بازگشت

النص عليه بالخلافة


موضوع النص علي الأئمة عليهم السلام من قبل جدهم الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و أنهم اثناعشر اماماً، و تسميتهم بأسمائهم، و أن آخرهم قائمهم، من المسلمات عند المسلمين علي اختلاف مذاهبهم و مشاربهم، فقد أورد بعض هذه النصوص كبار علماء أهل السنة في كتبهم [1] .

و ليس أدل علي انتشار تلك الأحاديث عند السلف هو بحث الخليفة العباسي - المعتمد - بعد وفاة الامام أبي محمد العسكري عليه السلام عن ولده، و تفتيشه دار الامام عليه السلام، و حبسه لبعض نسائه، خوفاً من أن يكون لدي بعضهن حمل.

و هذا التشديد خلاف لما جرت به عادة العباسيين مع الأئمة عليهم السلام و حتي الأمويين، فقد كان الحكام الأمويين و العباسيين عندما يغتالون واحداً من الأئمة عليهم السلام يتركون خلفه، و لا يتعرضون له بسوء حتي يأتي طاغية آخر، و من بعد فترة، فيغتال الامام الذي من بعده.

قال الشبلنجي: ان خالد البرمكي قال لهارون: هذا علي بن موسي قد تقدم، وادعي الأمر لنفسه.

فقال هارون: يكفينا ما صنعنا بأبيه، تريد أن نقتلهم جميعاً [2] .

و انظر الي التشديد الذي حصل من المعتمد العباسي و أعوانه في البحث عن خلف الامام العسكري عليه السلام.



[ صفحه 261]



قال أحمد بن عبيدالله بن خاقان: انه لما اعتل - الامام الحسن العسكري - بعث الي أبي: أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته الي دار الخلافة، ثم رجع مستعجلاً و معه خمسة من خدم أميرالمؤمنين، كلهم من ثقاته و خاصته فيهم نحرير، و أمرهم بلزوم دار الحسن، و تعرف خبره و حاله، و بعث الي نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف اليه، و تعهده صباحاً و مساءً، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر بأنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره، و بعث الي قاضي القضاة فأحضره مجلسه، و أمره أن يختار عشرة ممن يوثق به في دينه و ورعه و أمانته، فأحضرهم فبعث بهم الي دار الحسن عليه السلام، و أمرهم بلزومه ليلاً و نهاراً، فلم يزالوا هناك حتي توفي عليه السلام، فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأي ضجة واحدة، و عطلت الأسواق، و ركب بنوهاشم و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلون و سائر الناس الي جنازته، فكانت سر من رأي يومئذ شبيها بالقيامة، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان الي أبي عيسي بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه، دنا أبوعيسي فكشف عن وجهه فعرضه علي بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلين و قال: هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، مات حتف أنفه علي فراشه، و حضره من خدم أميرالمؤمنين و ثقاته فلان و فلان، و من القضاة فلان و فلان، و من المتطببين فلان و فلان، ثم غطي وجهه وصلي عليه و أمر بحمله...

و السلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي الي اليوم و هو لا يجد الي ذلك سبيلاً [3] .

و هذا التفتيش عن ولد الامام العسكري عليه السلام هو لما روته الأمة من أحاديث الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم في النص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، و أن الثاني عشر منهم هو قائمهم، و هو الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً.

و جدير بالذكر: أن الامام العسكري عليه السلام مات و عمره تسع و عشرون سنة، و معني ذلك أن ابنه عليه السلام يوم وفاته لم يتجاوز العقد الأول من عمره، فلماذا تخافه الحكومة القائمة؟.



[ صفحه 262]



ان الذي أخاف الحكومة و أربكها أحاديث النص و أن لابد لآخرهم من ثورة جارفة تطيح بالظالمين.

لقد مرت عليك في صفحات هذه السلسلة بعض النصوص الواردة عن الأئمة عليهم السلام، مضافاً لما بين أيدي المسلمين من النصوص النبوية، كل ذلك اقامة للحجة، و دعوة للأمة الي الانقياد اليهم، و الأخذ بتعاليمهم.

و في هذه الصفحات بعض ما ورد من النص علي الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام من قبل أبيه الامام علي الهادي عليه السلام.

1 - قال عليه السلام لأبي هاشم الجعفري: أبومحمد ابني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج اليه، و معه آلة الامامة [4] .

2 - كتب عليه السلام الي أبي بكر الفهفكي: أبومحمد ابني أصح آل محمد غريزة، و أوثقهم حجة، و هو الأكبر من ولدي، و هو الخلف، و اليه تنتهي عري الامامة و أحكامنا، فما كنت سائلي عنه فاسأله عنه، فعنده ما تحتاج اليه [5] .

3 - قال علي بن مهزيار: قلت لأبي الحسن عليه السلام ان كان كون و أعوذ بالله، فالي من؟

قال عليه السلام: عهدي الي الأكبر من ولدي - يعني الحسن عليه السلام - [6] .

4 - قال يحيي بن ياسر القنبري: أوصي أبوالحسن الي ابنه الحسن قبل مضيه بأربعة أشهر، و أشار اليه بالأمر من بعده، و أشهدني علي ذلك و جماعة من الموالي [7] .

5 - قال علي بن محمد النوفلي: كنت مع أبي الحسن في صحن داره، فمر بنا محمد ابنه، فقلت: هذا صاحبنا بعدك؟.



[ صفحه 263]



فقال عليه السلام: لا، صاحبكم بعدي الحسن [8] .

6 - قال الصقر بن أبي دلف: سمعت علي بن محمد بن علي الرضا يقول: ان الامام بعدي الحسن ابني، و بعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جورا [9] .



[ صفحه 264]




پاورقي

[1] أنظر الفصل الاول من هذه الكتاب.

[2] نورالابصار 144.

[3] الارشاد 366.

[4] الارشاد 362.

[5] الارشاد 362.

[6] اعلام الوري 350.

[7] اعلام الوري 351.

[8] اثبات الهداة 6 / 270.

[9] المصدر 6 / 276.