين الذي يصدر بقوله عن رب العالمين، و لا ينطق الا عن وحي يحمله اليه جبرائيل الأمين، ثم يأتي أمر الله ويكتب الظفر النهائي لولي الله وثمال الباقين الذي يثأر لقومه من سائر الظالمين..

أما العسر الذي لقيه العلويون في ملك العباسيين، فلا يقاس به عسر لقيه أحد، لكثرة ما أنزلوه بهم من الملاحقة و التشريد، و التعذيب و التقتيل، و الدفن علي قيد الحياة، و جعل جثثهم الحية أحجار أساس في مباني قصور الخلفاء و الأمراء!.

و قد شذ عنهم مواليهم و خدمهم من الأتراك و غيرهم، فقتلوا منهم عدة سلاطين، ثم حل التمزيق في جسم دولتهم، و زالت خلافتهم، و لكن لم يزل يقوم علي أنقاضها دول ظالمة، شديدة القسوة علي العلويين و علي سائر الشيعة الاماميين؛ و ستدوم الحال علي هذا المنوال الي أن يسلط الله عليهم الخراساني المذكور في الحديث الشريف.. و ذلك قريب بمشيئة الله تعالي.

و قد كرر النبي صلي الله عليه و آله و سلم هذا المعني في حديث شريف آخر، اذ قال:

«يملك بنوالعباس حتي ييأس الناس من الخير. ثم يتشعب أمرهم، و يكون في الناس شر طويل، و يقوم المهدي» [2] .

و كان صلي الله عليه و آله و سلم قد قال لعمه العباس:

«ويل لذريتي من ذريتك!.

قال له العباس: يا رسول الله، فأختصي؟.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: انه أمر قد قضي!» [3] - أي قد قدره الله تعالي - و كان لا



[ صفحه 125]



ينفع الخصاء، لأن عبدالله بن العباس كان قد ولد و صار شابا.

و في الواقع ان بني العباس - بعد أن صار الملك في أيديهم - ذاقوا حلاوة الحكم و التسلط، فأرادوا اقصاء بني علي عليه السلام عن الخلافة لأنهم أحق بها منهم، و صاروا يتبارون في قتلهم ليطفئوا نور الله، و يصوروا للناس أنهم أصحاب الحق في ارث رسول الله و خلافته، عالمين أن الخلافة ان استقرت في مركزها من ذرية النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فضح الله أحدوثتهم و كذب زورهم و بهتانهم!. فعمدوا الي البطش و شنوا عليهم حرب ابادة ليقطعوا النسل المتحدر من علي و فاطمة عليه السلام هما.. و يا ويلهم من يوم العدل! فان يوم العدل علي الظالم، أشد من يوم الظلم علي المظلوم، كما قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه.

لقد عاصر امامنا العسكري عليه السلام عدة خلفاء من بني العباس، و لكنه عايش ثلاثة منهم أثناء امامته، هم:

«المعتز» - الذي هو الزبير بن جعفر «المتوكل» - في بقية ملكه.

و «المهتدي» - و هو محمد بن الواثق - الذي حكم أحد عشر شهرا و عشرين يوما و قتل.

و «المعتمد» - و هو أحمد بن جعفر «المتوكل» - الذي حكم عشرين سنة [4] قتل في أوائلها ولي الله ظلما و عدوانا بسم دسه اليه علي يد بعض وزرائه و كتابه و مشيريه - كما ذكرنا سابقا - ثم عاد بعد هذه الجريمة الكبري - الخليفة و الوزير المشير دون أن يوبخهم ضمير!. و لكننا نقول لهم ما قاله



[ صفحه 126]



سبحانه و تعالي في محكم كتابه الكريم: (و لكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون، و ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارديكم فأصبحتم من الخاسرين) [5] .

و نحن والله لانكره من الخلفاء و السلاطين الا الظالمين منهم، و لا نعيب من الحاكمين و المتأمرين الا المنحرفين عن جادة الحق المتبعين للباطل. و نمقت كل معاند يجانب الحق و يمارس الباطل، و لذا سمانا الحكام الظالمون بالرافضة، لأننا رفضنا باطلهم الذي كانوا عليه، فتعقبونا بالسجن و القهر و القتل بغية اخضاعنا، فما تنازلنا عن الحق الذي وضعه أئمتنا بين أيدينا، و لا بدلنا سنة نبينا صلي الله عليه و آله و سلم، و لا فارقنا كتاب ربنا عزوجل و لا عترة رسوله الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و حملهم كلمته الي الناس. فأعلنوها صريحة في أحلك ظروف حياتهم، وأشد أزمنة ظلمهم، و لم يخافوا في الله لومة لائم.

قال بكر بن كرب الصيرفي: «سمعت أباعبدالله - الصادق - عليه السلام يقول:

ما لهم و لكم؟!! و ما يريدون منكم؟!! و ما يعيبونكم؟!! سموكم الرافضة؟!! نعم، و الله رفضتم الكذب، و اتبعتم الحق!.

أما والله ان عندنا ما لا نحتاج الي أحد، و الناس يحتاجون الينا.

ان عندنا الكتاب باملاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - و خطه علي بيده - و صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها كل حلال و حرام» [6] .

فهؤلاء هم أهل الحق الذين واليناهم و ائتمرنا بأمرهم، لأنهم الواسطة



[ صفحه 127]



بيننا و بين ما نزل من عندالله تعالي علي رسوله الكريم صلي الله عليه و آله و سلم، فسمينا رافضة بسبب انصياعنا الي الحق باتباع أهله، و رفضنا للباطل و عدم معاونة الظالمين علي ظلمهم.. فما أحسن هذا الاسم الذي يفرق كثيرا عن مناصبة العداء لأهل بيت نبينا الذين أوجب الله سبحانه و تعالي مودتهم، حتي أن الصلاة المفروضة علي العباد يوميا لا تتم بدون ذكرهم و الصلاة عليهم.

و انه لو كان بيد العباسيين عهد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بظلم أهل بيته، وحبسهم، و التنكيل بهم.. و قتلهم، لكانت أخذتهم عليهم عاطفة الرحم و القربي، و خجلوا من أنفسهم أن يفعلوا مع أبناء عمومتهم ما فعلوه بهم من المكروه و الكبت و التضييق الذي كان ينتهي بالاغتيال، و لخافوا من التاريخ أن يسجل عليهم تلك الجرائم البشعة التي تبدو صفحة سوداء في تاريخهم، يخجل منها كل من كان عنده ذرة من انسانية أو خلق!.

ان الصلاة الواجبة، المفروضة علي الناس فرضا، يتركها كثير من الناس مع شدة وجوبها و ثقلها في ميزان الأعمال. فقد كان الأحري ببني العباس أن يخففوا ظلمهم عن بني علي حتي ولو كان ذلك الظلم مفروضا عليهم فرضا كالصلاة، خجلا من التاريخ الذي يحاسب ان عاجلا، و ان آجلا.

و نحن كنا ننتحل لهم الأعذار، و نبرئهم من دمائهم لو أن أهل البيت عليهم السلام ناوأوهم في ملك، أو نافسوهم علي سلطان. و لكنهم صلوات الله عليهم لم يطلبوا حكما، و لا طمعوا في دنيا، اذ يعرفون أن ملكهم مؤجل، وأن وظيفتهم تنحصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحفظ السنة و شرح القرآن و بيان الحلال و الحرام؛ و ليس في سيرة أحد منهم أي دليل علي أنهم مدوا أعناقهم الي كرسي أرضي، أو رفعوا أنظارهم الي عرش دنيوي، لأنهم منتجبون لغير ذلك من أمور الدنيا بموجب مرسوم



[ صفحه 128]



تعيينهم المساوي سفراء في أرض الله، وأمناء علي ما شرع للناس من معالم دينه.. و مع ذلك لم يتركوا أثناء ممارسة وظيفتهم، و لا... لهم المجال لنشر الدعوة الي الله، لأن ذلك كان يفضح باطل عبيد الدنيا و يزيف ما كان عليه السلطان الذي ركب لمآربه ظهر الشيطان؛ بل فعل بهم ما لم يفعل بأعداء الدين الذين كانوا عند سلاطين الزمان من المقربين، لأنهم سمار كأس و طاس، و رفاق لهو وغناء و فجور و خني.. الي جانب أنه كان (لهم شركاؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله!) [7] من فقهاء السوء المأجورين، و الوزراء و المشيرين، و سائر المفترين علي الله و علي نجبائه من عباده!.

و لقائل أن يقول: مازال أئمة أهل البيت عليهم السلام بهذه المنزلة الربانية العليا، فما بالهم سكتوا في ظل حكم الطواغيت، و صمتوا و لم يحركوا يدا و لا رجلا و لا شهروا سيفا.

و في الجواب عن ذلك، أختار أن أقدم قول الامام عليه السلام علي كل قول، لأن أهل مكة أدري بالذي فيها. فهم أهل القضية، و عليهم الجواب الذي يوفر علينا سرد الأسباب التي جعلتهم يسكتون.

فقد قال حمران بن أعين للامام الباقر عليه السلام:

يا أباجعفر، أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب، و الحسن، و الحسين عليهم السلام، و خروجهم و قيامهم بدين الله، و ما أصيبوا به من قبل. الطواغيت، و الظفر بهم حتي قتلوا و غلبوا؟!.

فقال أبوجعفر عليه السلام: يا حمران، ان الله تبارك و تعالي قد كان قدر



[ صفحه 129]



ذلك عليهم، و قضاه و أمضاه و حتمه؛ ثم أجراه. فتقدم علم من رسول الله اليهم في ذلك، فقام علي، و الحسن، و الحسين صلوات الله عليهم.. و يعلم صمت من صمت منا.

ولو أنهم يا حمران - حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله و اظهار الطواغيت عليهم - سألوا الله دفع ذلك عنهم و ألحوا فيه، في ازالة ملك الطواغيت، اذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم، ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد!.

و ما كان الذي أصابهم من ذلك يا حمران، لذنب اقترفوه، و لا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها، و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغوها. فلا تذهبن منهم المذاهب بك!» [8] .

فسير الأئمة عليهم السلام مكتوبة قبل وجودهم علي ظهر هذه الأرض و قبل عهودهم. و هي مقضي بها، ممضاة، محتومة من عند الله تعالي، يجب أن تجري بحسب المرسوم لها منه سبحان دون زيادة أو نقصان و لم يحد منهم أحد عما هو مكتوب له، محفوظ بين يديه من عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الله تعالي - اليهم - و الدليل علي منحه ذلك أنك ستلاحظ أن السلاطين الثلاثة الذين عاصروا امامة امامنا الكريم عليه السلام و كانوا يؤرجحونه بين بيته و سجونهم مدة حياته، قد دعا علي بعضهم في ساعة ضيقه الشديد، فبتر الله سبحانه عمر من دعا عليه و أهلكه علي عجل و لم يمهله طرفة عين..

فالامام في عصره شاهد السماء علي أهل الأرض، قد وهبه الله قدرة خارقة باذنه سبحانه. و لكنه لا يستعملها في ما يخالف قضاء الله تعالي و قدره بحال من الأحوال. فهو شاهد حكيم، و عبد سامع مطيع، لا يعصي الله ما





[ صفحه 130]



أمره، و يفعل ما يؤمر.. و لذا صمت الأئمة الثمانية الأخيرون في ظل الحكم الظلام بقضاء سابق من ربهم، لينفسح المجال لظهورهم بين الناس، و في الدور، و القصور و ليقولوا كلمة العدل في مجلس الظلم، و ليلقوا الحجة علي الأمير، و الوزير، و المشير، و سائر الناس.. و بذلك كلفهم الله تعالي، لا بأكثر منه..

و نضيف الي هذا، أن طواغيت الحكم الذين عاصرهم الأئمة عليهم السلام، كانوا جبابرة فراعنة نماردة لا يتورعون عن قتل النبي و الوصي و كل معارض لسلطانهم دون أن يروا في ذلك مغبة أو بأسا!. في حين أن أئمتنا كانت وظيفتهم منحصرة في الأمر بما أمر الله، و النهي عما نهي عنه، و لا طمع لهم في دار زائلة لاتساوي عندهم قلامة ظفر ان لم يقيموا حقا، أو يبطلوا باطلا.

و لقائل آخر أن يسأل العكس و يقول أيضا: ما بال أولئك السلاطين لم يهادنوا أهل بيت النبي صلي الله عليه و عليهم، مع ما كانوا يرونه من آياتهم و بيناتهم، و مع ما كانوا يعرفون من حقهم بولاية أمر الناس؟!.

و علي هذا السؤال يجيب التاريخ بالواقع الذي عاشه السلاطين تحت شعار: الملك عقيم!. و أنه لو نازع الابن المدلل أباه ملكه لأخذ الذي فيه عيناه. و قد جري مثل هذا القتل الفظيع الشنيع بين سلاطين بني العباس و غيرهم، فالمستنصر - مثلا - قتل أباه المتوكل، و منهم من قتل أخاه أو عمه!. ذلك أنهم غرتهم الحياة الدنيا فتمسكوا بنعيمها، و حرصوا علي بقائها في أيديهم، و حاربوا كل من وقف بطريق دنياهم، و أدنوا كل من وطدها لهم بزوره و بهتانه.. فلم يكن لهم عدو الا أهل الحق الذين لم يجدوا غير اعمال السيف في رقابهم، و قنعوا بتزلف من نفضوا لهم الغبار عن طيلسان ملكهم الغرار!.



[ صفحه 131]



و كمثل علي ذلك نعرض لك شريطا لمجلس واحد، سجله علي نفسه أبوأشحط، مروان بن أبي الجنوب، الذي قال:

«أنشدت «المتوكل» شعرا ذكرت فيه الرافضة، فعقد لي علي البحرين و اليمامة - أي ولاه أمرهما لكرهه بالشيعة الامامية! - وخلع علي أربع خلع، وأمر لي «المتوكل» بثلاثة آلاف دينار، فنثرت علي، و أمر ابنه «المنتصر» وسعدا الايتاخي أن يلقطاها لي، ففعلا!. و الشعر الذي قلته:



ملك الخليفة جعفر

للدين و الدنيا سلامه



لكم تراث محمد

وبعدلكم تشقي الظلامه



يرجو التراث بنو البنا

ت، و ما لهم فيها قلامه!



و الصهر ليس بوارث

و البنت لا ترث الامامه



ما للذين تنحلوا

ميراثكم، الا الندامه



أخذ الوراثة أهلها

فعلام لومكم علامه؟



لو كان حقهم لما

قامت علي الناس القيامه



ليس التراث لغيركم

لا و الاله، و لا كرامه!



أصبحت، بين محبكم

و المبغضين لكم، علامه..



ثم نثر علي بعد ذلك بشعر قلته في هذا المعني، عشرة آلاف درهم» [9] .

حقا، أصبحت، يا أباأشحط، علامة فاصلة بين محبي الحق و مبغضيه كما قلت في شعرك!.

و انك لشاعر منافق باع آخرته بدنياه.. و أرضي عبدا، حاكما ظالما، و أغضب مولاه: الله!.



[ صفحه 132]



لقد ولاك «المتوكل» أمر البحرين و اليمامة جزاء كذبك علي الله و رسوله.. فبؤ باثم ما جنيت علي نفسك، و أو الي جهنم خالدا فيها، كلما نضج جلدك بدلك الله جلدا غيره لتذوق و بال أمرك.. و لينتثر الجمر و الشرر من فوق رأسك كما انتثرت دنانير الكذب و التزوير!.

لقد أنكرت في البيت الثالث من شعرك كون الحسن و الحسين ابني رسول الله، و جعلت تراث النبي لبني العباس.

و رفضت في البيت الرابع وصية النبي لعلي، و أنكرت علي فاطمة الزهراء عليهاالسلام ارثها من أبيها.

و في البيت الثامن أقسمت قسما عظيما يوردك جحيما مقيما!. و قلت قولا لم تلفظه شفتا مسلم موتور عبر العصور!. فمن أنت أيها اللكع النذل حتي تقول: و لا كرامة، تقصد بذلك علي بن أبي طالب، أخا رسول الله، و فاطمة الزهراء، بضعته الأثيرة الشريفة، سيدة نساء العالمين التي من أغضبها فقد أغضب الله!.

يا أباأشحط، كأني بك تتشحط أمعاؤك في السعير و أنت تعب من مائها الذي (يغلي في البطون، كغلي الحميم!) [10] بعد أن تسورت الي محراب أقدس شخصيتين في الاسلام: صهر الرسول، و بنته البتول، و قلت لهما: و لا كرامة!.

بفيك ماء الغسلين، و قبحك الله ما أجرأك علي حرمة الله وحرمة رسوله!.

و تبا لك، و تعسا لجدك، اذ أطغاك نثر الدنانير، و حملك علي الافتراء.. و الكفر!.



[ صفحه 133]



فبمثل فريتك علي الله و علي رسوله كان العباسيون و من سبقهم و لحقهم يحملون الناس علي كره الحق ومجانبة أهله، في حين أنهم، هم و المتزلفون لديهم، كانوا يعلمون نفاقهم علي أنفسهم و علي غيرهم من أجل أن يطفئوا بصيص الايمان من قلوب معاصريهم لتسلم لهم دنياهم و ملكهم و قصورهم التي كانت مواخير فسق و فجور، و مقاصف شرب و لهو، و أسواق دعارة و لواط بين آلاف و آلاف الخدم من الجواري و الغلمان!. و بغير ذلك لا يستقيم لباطلهم أمر بوجود من ولاهم الله أمر عباده في أرضه.

أما الهمج من البشر - كهذا الشاعر المنافق الذي رد قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، حين قال «للمتوكل»: لكم تراث محمد.. ليس التراث لغيركم.. أما هؤلاء الرعاع فلا أكرمهم الله و لا نعمهم، لأنهم خذلوا دعاة الحق و العدل، و أعانوا الظالمين في سبيل المتاع.. و لحس القصاع!..


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 52 ص 270 و انظر جملة مصادره في كتابنا «يوم الخلاص».

[2] أنظر مصادره في كتابنا «يوم الخلاص» في موضوع: الخراساني.

[3] بحارالأنوار ج 18 ص 119.

[4] أنظر اعلام الوري ص 349 و بحارالأنوار ج 50 ص 237 و ص 238 و الفصول المهمة من ص 284 الي ص 290 ومناقب آل أبي طالب ج 4 ص 422 و كشف الغمة ج 3 ص 308.

[5] سورة فصلت: 22 و 23.

[6] بصائرالدرجات ج 3 ص 149 و بعض مصادر بحثنا.

[7] سورةالشوري: 21.

[8] بصائرالدرجات ج 3 ص 125.

[9] الكامل لابن الأثير ج 7 ص 32 - 31.

[10] سورة الدخان: 46 - 45.