بازگشت

في آيات الحسن العسكري


الأمام الحادي عشر و سبط سيد البشر و شافع المحشر و والد الخلف المنتظر السيد الرضي الزكي أبومحمد الحسن العسكري صلوات الله عليه و علي آبائه الكرام و خلفه خاتم الأئمة الأعلام ما تعاقب الليالي و الأيام فهو الحجة و الأمام علي الخلق و خليفة الله بالحق من آبائه و لا سيما والده في



[ صفحه 319]



(البحار) عن الصقر بن دلف قال سمعت علي بن محمد بن الرضا (ع) يقول الأمام بعدي الحسن (ع) و بعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و فيه ايضا عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أباالحسن صاحب العسكر (ع) يقول الخلف من بعدي ابني الحسن (ع) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد (ص) و في (أعلام الوري) و الأرشاد بن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيي و غيره عن سعيد بن عبدالله عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس انهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد دار أبي الحسن (ع) و قد بسط له في صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و بني العباس و قريش مأة و خمسون رجلا سوي مواليه و ساير الناس اذ نظر الي الحسن بن علي و قد جاء مشقوق الجيب حتي جاء عن يمينه و نحن لا نعرفه فنظر اليه أبوالحسن (ع) بعد ساعة من قيامه ثم قال يا بني احدث الله شكرا فقد احدث فيك امرا فبكي أبومحمد العسكري و استرجع و قال (الحمدلله رب العالمين و اياه أشكر تمام نعمه علينا و انا لله و انا اليه راجعون) فسألنا عن فقيل لنا هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها فيومئذ عرفناه و علمنا انه قد أشار عليه بالأمامة و أقامه مقامه فاذا كان عمره الشريف في ذلك الوقت عشرين سنة فتكون مدة اقامته تسع سنين لأنه خرج (ع) من الدنيا و له من العمر تسع و عشرون سنة و مع قصر عمره لقد ظهر منه من العلم و الفضل



[ صفحه 320]



و الآيات و المعجزات و الأخلاق و الكمالات ما يعجز البشر عن اتيانه و قصر اللسان عن بيانه و نحن نذكر شيئا منها بقدر ما يليق بهذا المختصر عن (الخرايج) قال أبوهاشم الجعفري دخلت علي أبي محمد (ع) و انا اريد أن اسأله ما اصوغ به خاتما اتبرك به فجلست و نسيت ما جئت له فلما أردت النهوض رمي الي بخاتم و قال أردت فضة فاعطيناك خاتما و ربحت الفص و الكري هناك الله يا أباهاشم فتعجبت من ذلك فقلت يا سيدي انك ولي الله و امامي الذي أدين الله بفضله و طاعته فقال غفر الله لك يا أباهاشم مناقب قال أبوهاشم سمعت أبامحمد (ع) يقول ان في الجنة بابا يقال لها المعروف و لا يدخله الا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر الي أبومحمد (ع) و قال نعم قدم علي ما أنت عليه فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك (الخرايج) روي أبوهاشم انه ركب أبومحمد (ع) يوما الي الصحراء فركبت معه فبينما يسير قدامي و أنا خلفه اذ عرض لي فكر في دين كان علي قد حان أجله فجعلت افكر في أي وجه قضاؤه فالتفت الي و قال الله يقضيه ثم انحني علي قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الأرض فقال يا أباهاشم أنزل فخذوا كتم فنزلت و اذا سبيكة ذهب قال فوضعتها في خفي و سرنا فعرض لي الفكر فقلت ان كان فيها تمام الدين و الا فاني ارضي صاحبه بها و يحبب ان ينظر في وجهه نفقة الشتاء و ما نحتاج اليه فيه من كسوة و غيرها فالتفت الي ثم انحني ثانية فخط بسوطه مثل الاولي قال انزل و خذوا كتم قال فنزلت فاذا سبيكة الذهب فجعلتها في الخف الأيسر و سرنا يسيرا ثم انصرف الي منزله و انصرفت الي



[ صفحه 321]



منزلي و جلست و حسبت ذلك الدين و عرفت مبلغه ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت و لا نقصت ثم نظرت ما نحتاج اليه لشتوقي من كل وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدمنه علي الأقتصار بلا تقتير و لا اسراف ثم و زنت سبيكة الذهب فخرجت علي ما قدرته ما زادت و لا نقصت في (المناقب) روي الحسن بن ظريف انه قال اختلج في صدري مسألتان واردت الكتاب بهما الي أبي محمد (ع) فكتبت اسأله عن القائم بم يقضي و أين مجلسه؟ و أردت ان اسأله عن رقية الحمي الربع فاغفلت ذكر الحمي فجاء الجواب سألت عن القائم اذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود و لا يسأل البينة و كنت أردت ان تسأل عن الحمي الربع فانسيت فاكتب ورقة و علقها علي المحموم (يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم فكتبت و علقت علي المحموم فبري ء (الخرايج) روي عن احمد بن الحرث القزويني قال كنت مع أبي بسر من رأي و كاق أبي يتعاطي البيطرة في مربط أبي محمد و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا و كان يمنع ظهره و اللجام و جمع الرواض فلم يكن لهم حيلة في ركوبه و قتل جماعة فلم يدن أحد منه فقال له بعض ندمائه ألا تبعث الي الحسن ابن الرضا (ع) حتي يجيي ء فأما ان يركبه و أما ان يقتله فبعث الي أبي محمد (ع) و مضي معه أبي فلما دخل الدار نظر أبومحمد (ع) الي البغل واقفا في صحن الدار فوضع يده علي كتفه فعرق البغل ثم صار الي المستعين فرحب به فقال المستعين يا أبامحمد ألجم هذا البغل فقال أبومحمد (ع) لأبي الجمه فقال المستعين ألجمه انت يا أبامحمد فقام أبومحمد فوضع طيلسانه فالجمه ثم رجع الي مجلسه فقال يا أبامحمد أسرجه فقال أبومحمد لأبي أسرجه فقال



[ صفحه 322]



المستعين أسرجه انت يا أبامحمد فقام أبومحمد (ع) ثانية فاسرجه و رجع فقال تري ان تركبه قال نعم فركبه أبومحمد (ع) من غير ان يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله علي المهملجة و هو مشي شبيه الهرولة فمشي أحسن مشي ثم نزل فرجع اليه فقال المستعين قد حملك عليه أميرالمؤمنين فقال أبومحمد (ع) لأبي خذه فأخذه و قاده

و من آياته ما روي في (الخرايج) عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال حججت سنة فدخلت علي أبي محمد (ع) بسر من رأي و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال فأردت ان اسأله الي من أدفعه فقال قبل أن أقول ذلك ادفع ما معك الي المبارك خادمي قال ففعلت و خرجت و قلت ان شيعتك بجرجان يقرؤن عليك السلام قال اولست منصرفا بعد فراغك من سفرك قلت بلي قال فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي مأة و سبعين يوما و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في اول النهار فاعلمهم اني اوافيهم في ذلك اليوم في آخر النهار و امض راشدا فان الله سيسلمك و يسلم ما معك فتقدم علي أهلك و ولدك و ولد لولدك الشريف ابن قسمة الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف و سيبلغ الله به و يكون من اوليائنا فقلت يا ابن رسول الله ان ابراهيم ابن اسماعيل الجرجاني هو من شيعتك كثير المعروف الي اوليائك يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مأة الف درهم و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان فقال شكر الله لأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا و غفر له ذنوبه و رزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له يقول لك الحسن بن علي سم ابنك احمدا قال فانصرفت من عنده و حججت فسلمني



[ صفحه 323]



الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في اول النهار من شهر ربيع الآخر علي ما ذكره (ع) و جاءني أصحابنا يهنوني فوعدتهم أن الأمام (ع) و عدني أن يوافيكم في آخر يومي هذا فتأهبوا لما تحتاجون اليه و أعدوا في مسائلكم و حوائجكم كلها فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري فو الله ما شعرنا الا و قد وفانا أبومحمد (ع) فدخل الينا و نحن مجتمعون فسلم هو اولا علينا فاستقبلناه فقبلنا يده ثم قال اني كنت وعدت جعفر بن الشريف ان اوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر و العصر بسر من رأي وصرت اليكم لأجدد بكم عهدا و ها أنا قد جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها فاول من ابتدأ المسألة (النضر بن جابر) قال يا ابن رسول الله ان ابني جابرا اصيب ببصره منذ شهر فادع الله له ان يرد عليه بصره و عينيه قال (ع) فهاته فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا ثم تقدم رحل فرجل يسألونه حوائجهم و أجابهم الي كل ما سألوه حتي قضي حوائج الجميع و دعا لهم بخير فانصرف من يومه ذلك و يظهر من الاخبار و الآثار ان العسكري أبامحمد الحسن (ع) قد مضي كرارا الي (جرجان) الي شيعته يقضي لهم حوائجهم و يجيبهم عن مسائلهم و يعين ذا الحاجة منهم و في محل نزوله قد بنوا مسجدا و سموه مسجد الأمام (و الجرجان معرب كركان و هو الآل معروف بكركان) و قبل ذلك كانت تسمي باستراباد أقول و اني قد شاهدتها في أيام مسافرتي الي ايران لزيارة مولاي علي بن موسي الرضا (ع) في سنة اثنين و خمسين بعد الألف و ثلثمائه من الهجرة فبعد منصرفي عن الزيارة أخذت الطريق علي (الطبرسان) مع شيخي و معتمدي و شقيقي و ابن عمي العالم الورع التقي الشيخ علي



[ صفحه 324]



دامت بركاته ابن المرحوم المغفور العالم الرياني و المحقق الصمداني الشيخ عبدالجواد قدس الله روحه و ليس لنا هم و قصد الا زيارة الأرحام و ملاقاة الأصدقاء و الأحباب اجابة لهم و طلبا لمرضاتهم و قربة الي الله تعالي ثم سافرنا من مازندران الي كركان يعني الاستراباد فوجدناها بلدا معمورا واسعا فيها الأعيان و الأشراف و العلماء و الطلاب و انعقد مجاس كثيرة في البلد في كل يوم و ليلة منها في مسجد الأمام عليه السلام و كنت أصعد المنبر و أتلو عليهم الآيات و الأخبار و الخطب و المواعظ و الاخبار و الاحاديث ثم أذكر مصائب آل الرسول علهيم الصلاة و السلام و احمد الله علي ان وفقت بزيارة ذلك المسجد الشريف يعني مسجد الأمام الحسن العسكري (ع) و تشرفت بالصعود علي المنبر في ذلك المكان المكرم و المجلس مشحون بالوف من العلماء و السادات و الأشراف و الأعيان و لا انسي ليلة من الليالي أخذت بذكر المصيبة و الناس يضجون و يبكون و ينوحون كنوح الثكلي و لا سيما لما تلوت الزيارة (الناحية المقدسة) باجداه و لئن أخرتني الدهور و عاقني عن نصرك المقدور لأندبنك صباحا و مساء.