بازگشت

الامام الحادي عشر الحسن العسكري


ولد الامام الحسن العسكري (ع) بالمدينة سنة 232، وانتقل مع ابيه الي سامراء سنة 234 بعد ان استدعاه المتوكل اليها، و للامام ابي محمد الحسن من العمر سنتان في اشهر الروايات، و بقي مع ابيه الهادي (ع) طيلة حياته في سامراء الي ان اختاره الله سنة 252 في عهد المعتز العباسي، فاستقل بالامامة و له من العمر اثنان و عشرون عاما، و عاش بعد ابيه نحوا من ست سنوات منها سنة او اقل من ذلك في عهد المعتز حيث ثار عليه الاتراك فخلعوه ثم قتلوه، و منها سنة او احد عشر شهرا في عهد المهتدي الذي ثار عليه الاتراك و قتلوه ايضا، و أربع سنوات و أشهر في عهد المعتمد العباسي الذي بويع بالخلافة بعد قتل المهتدي، واستمرت خلافته الي سنة تسع و سبعين و مائتين حيث خرج من سامراء و قتل مسموما و عادت بقتله الخلافة الي بغداد، و في سنة ستين و مائتين كانت وفاة الامام ابي محمد الحسن العسكري.

و أمه يقال لها سوسن و قيل حديثة، و كان يكني بأبي محمد في اكثر المرويات عنه كما سنتعرض لبعضها، و يلقب بالعسكري كما كان ابوه يلقب بذلك لأنه حينما دخل سامراء سكن في محلة تعرف بالعسكر، و من القابه: الهادي و الزكي و التقي و الخالص، و جاء في مناقب ابن شهر اشوب ان الحسن العسكري و أباه وجده كان يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.



[ صفحه 482]



و قد وصفه احمد بن عبيدالله بن خاقان مع انه كان يحقد علي العلويين و يحاول الوقيعة به وصفه كما جاء في رواية الكليني و الصدوق بقوله: ما رأيت و لا عرفت بسر من رأي من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا و لا سمعت بمثله في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كرمه عند اهل بيته والسلطان و جميع بني هاشم و تقديمهم اياه علي ذوي السن منهم و الخطر، و كذلك القواد و الوزراء و الكتاب و عوام الناس، و ما سألت عنه احدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال و الاعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقديم له علي اهل بيته و مشائخه و غيرهم و لم ار له وليا و لا عدوا الا و يحسن القول فيه و الثناء عليه، و مضي يقول: ان اباه عبيدالله بن خاقان قال: لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها احد من بني هاشم غيره، لفضله و عفافه و هديه و صيانة نفسه و زهده و عبادته و جميل اخلاقه و صلاحه.



[ صفحه 483]