بازگشت

حكمه


لو جمع ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام من النصائح و الحكم و المواعظ لحصل عندنا موسوعة ضخمة في المعارف و العرفان و الأخلاق و لازدانت المكتبة العربية بمجموعة نفيسة من الكتب هي أحوج ما نكون اليها اليوم.

لقد حفظ التاريخ لأئمة أهل البيت عليهم السلام من نفيس الكلام ما لم يحفظ لأحد من الصحابة و التابعين، و من جاء بعدهم من العلماء، و ليس هذا بكثير علي أناس هم الثقل الثاني الذي خلفه الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم بين ظهراني الأمة الاسلامية، و جعلهم نظراء القرآن الكريم.

و من هذا التراث الذي خلفوه عليهم الصلاة و السلام هي حكمهم القصار، التي جمعت كل واحدة منها من التعاليم الأخلاقية، و النصائح التوجيهية، ما لم تجده في الفصول الكبيرة التي كتبها غيرهم، و هذه من مميزاتهم الكثيرة عن غيرهم من الناس.

نذكر في هذه الصفحات بعض ما ورد من حكم للامام أبي محمد العسكري عليه السلام:

1 - قال عليه السلام: »ان في الجنة باباً يقال له )باب المعروف( لا يدخله الا أهل المعروف« [1] .

2 - و قال عليه السلام: »من رضي بدون الشرف من المجلس؛ لم يزل الله و ملائكته يصلون عليه حتي يقوم«.



[ صفحه 291]



3 - و قال عليه السلام: »ليست العبادة كثرة الصيام و الصلاة، و انما العبادة كثرة التفكر في أمر الله«.

4 - و قال عليه السلام: »قلب الأحمق في فمه، و فم الحكيم في قلبه« [2] .

5 - و قال عليه السلام: »صديق الجاهل تعب«.

6 - و قال عليه السلام: »خير من الحياة ما اذا فقدته الحياة بغضت الحياة، و شر من الموت ما اذا نزل بك أحببت الموت«.

7 - و قال عليه السلام: »ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله« [3] .

8 - و قال عليه السلام: »حب الأبرار للأبرار ثواب للابرار، و حب الفجار للابرار فضيلة للابرار، و بغض الأبرار للفجار خزي علي الفجار«.

9 - و قال عليه السلام: »من التواضع السلام علي كل من تمر به، و الجلوس دون شرف المجلس«.

10 - و قال عليه السلام: »من الفواقر التي تقصم الظهر جار ان رأي حسنة أخفاها، و ان رأي سيئة أفشاها«.

11 - و قال عليه السلام: »بئس العبد عبد يكون ذا وجهين، و ذا لسانين، يطري أخاه شاهداً، و يأكله غائباً، ان أعطي حسده، و ان ابتلي خذله«.

12 - و قال عليه السلام: »الغضب مفتاح كل شر«.

13 - و قال عليه السلام: »أقل الناس راحة الحقود«.

14 - و قال عليه السلام: »أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب«.



[ صفحه 292]



15 - و قال عليه السلام: »ما ترك الحق عزيز الا ذل، و لا أخذ به ذليل الا عز«.

16 - و قال عليه السلام: »خصلتان ليس فوقها شي ء: الايمان بالله، و نفع الاخوان«.

17 - و قال عليه السلام: »جرأة الولد علي والده في صغره، تدعو الي العقوق في كبره«.

18 - و قال عليه السلام: »ليس من الأدب اظهار الفرح عند المحزون«.

19 - و قال عليه السلام: »رياضة الجاهل، ورد المعتاد عن عادته كالمعجز«.

20 - و قال عليه السلام: »من وعظ أخاه سراً فقد زانه، و من وعظه علانية فقد شانه«.

21 - و قال عليه السلام: »حسن الصورة جمال ظاهر، و حسن العقل جمال باطن«.

22 - و قال عليه السلام: »من أنس بالله استوحش من الناس«.

23 - و قال عليه السلام: »جعلت الخبائث في بيت و جعل مفتاحه الكذب«.

24 - و قال عليه السلام: »من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة« [4] .

25 - و قال عليه السلام: »ان للجود مقداراً فاذا زاد عليه فهو سرف، و للحزم مقداراً فاذا زاد عليه فهو جبن، و للاقتصاد مقداراً فاذا زاد عليه فهو بخل، و للشجاعة مقداراً فاذا زاد عليه فهو تهور، كفاك أدباً لنفسك تجنبك ما تكره من غيرك« [5] .

26 - و قال عليه السلام: »لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض«.

27 - و قال عليه السلام: »ما من بلية الا ولله فيها حكمة تحيط بها«.

28 - و قال عليه السلام: »من كان الورع سجيته، و الكرم طبيعته، و الحلم خلته، كثر صديقه و الثناء عليه، و انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه« [6] .



[ صفحه 293]



29 - و قال عليه السلام: »لا تمار [7] فيذهب بهاؤك، و لا تمازح فيجتري ء عليك«.

30 - و قال عليه السلام: »اذا كان المقضي كائناً فالضراعة لماذا« [8] .



[ صفحه 294]




پاورقي

[1] الفصول المهمة 270.

[2] و معناها: أن الأحمق يتكلم بلا روية و تأمل، و الحكيم يفكر بالكلمة قبل أن يتكلم بها.

[3] تحف العقول 364.

[4] بحارالانوار 17 / 216 - 218.

[5] الانوار البهية 160.

[6] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 312 - 316.

[7] المماراة: الجدال و المنازعة.

[8] المجالس السنية 5 / 471.