بازگشت

من كتاب له الي بعض بني أسباط جواباً عن كتاب كتبه اليه يعلمه فيه باختلاف الموالي،


»و انما خاطب الله عزوجل العاقل، و ليس أحد يأتي بآية، أو يظهر دليلاً أكثر



[ صفحه 289]



مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين، فقالوا: ساحر و كاهن و كذاب، و هدي الله من اهتدي، غير أن الأدلة يسكن اليها كثير من الناس، و ذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم، و يمنع فنصمت، ولو أحب أن لا يظهر حقاً ما بعث النبيين مبشرين و منذرين، يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة، و ينطقون في أوقات ليقضي الله أمره، و ينفذ حكمه.

الناس في طبقات شتي، المستبصر علي سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع أصل، غير شاك و لا مرتاب، لا يجد عنه ملجأ، و طبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر، يموج عند موجه، و يسكن عند سكونه. و طبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد علي أهل الحق بالباطل حسداً من عند أنفسهم، فدع من ذهب يميناً و شمالاً، فالراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها في أهون السعي.

و ذكرت ما اختلف فيه مواليي فاذا كانت الرفعة و الكبر فلا ريب، و من جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم.

أحسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعة و طلب الرئاسة؛ فانهما يدعوان الي الهلكة.

ذكرت شخوصك الي فارس فأشخص خار الله لك، و تدخل مصر ان شاء الله آمنا و اقرأ من تثق به من مواليي السلام، و مرهم بتقوي الله العظيم، و أداء الأمانة و اعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا«.

قال: فلما قرأت تدخل مصر ان شاء آمناً لم أعرف معني ذلك؛ فقدمت بغداد و عزيمتي الخروج الي فارس فلم يتهيأ ذلك فخرجت الي مصر [1] .



[ صفحه 290]




پاورقي

[1] كشف الغمة 305.