بازگشت

استجابة دعائه


و من مواطن استجابة الدعاء: هو دعاء المظلوم علي ظالميه فقد ورد أن دعاء المظلوم يخرق الحجب، و تفتح له أبواب السماء، و ليس في الدنيا أناس أكثر مظلومية من أئمة أهل البيت عليهم الصلاة و السلام، فقد بغي عليهم و غصب حقهم، و قضوا حياتهم خائفين مضطهدين، أبعد من أبعد منهم، و حبس من حبس، و كانت وفاتهم بأجمعهم صلوات الله عليهم قتلاً و سماً، لذا فهم أولي الخلق باستجابة الدعاء، لقربهم من المولي جل شأنه، و لعظم مظلوميتهم، و تكالب أعدائهم عليهم.

لقد ذكر المؤرخون للامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، استجابة دعائه في مواطن كثيرة دعا فيها علي بعض خلفاء بني العباس و غيرهم.

نذكر من ذلك:

1 - قال أبوالهيثم بن عدي: لما أمر المعتز بحمل أبي الحسن الي الكوفة، كتبت اليه: ما هذا الخبر الذي بلغنا فأقلقنا و غمنا؟

فكتب بعد ثلاثة يأتيكم الفرج ان شاء الله.

فقتل المعتز في اليوم الثالث [1] .

2 - كتب محمد بن شمون البصري يسأل أبامحمد عن الحال، و قد اشتدت علي الموالي من محمد المهتدي.

فكتب اليه: عد من يومك خمسة أيام فانه يقتل في اليوم السادس من بعد هوان يلاقيه.



[ صفحه 303]



فكان كما قال [2] .

3 - قال أبوهاشم الجعفري: كنت محبوساً مع الحسن العسكري في حبس المهتدي بن الواثق، فقال لي في هذه الليلة يبتر الله عمره، فلما أصبحنا شغب الأتراك، و قتل المهتدي و ولي المعتمد مكانه [3] .

4 - كانت لأبي محمد عليه السلام خزانة، و كان يليها أبوعلي بن راشد رضي الله عنه، فسلمت الي عروة بن يحيي، فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها، يغايظ بذلك أبامحمد عليه السلام.

فلعنه وبرأ منه، و دعا عليه، فما أمهل يومه ذلك و ليلته حتي قبضه الله الي النار.

فقال عليه السلام: جلست لربي ليلة كذا و كذا جلسة، فما انفجر عمود الصبح، و لا انطفي ذلك النار حتي قتل الله عروة [4] .



[ صفحه 304]




پاورقي

[1] الفصول المهمة 267.

[2] المناقب 2 / 468.

[3] المصدر 2 / 463.

[4] رجال الكشي 480. بحارالانوار 12 / 170.