بعض ما روي عنه
عن الحافظ البلاذري، قال:
«حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي، امام عصره عند الامامية بمكة، قال:
[ صفحه 363]
حدثني أبي: علي بن محمد، المفتي، قال:
حدثني أبي: محمد بن علي، السيد المحمود، قال:
حدثني أبي: علي بن موسي، الرضا، قال:
حدثني أبي: موسي بن جعفر، المرتضي، قال:
حدثني أبي: جعفر بن محمد، الصادق، قال:
حدثني أبي: محمد بن علي، الباقر، قال:
حدثني أبي: علي بن الحسين، السجاد زين العابدين، قال:
حدثني أبي: الحسين بن علي، سيد شباب أهل الجنة، قال:
حدثني أبي: علي بن أبي طالب، سيد الأوصياء، قال:
حدثني محمد بن عبدالله، سيد الأنبياء، قال:
حدثني جبرائيل، سيد الملائكة، قال:
قال الله عزوجل سيد السادات: اني أنا الله لا اله الا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني، و من دخل حصني أمن من عذابي» [1] .
و قال الحاكم: «لمن نكتب الا هذا عن هذا الشيخ» [2] .
و صلي الله علي هذا الشيخ الذي خلع عليه الحافظ البلاذري، و جميع معاصريه، هذا اللقب الكبير الذي يوحي للسامع بشيخوخة متقدمة في السن حتي ليكاد يعطيه ستين سنة فما فوقها، مع أنه كان يومئذ في مطلع شبابه و أول ربيع عمره لأنه لم يعش سوي ثمان و عشرين سنة قضي منها ست
[ صفحه 364]
سنوات - من عمره - في الاقامة المرصودة في سامراء، و الحديث سبق تلك الفترة يقينا..
و لكن، كيف كان شيخا؟.
انه شيخ الفقهاء من بني هاشم و غيرهم، و سيد سادات الأمة، و نجل الأئمة الأبرار الأطهار سلام الله عليهم، الذين تلقوا علمهم عن جدهم الأعلي، سيد الوري صلي الله عليه و آله و سلم، و رووا بهذه السلسلة الذهبية عن الله تبارك و تعالي، الذي هو أصدق القائلين، والذي (لا يغفر أن يشرك به) [3] كما نص كتابه الكريم و قرآنه العظيم (و يغفر ما دون ذلك لمن يشآء و من يشرك بالله فقد افتري اثما عظيما) [4] .
فاللهم اجعلنا من موحديك المنزهين لك عن الشريك والند، العاملين بأوامرك، المنتهين عن نواهيك، لنفوز بنعمة التوحيد قولا و عملا.. انك أنت أكرم الأكرمين.
و قال أبوالفرج في كتابه المسمي ب: «تحريم الخمر»:
«أشهد بالله لقد سمعت أباعبدالله الحسين بن علي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت عبدالله بن عطاء الهروي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت عبدالرحمان بن أبي عبيدة، البيهقي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أباعبدالله الحسين بن محمد، الدينوري يقول:
[ صفحه 365]
أشهد بالله لقد سمعت محمد بن علي بن الحسين، العلوي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أحمد بن عبدالله، السبيعي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت الحسن بن علي، العسكري يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: علي بن محمد يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: محمد بن علي بن موسي، الرضا، يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: علي بن موسي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: موسي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: جعفر بن محمد يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: محمد بن علي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: علي بن الحسين يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: الحسين بن علي يقول:
أشهد بالله لقد سمعت أبي: علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
أشهد بالله لقد سمعت محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:
أشهد بالله لقد سمعت جبرائيل يقول:
أشهد بالله علي اللوح المحفوظ أنه قال:
سمعت الله يقول: شارب الخمر كعابد الوثن!» [5] .
و عنا لأمر جميع من يشربون الخمر من أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، الحاملين هوية الاسلام، و الاسلام منهم بري ء!. و ان سند هذا الحديث - والحديث
[ صفحه 366]
الذي سبقه - لتقشعر منهما الأبدان لأنهم ينبهان الغافل و يوقظان المتغافل، اذ تحس و أنت تقرأهما بعد قسم اليمين علي ثانيهما تسعة عشر راويا، فيهم عشرة من أئمة الهدي، و علي رأسهم سيد الأنبياء، و سيد ملائكة السماء، تحس أن كل يمين من أيمانهم يقطع الظهر!. فاسمع يا شارب الخمر!.
«و سئل عليه السلام عن الموت ما هو؟.
فقال: التصديق بما لا يكون!. حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الصادق عليه السلام، قال:
ان المؤمن اذا مات لم يكن ميتا، فان الميت هو الكافر.. ان الله عزوجل يقول: (يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي..) [6] يعني المؤمن من الكافر، و الكافر من المؤمن» [7] .
و قد فسر المجلسي رحمه الله قول الامام عليه السلام: «الموت هو التصديق بما لا يكون» بقوله: أي هو أمر التصديق به تصديق بما لا يكون، اذ المؤمن لا يموت بالموت، و الكافر أيضا كذلك لأنه كان ميتا قبله، و ظاهر المعني: أن التصديق بما لا يكون، أي بالأمر المحال، فان المحال بمنزلة الموت. و هو فعل الأحمق لا عقل له، و قد روي أن الصادق عليه السلام قال:
اذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد، فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون. فان أنكره فهو عاقل، و ان صدقه فهو أحمق.
و قد قال أميرالمؤمنين عليه السلام:
[ صفحه 367]
«فقد العقل فقد الحياة، و لا يقاس الا بالموت» [8] .
و نحن نقول: يمكن أنه عليه السلام قد قصد بقوله: «الموت هو التصديق بما لا يكون، أن الانسان عند حلول موته، يصدق بأمور خفي عليه ما فيها و ما وراءها، من أن المؤمن يخرج من سجن الي جنة وارفة الظلال، و أن الكافر يخرج الي نار ذات جحيم و اشتعال، و أن التصديق أخذ موضعه من نفس كل منهما عند الموت، و بعده.. و كانا يظنان أن ذلك لا يقع، و أنه من المحال أن ينتقل هذا من سجن الي جنة فور موته و أن ينقل ذاك من جنة الدنيا الي عذاب الآخرة بمجرد خروج روحه!.
و ان الذي يتسجي للموت، يصدق - حينئذ - بأنه سيموت كما مات غيره. و أن هذا الأمر الذي كان يحيد عنه.. و يظن أنه ربما نجا منه، و بالتالي أنه لا يكون بالنسبة اليه.. قد وصل اليه، و جاء دوره و أخذ يتذوق سكراته و مرارة طعمه!. و حينئذ فقط يصدق بما وراء الموت، أي بأمر لا يكون، و هو ما وعد به ربه، و كذب به أكثر العباد.
و في كل حال من أين لنا أن ندرك ما رمي اليه الامام عليه السلام بالضبط و الدقة!.
پاورقي
[1] كشف الغمة ج 3 ص 194 - 193.
[2] المصدر السابق.
[3] سورة النساء: 48 و 116.
[4] سورة النساء: 48.
[5] تذكرة الخواص ص 376 و الأنوار البهية ص 324.
[6] سورة الروم: 19.
[7] معاني الأخبار ص 291 - 290.
[8] المصدر السابق.