بازگشت

المقدمة


بقلم الاستاذ البحاثة الكبير عبد المولي الطريحي

لقد فهم كل امري ء موحد، دان بالواحدانية لله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لا شريك له في الوحدانية (جل شأنه) و النبوة لمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب «ص» الذي أرسله للارشاد و الهداية، و انقاذ البشر من الجهالة و الضلالة و العماية، و بقرآنه الذي جعله معجزة لذلك النبي الأمي العربي، و جعله قانونا سماويا، من أعظم القوانين نظاما و أجلها قدرا، و أعظمها نفعا، و أكملها فائدة، لينتشر العدل بين جميع الامم، في الكرة الأرضية، و قد صدع النبي (ص) بما أمره الخالق بتلك الرسالة، و آمن به كثير من البشر الذين كانوا يعبدون الاصنام و الأوثان، و لما دنا اجله، و قربت منيته أوصي المسلمين بوصايا عظيمة خالدة، فقال (اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا فاراد [ص] بالكتاب (القرآن المجيد) الخالد علي مرور السنين، و تعاقب الأحقاب و أراد بالعترة أهل بيته الطاهرين: (الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) و هم الذين قال فيهم شاعرهم و محبهم و هو (الكميت الأسدي):



بني هاشم رهط النبي فانني

بهم و لهم أرضي مرارا و أغضب



بسطت لهم مني جناحي مودة

الي كنف عطفاه أهل و مرحب



و قد ألف كثير من الأعلام و المؤرخين و النسابة، من المتقدمين و المتأخرين في فضائل آل البيت الطاهر [ع] و بيان أحوالهم و ذكر فضائلهم و حكمهم و مكارم أخلاقهم و محاسنهم و مزاياهم، و ما قاموا به من الخدمة للدين الاسلامي الحنيف، و ما ظهر علي أيديهم من البراهين الساطعة، و المعجزات الباهرة، أخص بالذكر منهم العلامة الخطيب الشهير المهذب:

(الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني)

و هو ذلك الرجل المهذب، الذي وقف حياثه لخدمة آل البيت الطاهر منذ نعومة أظفاره، سواء علي المنابر أو بين الكتب و المحابر، و هو صاحب كتاب [شجرة طوبي] و غيره من الكتب النافعة في الأخبار و السير و الآثار عن آحوال النبي و آله الأطهار، و كتابه هذا الذي دعاه -:

(نور الأبصار في أحوال التسعة الاطهار)

قد طبقت شهرته الآفاق، و انتشر في جميع الأقطار الاسلامية حيث أنه يتضمن أحوال الائمة الأطهار و قد عني بطبعه للمرة الثانية الكامل المهذب (محمد جواد ابراهيم الكتبي) صاحب المطبعة العلمية في النجف، و هو يقدمه الي عشاق العلم و رواد الفضيلة و الآداب الأسلامية بهذا الثوب الجديد الغض القشيب راجيا أن ينتفعوا به و من الله السعادة و التوفيق في الدارين.

عبد المولي الطريحي

النجف: الخميس 9 جمادي الأول 1376 ه