بازگشت

روايته عن آبائه


عقيدتنا في علم الأئمة عليهم السلام أنه لدني كالأنبياء عليهم السلام، يهب الله لهم العلم و المعرفة و جميع صفات الكمال، و الواقع يؤيد ما نذهب اليه، فلو تأملت الفصل التاسع من هذا الكتاب - الامام محمد الجواد عليه السلام - و وقفت علي مناظراته مع قاضي القضاة يحيي بن أكثم وانخذال يحيي أمام الامام عليه السلام و هو لا يزال في مقتبل عمره، أيقنت بأن علمهم عليهم السلام فطري، و ليس باكتسابي، فهم صلوات الله عليهم لا يعرفون معلماً و لا كتاباً.

نعم، لا نمانع أن يأخذ بعضهم عن بعض، و يروي كل منهم عن آبائه عليهم السلام، و من تصفح كتب الحديث و جد كثرة روايات الأئمة عليهم السلام بالسند الي آبائهم صلوات الله عليهم أجمعين، و أيضاً كانوا يكثرون الرواية عن جدهم الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، فهو بحرهم الذي منه يغترفون، و المنهل العذب الذي منه يوردون.

و الامام الحسن العسكري عليه السلام قد روي في تفسيره و في غيره عن آبائه عليهم السلام. و في هذه الصفحات مختارات من رواياته صلوات الله عليه:

1 - قوله تعالي )هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوي الي السمآء فسوئهن سبع سموت و هو بكل شي ء عليم(.

قال الامام عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام )خلق لكم ما في الأرض جميعاً( خلق لكم لتعتبروا به و تتوصلوا به الي رضوانه، و تتوقوا من عذاب نيرانه )ثم استوي الي السمآء( أخذ في خلقها و اتقانها )فسوئهن سبع سموت و هو بكل شي ء عليم( و لعلمه بكل شي ء علم المصالح، فخلق لكم ما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم [1] .



[ صفحه 280]



2 - قوله تعالي: )أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسي من قبل و من يتبدل الكفر بالايمن فقد ضل سوآء السبيل(.

قال الامام عليه السلام: قال علي بن محمد بن علي بن موسي: )أم تريدون( يا كفار قريش و اليهود )أن تسئلوا رسولكم( ما تقترحونه من الآيات، التي لا تعلمون هل فيه صلاحكم أو فسادكم )كما سئل موسي من قبل( و اقترح عليه لما قيل له: )لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتكم الصعقة(. )و من يتبدل الكفر بالايمن( بعد جواب الرسول له: ان ما سأله لا يصلح اقتراحه علي الله، أو بعد ما يظهر الله له ما اقترح ان كان صواباً )و من يتبدل الكفر بالايمن( بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات، أو لا يؤمن اذا عرف أنه ليس له أن يقترح، و أنه يجب أن يكتفي بما أقامه الله من الدلالات، و أوضحه من البينات، فيتبدل الكفر بالايمان، بأن يعاند و لا يلتزم الحجة القائمة عليه )فقد ضل سوآء السبيل( أخطأ قصد الطريق المؤدية الي الجنان، و أخذ في الطريق المؤدية الي النيران... الخ [2] .

3 - قوله تعالي )يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثي بالأنثي فمن عفي له من أخيه شي ء فاتباع بالمعروف و أدآء اليه باحسن ذلك تخفيف من ربكم و رحمة فمن اعتدي بعد ذلك فله عذاب أليم و لكم في القصاص حيوة يأولي الألبب لعلكم تتقون(.

قال الامام العسكري عليه السلام: قال علي بن الحسين عليه السلام: )يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلي( يعني المساواة، و أن يسلك بالقتال في طريق المقتول الذي سلكه به لما قتله )الحر بالحر و العبد بالعبد و الأنثي بالأنثي( تقتل المرأة بالمرأة اذا قتلتها )فمن عفي له( القاتل، و رضي هو و ولي المقتول أن يدفع الدية و عفي عنه بها )فاتباع( من الولي مطالبته و يقاص )بالمعروف و أدآء( من المعفو له القاتل )باحسن( لا يضاده و لا يماطله لقضائها )ذلك تخفيف من ربكم و رحمة( اذا جاز أن يعفو ولي المقتول عن القاتل علي دية يأخذها، فانه لو لم يكن له الا القتل أو العفو لقلما طابت



[ صفحه 281]



نفس ولي المقتول بالعفو بلا عوض يأخذه، فكان قلما يسلم القاتل من القتل )فمن اعتدي( العفو عن القتل بما يأخذه من الدية، فقتل القاتل بعد عفوه عنه بالدية التي بذلها و رضي هو بها )فله عذاب اليم( في الآخرة عند الله عزوجل، و في الدنيا القتل بالقصاص لقتله من لا يحل له قتله.

قال الله عزوجل )و لكم( يا أمة محمد )في القصاص حيوة( لأن من هم بالقتل فعرف أنه يقتص منه فكف لذلك عن القتل، كان حياة للذي كان هم بقتله، و حياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل، و حياة لغيرهما من الناس اذا علموا أن القصاص واجب لا يجرؤن علي القتل مخافة القصاص )يأولي الألبب( أولي العقول [3] .

4 - قال سبط ابن الجوزي في تذكرته: ذكر جدي أبوالفرج في كتابه المسمي ب )تحريم الخمر( نقلته من خطه، و سمعته يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبا عبدالله الحسين بن علي يقول: أشهد بالله لقد سمعت عبدالله بن عطاء الهروي يقول: أشهد بالله لقد سمعت عبدالرحمن بن أبي عبيد البيهقي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبا عبدالله الحسين بن محمد الدينوري يقول: أشهد بالله لقد سمعت محمد بن علي بن الحسين العلوي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أحمد بن عبدالله السبيعي يقول: أشهد بالله لقد سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي علي بن محمد يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي محمد بن علي بن موسي الرضا يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي علي بن موسي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي موسي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي محمد بن علي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي علي بن الحسين يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي الحسين بن علي يقول: اشهد بالله لقد سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: أشهد بالله لقد سمعت محمداً رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: أشهد بالله لقد سمعت جبرئيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت ميكائيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت اسرافيل يقول: أشهد بالله علي اللوح المحفوظ أنه قال: سمعت الله يقول: »شارب الخمر كعابد الوثن«.



[ صفحه 282]



قال: و لما روي جدي هذا الحديث في كتاب )تحريم الخمر( قال: قال أبونعيم الفضل بن دكين: هذا حديث صحيح ثابت روته العترة الطيبة الطاهرة، و رواه جماعة عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، منهم: ابن عباس، و أبوهريرة، و أنس، و عبدالله بن أبي أوفي الأسلمي في آخرين [4] .



[ صفحه 283]




پاورقي

[1] تفسير الامام العسكري عليه السلام.

[2] المصدر نفسه.

[3] المصدر نفسه.

[4] تذكرة الخواص 204.