بازگشت

سيرته


و سيرة المرء و سلوكه ينبثقان من سريرته، و ما طبعت عليه ذاته، و انطوي بين جوانحه، و أكنه ضميره، و أضمرته نفسه، و جبلت عليه غريزته.

و سيرة المرء - فيما أحسب - ميزان المقياس له أو عليه، و عنوان التفاضل بين الناس، و محك النفس الانسانية.

و لما كان الامام أبومحمد أفضل الخلق سريرة، و أشرفهم سجية، طهرت ذاته المقدسة، و تسامت نفسه الكبيرة، فلا غرو اذا بلغت سيرته الغاية في السمو و الرفعة، و منتهي الكمال و الفضيلة، و أوج العظمة، و في هذه الصفحات بعض ما ورد من سيرته عليه السلام:

1 - أرسل عليه السلام الي داود بن الأسود: اذا سمعت لنا شاتماً فامض لسبيلك التي أمرت بها، و اياك أن تجاوب من يشتمنا، أو تعرفه من أنت [1] .

2 - و لما أمر الخليفة باطلاقه من الحبس وقف عند باب المحبس و قال: حتي يجي ء جعفر.

فقال السجان: انما أمرني باطلاقك دونه.

فقال له: ترجع اليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة، فاذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك، فمضي و عاد فقال: يقول لك: قد أطلقت



[ صفحه 267]



جعفر لك لأني حبسته بجنايته علي نفسه و عليك و ما يتكلم به و خلي سبيله فصار معه الي داره [2] .

3 - قال كامل بن ابراهيم المدني: دخلت علي سيدي أبي محمد، فنظرت الي ثياب بياض ناعمة، فقلت في نفسي: ولي الله و حجته يلبس الناعم من الثياب، و يأمرنا نحن بمواساة الأخوان، و ينهانا عن لبس مثله.

فقال مبتسماً: يا كامل... و حسر عن ذراعية فاذا مسح اسود خشن علي جلده، فقال: هذا الله، و هذا لكم [3] .



[ صفحه 268]




پاورقي

[1] الدمعة الساكبة 3 / 172. المناقب 2 / 442.

[2] مهج الدعوات 276. سفينة البحار 1 / 260. الدمعة الساكبة 3 / 192. اثبات الوصية 246. نورالابصار للحائري 332.

[3] اثبات الهداة 6 / 311.